في عكّار… اكتشاف 3 أنواع من الحشرات المتحجّرة تعود لأكثر من 120 مليون سنة!!
تحت طبقات الرمال والصخور في عكار، دُفن تاريخ طبيعي عمره ملايين السنين، لم تُحلّ ألغازه حتى الآن، ومفتاح الحلّ بقايا الحيوانات والنباتات التي شكّلت أشكالاُ مختلفة من المتحجّرات.
ممّا لا شكّ فيه، أنّ الأصل البحري للمتحجرات المكتشفة فوق قمم الجبال، وهي ناتجة عن الحركة الجيولوجية المستمرة للصفائح التكتونية التي كونت جبال لبنان وتضاريسه، والحفظ الجيد والممتاز لمعظم #المتحجرات الموجودة، يدلّ على أنّها طُمرت في مكانها نتيجة أحداث مُختلفة وقد يكون بعضها مفاجئاً مثل الزلازل.
والمُتأمِّل بالخريطة الجيولوجية لمحافظة عكار، يرى مقدار التنوّع الكبير فيها ومرورها بعصور جيولوجية مختلفة، من الجوراسي (145 – 200 مليون سنة) إلى الطبشوري (64 – 144 مليون سنة)، الباليوجين (24 – 60 مليون سنة)، النيوجين – الميوسين (5 – 24 مليون سنة) والرباعي، مع ما يتخلّلها من المراحل والحقبات الجيولوجية التي عاشتها هذه المنطقة وأثّرت بشكل أو بآخر على تشكّل هذه المتحجّرات وتكوّنها.
يُشير الناشط البيئي ومؤسس جمعية “درب عكار” خالد طالب، المُتابع والباحث في هذا الملف، إلى أنّ هذه المتحجّرات تُقدّم فكرة دقيقة عن الطبقة الجيولوجية التي وُجدت فيها، فبعض المتحجّرات لا يمكن أن تتواجد إلى في عمر معين، وهكذا، فإنّ هذه المتحجرات هي ذاكرة المكان الذي وُجدت فيه، والعثور على بعض الأنواع في مواقع محدّدة كفيل بتغيير بعض الخرائط الجيولوجية.
ولفت إلى أنّ الأمر يحتاج إلى مُجلّدات وكتب للتحدّث عنه، ولكن ما يهمّنا حالياً هو التنويه بأنّ عكار لا يقلّ شأنها عن باقي المناطق في هذه الاكتشافات، ولعلّ التقدّم الأبرز كان بفضل البروفيسور داني عازار وزوجته الدكتورة سيبال مقصود، اللذان يُعتبران المرشدان الأبرزان وصاحبا الفضل في الوصول إلى الأسماء العلمية الصحيحة، والتعاون بينهما وبين فريق درب عكار تجلى في عدد من المنشورات العلمية حول العنبر المتحجّر الذي يضمّ أشكال حياة.
وقال: “من أصل مواقع عدّة في عكار، اكتشف الموقع الأول في الذي احتوى على 3 أنواع مختلفة من الحشرات ليكون واحداً من أصل أقلّ من 40 موقعاً في لبنان تضم أشكال حياة تعود لأكثر من 120 مليون سنة، إضافة إلى مُساعدتهما في إرسال بعض العينات إلى فرنسا لنوع جديد من توتياء البحر المنقرضة والمتحجرة ضمن طبقات العصر الجوراسي في أعالي عكار”.
وتحدّث طالب عن أنّ التحديات والتعقيدات تتزايد بفعل التنقيب العشوائي والتمدّد العمراني فضلاً عن المقالع والمرامل التي تقضم أهمّ المواقع التي بالإمكان العثور فيها على بقايا وأشكال حياة ضاربة في التاريخ.
المصدر: النهار – ميشال حلاق