مع الدمار المهول.. من سيتكفل بإعادة إعمار سوريا؟

نشرت صحيفة “هانوفيريشه ألغيماينه” الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن عملية إعادة إعمار سوريا، التي قدر البنك الدولي تكلفتها بحوالي 180 مليار يورو على امتداد 15 سنة، مشيرة الى أن “الدمار الذي لحق بمنطقة الغوطة الشرقية سيجعل تكلفة إعادة إعمار البلاد أكبر، في ظل تهاوي أغلب المنشآت والبيوت”.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن “البنك الدولي حاول في البداية حصر حجم الدمار الذي لحق بسوريا خلال سنة 2017، إلا أنه لم يأخذ بعين الاعتبار التصعيد والمجازر التي ستشهدها الغوطة الشرقية لاحقا. وحتى قبل سنة 2018، كان واضحا أن سبع سنوات من الحرب الأهلية ألحقت دمارا هائلا بهذا البلد”.

وذكرت الصحيفة أن “واحدا من كل اثنين من المباني التابعة لقطاع الصحة بات خارج الخدمة، بينما تعرض أكثر من 30 بالمئة من المنازل للتدمير. كما شهد التزود بالطاقة انخفاضا كبيرا بأكثر من 62 بالمئة، بالإضافة إلى تراجع كفاءة منشآت معالجة المياه بنسبة 63%”..

وأوضحت الصحيفة أن “هذه الأرقام المفزعة صادرة عن خبراء من 80 بعثة دولية ومنظمة عالمية، الذين عرضوها في أثناء لقائهم يوم الأمس في بروكسل، خلال مؤتمر آخر يتم تنظيمه حول إعادة إعمار سوريا. ويوم الأربعاء، من المفترض أن يفصح الوزراء المشاركون في هذا المؤتمر عن المبالغ التي تعتزم حكوماتهم منحها”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “قبل سنة واحدة، تعهدت 42 حكومة في العالم بتوفير مبلغ إجمالي يناهز 5.6 مليار يورو. وفي نهاية العام، وصل المبلغ إلى حوالي 7 مليارات يورو، قدمت ألمانيا أكبر جزء منه، بمبلغ 1.7 مليار يورو”.

وأكدت الصحيفة أن “هناك مساعي أخرى تبذل في الظل بالتوازي مع مؤتمر بروكسل، إذ إن رأس النظام السوري بشار الأسد يستعد هو أيضا لمرحلة ما بعد الحرب. فقد أصدر في بداية شهر نيسان  مرسوما جديدا، يلزم أصحاب العقارات بإثبات ملكيتهم لها في غضون 30 يوما، ومن غير الواضح إلى حد الآن كيف سيتمكن حوالي 13 مليون سوري لاجئ ومهجر داخل البلاد وخارجها من الالتزام بهذه المهلة”.

واعتبرت الصحيفة أن “الأسد بكل بساطة لا يريد لهؤلاء اللاجئين أن يعودوا إلى وطنهم، حتى يتسنى له توزيع الممتلكات التي تركوها وراءهم على جنوده المخلصين والأشخاص الذين يدينون بالولاء للنظام. بالإضافة إلى ذلك، يجمع المحللون على أن الأسد لا يهتم أصلا بما يقوله الغرب عنه. وخلال الأسبوع الماضي، التقى ممثلون عن طهران وموسكو مع وزراء سوريين في يالطا، في شبه جزيرة القرم، التي قامت روسيا بإلحاقها سابقاً”.

وحيال هذا الشأن، أوضح الرئيس السوري بشار الأسد أنه “لا يريد رؤية شركات النفط والغاز الغربية في بلاده”، حيث قال: “نحن نسعى إلى أن تقوم الشركات الروسية بالعمل هنا، ونتوقع دخولها السريع إلى السوق السورية”. وخلال هذا المؤتمر، تم إهداء أول عقود إعادة الإعمار المربحة إلى الشركات الإيرانية والروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال مؤتمر بروكسل، تطرقت مختلف الأطراف المشاركة إلى الرد المناسب على السياسة الأمريكية تجاه سوريا، خاصة أن دونالد ترامب أكد في عدة مناسبات أن فرضية التزام واشنطن بإعادة الإعمار في سوريا ممكنة في حال رحيل الأسد.

وأضافت الصحيفة أن موسكو وطهران، إلى جانب النظام السوري بالطبع، لا يفكرون في استقالة الرئيس السوري، ولذلك هناك شكوك حول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في إعادة إعمار البلاد في وجود أو غياب الرئيس السوري.

وأكدت الصحيفة أن “الأولوية المطلقة يجب أن تكون للمساعدات الإنسانية. وفي الواقع، تشير تقارير من داخل دوائر منظمة الأمم المتحدة إلى أن الحكومة السورية وافقت السنة الماضية على دخول 47 فقط من أصل 172 بعثة إغاثة كان سيتم إرسالها”.

وفي نداء مشترك لمنظمات إنسانية مثل “أوكسفام”، و”كار لمكافحة الفقر والجوع”، و”أنقذوا الأطفال”، صدر يوم الثلاثاء، تحذير من أنه لم يتم تأمين سوى 20 في المئة فقط من المساعدات اللازمة لحد الآن لدعم 13 مليون لاجئ.

ونوهت الصحيفة بأن المبالغ التي يمكن للوزراء المجتمعين في بروكسل الحصول عليها ما زالت غير معلومة.

وأعلن وزير التنمية الألماني غيرد مولر أثناء وجوده في العراق،أمس الاربعاء، أن الميزانية الإنسانية الحالية التي خصصتها الحكومة الألمانية، والمقدرة بنحو 8.7 مليار يورو، يجب أن يتم الترفيع فيها بشكل كبير، وإلا سيضطر في النهاية لتخفيض المساعدة الإنسانية الموجهة لسوريا بحوالي 400 مليون يورو.

(عربي 21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!