مصير شركات التكنولوجيا العالمية على المحكّ: عالم بلا “انستا وفيسبوك وتويتر”؟

صدى وادي التيم-تكنولوجيا واختراعات/

“ميتا” ، “تويتر”، “انغامي”، “سناب شات”، “مايكروسوفت”، “أمازون”… شركات تكنولوجيا عالمية، لاقى عدد ضخم من موظفيها المصير نفسه: “الطرد”.

في الفترة الوجيزة الماضية، قرّرت شركات عالمية تسريح الالآف من موظفيها لتقليص خسائرها المتصاعدة. الملياردير الأميركي والمدير التنفيذي لشركة “تويتر”، إيلون ماسك، سرّح بعد استحواذه على الشركة، نحو نصف الموظفين، أما صاحب شركة “ميتا” المالكة لتطبيقات “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستغرام”، مارك زوكربيرغ، فقرّر الاستغناء عن أكثر من 11 ألف موظف في الشركة. شركات عديدة أخرى حذت حذو “ميتا” و”تويتر”، ما طرح علامات استفهام كثيرة حول مستقبل هذه الشركات ومصيرها، علما أن عددا من هؤلاء الموظفين من الجنسية اللبنانية.

المستشار في أمن المعلومات والتحول الرقمي رولان أبي نجم في حديث لموقع vdlnews، ان “التضخم والازمة الاقتصادية العالمية والخسائر التي تتكبّدها الشركات العالمية وتحديدا شركات التكنولوجيا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي، هي السبب الرئيس لعملية تسريح الموظفين الواسعة التي نشهدها”.

ويشرح ابي نجم: “عندما تتكبّد هذه الشركات خسائر كبيرة، فانّ أول ما تقوم به هو تخفيض تكاليفها”، مضيفا: “لاحظنا أن ايلون ماسك أعلن في تصريح سابق له ان شركة “تويتر” تتكبّد خسائر يومية بقيمة 4 مليون دولار اميركي وهذا مبلغ ضخم جداً”.

ويشير أبي نجم الى سببين آخرين دفعا بالشركات الى اتخاذ هذا القرار: “السبب الاول هو أن لكل شركة خصوصية معينة، فعلى سبيل المثال، مارك زوكربيرغ اتخذ قرارا بالاستثمار في “الميتافيرس”، وهو استثمر أكثر من 16 مليار دولار اميركي في خلال أقل من عامين، في حين أن هذا الاستثمار لم يعد عليه بأي مردود مادي حتى اليوم”.

ويضيف: “أما السبب الثاني، فهو تراجع ارباح الشركات، فخلال فترة فيروس كورونا وجراء الحجر الصحي والعمل من بعد، ارتفعت نسبة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي انعكس ايجابا على ارباح الشركات، فتوقعت هذه الشركات أن يستمر ارتفاع نسبة الارباح التي تجنيها بعد كورونا، الأمر الذي لم يحصل واعترف زوكربيرغ بأننا اخطأنا بهذا التوقع”.

ويلفت ابي نجم الى انه “بعد فترة كورونا، تراجعت ارباح الشركات وانخفضت قدرتها الشرائية بفعل انخفاض نسبة الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل التكاليف الباهظة، ما دفعها الى طرد موظفيها”.

وعن مصير الشركات وانعكاس قرار تسريح الموظفين على ادائها، يقول ابي نجم: ” ان الشركات العالمية تعاني من التخبط وعملية طرد الموظفين سيكون لها تأثير سلبي على ادائها، والدليل على ذلك، تراجع ايلون ماسك عن قرار طرد عدد معيّن من الموظفين في شركة “تويتر” نظراً لادراكه لحاجة الشركة لهم.

ويتابع: “كل ذلك، يدلّ على أن هذه القرارات ليست مدروسة جيداً، انما فقط تهدف الى تقليص التكاليف، مشيراً الى ان “هذا الامر سيؤثر سلباً على اداء الشركات في المستقبل”.

أكبر شركات التكنولوجيا العالمية تتخبّط وتعاني اذا، في ظل تخبّط الاقتصاد العالمي والاسواق المالية. فما مصير هذه الشركات في المستقبل؟ وهل يكون هذا التخبّط فرصة سانحة لشركات صغيرة ومنصات مواقع تواصل اجتماعي جديدة لتقدّم افضل ما لديها وتستقطب المستخدمين؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!