خطرٌ الالواحُ الطّاقةِ الشّمسيَّة في فصل الشّتاء..!

صدى وادي التيم – لبنانيات /

في ظلّ الانقطاعِ شبه الدّائمِ لكهرباء لبنان، والتّقنين القاسي للمولّدات في مختلفِ قرى قضاء مرجعيون، لجأ الكثيرُ من العائلات المقتدرةِ وغيرها ممّن اقترضوا لهذا الغرض، إلى تركيب ألواح الطاقة الشّمسيّة على أسطحِ المنازل بهدف تزويدِ أسرهم بالكهرباء ٢٤ ساعة في اليوم.

 وفي جولةٍ بسيطةٍ بين المنازل، يمكنُ أن ترى أنّ ألواحَ الطاقةِ الشمسية قد غزت ما يقاربُ نصفَ الأسطحِ في مختلف قرى مرجعيون، مع اختلافٍ في عدد الألواح حسب حاجة كلّ عائلة.

 ومع بدايةِ الشتاء، تُطرَحُ مسألةُ فعالية ألواحِ الطاقةِ الشمسيّة.  تقول مريم: “شكّلت ألواحُ الطاقة الشمسيّة حلّا بديلًا عن الكهرباء لجأنا إليه منذ عدة شهور، حيث وضعنا ٨ ألواحٍ تؤمّن لنا نحو ١٦ أمبير في فصل الصّيف.   أمّا في الشّتاء فهذه الالواحُ تولّدُ من ٤ إلى ٨ أمبير إذا كان الطقس مشمسًا”، مضيفةً: “لا يمكننا الاستغناءُ كليًّا عن كهرباء الدولة أو المولدات في الأشهر الأكثر برودةً، وتحديدًا في فترات ما بعد الظهر والمساء”. أما عن استهلاك الطاقةِ فتعتبرُ مريم: “أنه لا بدّ من أن نقتصدَ عبرَ الاستغناء عن استعمال الغاز والفرن الكهربائيِّ وغيرها من الأدوات الكهربائية”.

وعن الأخطار المحتملةِ من الناحية الهندسية، يؤكدُ المهندس رضا محمد جواد (صاحب شركة غرين ستورم) أنّ الإقبالَ على تركيب الألواحِ الشمسية يتراجعُ مع اقتراب فصل الشتاء بشكلٍ ملحوظ، وهذا شيءٌ طبيعيّ”. 

 أما عن المشاكلِ المحتملةِ فيقول جواد: “إنَّ تطايرَ الألواح في العواصف القوية نتيجةَ غيابِ الخبرةِ الكافية في عمليّة تركيبها وتثبيتها  للتوفير في ثمن سقالة الحديد، تعدّ من أكبر المشكلات التي تواجه الفنيين وأصحابَ المنازل. لذا، تعتمدُ عمليةُ تثبيت الألواح بشكلٍ أساسٍ على متانةِ  السقالة (السيبة الحاملة للألواح )، وتثبيت اللوح عبر لقطات clamps وبراغي. ويحظر، بحسب جواد، استعمال (برغي ريشة) في عملية التثبيت. أما بالنسبة  لوضع السقالة على الأحجار الخرسانية يجب التأكد من المتانة ووزن الحجر بشكلٍ رئيسٍ، مع مراعاة عملية تثبيتِ السقالةِ بشكلٍ جيد، وسماكة الحديد عند تصميم السقالة الحاملة للألواح في الحالات التي ترتفعُ فيها السيبة عن مترين، ووضع رباطات عرضية لمنع ارتجاجِ السيبة؛ لأنَّ هذا الأمرَ يؤدي إلى تخلخل اللّقطات وتطاير الألواح، ومن هنا يفضل المهندسون والتقنيّون  وضعَ لقطات ألمنيوم مع برغي وعزقة. علمًا أنّ الفرقَ في السعر بين هذه المواصفات والتركيب التجاريِّ لا يتجاوزُ ثمنَ لوحٍ واحدٍ أو نصف لوح”.

من الناحية التقنية، يضيفُ جواد: “إنّ عدمَ استعمال شريطٍ مخصّص للألواح الشمسية، ولا يتحمل “فولت عاليًا” يمكن أن يؤدي إلى احتراق الشريط، وبالتالي احتراق الألواح. هذا بالإضافة إلى عدم تثبيت الشريط بطريقة فنيةٍ و احتكاكه بالسقالة؛ نتيجة تلاعب الهواء فيه، الأمر الذي يؤدي إلى تكشُّفِ الشريط، ما يشكّل خطرًا كبيرًا على حياة الناس في حال ملامسة الحديد أثناء فترة عمل الألواح.

  أما بالنسبة للعوامل الجوية (البرق)، فهذا الأمر يمكن ألا يسبب خطرًا مباشرًا على سلامة الناس، لكنه يسبب أضرارًا ماديةً، نظرًا للكلفة المرتفعة لأعمال الصّيانة للأضرار الناتجة عن حدوثه، يمكن حلّ هذه المشكلة عبر تركيب نظام تأريض، مع الأخذ بالاعتبار خبرة الفنيين والمختصين في هذا المجال؛ فبعضهم  لا يراعي أقطار الكبلات ونوعيتها المختصة في كلِّ نظام، إضافةً لعدم امتلاكهم المعداتِ اللازمة لفحص التربة بتكلفةٍ تبدأ من ٤٥٠$ تبعًا لكلِّ نظامٍ مع طول الكبلات وعدد الحفر والمواد المستعملة.

 
  مع تفلّت السّوق، وغياب الرّقابة، ودخول التجار إلى هذا المجال، استفاد الزبائن من الأسعار التنافسية، في حين وصل بعضُ التُّجار  إلى البيع بسعر الكلفة؛ نتيجة إغراق السّوق بالكميات الكبيرة والمستوردة ،ومنها البضاعة ذات النوعية الرديئة المتزامنة مع غيابِ الخبرة التقنية التي قد تحوّلُ هذه الألواحَ إلى ألواحٍ قاتلة لا تحظى بمقوًمات تراعي السّلامة العامّة.

المصدر: ماري مارون 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!