تحذيرات من موسم أنفلونزا شديد… عوارضه صعبة لدى الأطفال !!
صدى وادي التيم – طب وصحة:
“ما شهدته أوستراليا من موجة أنفلونزا مبكرة وشديدة يعزّز مخاوف الخبراء والأطباء من حدوث موجة أنفلونزا قويّة مختلفة عن السنين السابقة.
في نيسان، بدأت أوستراليا تواجه أسوأ موسم من الأنفلونزا منذ 5 سنوات. كانت المؤشّرات مقلقة في زيادة عدد الحالات خصوصاً عند الأطفال؛ وهذا الواقع الوبائيّ قد يشير إلى أن دول العالم الأخرى قد تكون على موعد مع موسم صعب.
تُشير التوقّعات العالميّة إلى عودة شرسة للأنفلونزا وانتشارها على نطاقٍ واسع حتى قبل موسمها المعتاد، وفق ما حصل في أوستراليا.
بالعودة إلى الأرقام، كان لافتاً أن عدد الإصابات بالأنفلونزا تضاعف عمّا كان عليه قبل انتشار جائحة كوفيد-19 في العام 2020، مع تزايد نسبة الحالات التي تحتاج إلى العلاج في داخل المستشفيات ونسبة حالات الوفاة جراء مضاعفات الأنفلونزا الخطرة.
ما يحدث في أوستراليا غير مبشّر، وفق ما أكّده أستاذ الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، وليام شافنر، لـ”واشنطن بوست”: “إن البيانات تُنذر بالسوء، إذ إن الأنفلونزا هذا العام ليست مبكرة بوقتها فقط، بل تبدو شديدة جداً”.
وأضاف أنّ “هذا يجعل القلق مضاعفاً. العبء الثقيل للأنفلونزا يُمكن أن يكون أسوأ موسم للأنفلونزا منذ 13 عاماً”.
وفقًا لوكالة الصحة في أوستراليا، كان موسم الأنفلونزا أكثر ضررًا عند الأطفال، وسجّلت الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 5 و9 سنوات أعلى معدّل للإصابة بالأنفلونزا هذا العام، يليهم الأطفال المراهقون والذين هم دون السنة الـ4 من العمر.
وسجّلت الولايات المتّحدة حالات أنفلونزا مبكرة (قبل ستة أسابيع) هذا العام مقارنة بالمواسم السابقة، ممّا أدّى إلى زيادة الدخول إلى المستشفيات. وتكمن المخاوف في أن يكون الشتاء هذا العام محفوفاً بالمخاطر الناجمة عن الفيروسات التي تُصيب الجهاز التنفّسيّ.
أما مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (cdc) فترى أن “موسم الأنفلونزا قد بدأ مبكرًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعدد حالات الاستشفاء التي يسبّبها فيروس الأنفلونزا أسوأ من المعتاد في هذا الوقت من العام”.
وتُقدّر بأنّه كان هناك ما لا يقلّ عن 880 ألف إصابة بالأنفلونزا، ونحو 6900 حالة استشفاء، و360 حالة وفاة حتى الآن.
لكن ما الذي اختلف؟
يقول رئيس قسم الأمراض الجرثوميّة في مستشفى “أوتيل ديو” الدكتور جاك شقير لـ”النهار” إن “هناك سلالات عديدة للأنفلونزا، تلت السلالة B، وجاء أول متحوّر بعد الحرب العالمية الأولى فعُرف بالأنفلونزا A، وأدّى إلى تفشّي الأنفلونزا الإسبانية التي تسبّبت بوفاة أكثر من 18 مليون شخص. وككلّ الفيروسات، يشهد فيروس الأنفلونزا تحوّرات جديدة، وبدأ الأطباء والخبراء يعرفون ماهيّتها وخصائصها”.
يتحوّر فيروس الأنفلونزا تحوّراً بسيطاً كلّ سنة، ثم يراكم تحوّراً جذرياً كلّ 3 سنوات، ممّا يدعو شقير إلى توقّع أنفلونزا جديدة لا نعرفها، وقد تسبّب مشكلات صحيّة خطيرة.
ممّا لا شكّ فيه أن أن جائحة #كورونا أثّرت على الأنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى المنتشرة، في الوقت الذي ساعدت فيه الإجراءات الوقائيّة المتّخذة، مثل ارتداء الكِمامة وتعقيم اليدين والتباعد الاجتماعي، على الحماية في مواجهة فيروسات تنفّسية أخرى مثل الأنفلونزا وغيرها. أضف إلى ذلك أنّ الفيروس كان معروفاً، ولم يشهد تحوّرات كبيرة كما هي الحالة اليوم.
يشدّد شقير أيضاً على أن “ما نتوقّعه هو أن يتحوّر الأنفلونزا بشكل كبير، وأن يكون مختلفاً عمّا نعرفه سابقاً، وألا نتمتع بمناعة ضدّه. وعليه تكمن أهمية تلقّي اللقاح المتاح في الأسواق، خصوصاً عند بعض الفئات المعرّضة أكثر لمضاعفات الإصابة، مثل الأطفال، الحوامل، كبار السّن، الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو من ضعف المناعة… لذلك، المطلوب اليوم التلقيح ضد الأنفلونزا لتخفيف العوارض وتقليل مخاطر الدخول إلى المستشفيات والوفيات”.
وعن أبرز العوارض، يشير شقير إلى أنّها نفسها بالرغم من تحوّر الفيروس، وتشمل:
– الحرارة المرتفعة
– الألم في الحلق
– الصداع
– الألم في الجسم والعضلات
– السّعال
– القشعريرة.
وعليه، عند ظهور هذه العوارض، يجب استشارة الطبيب، وإجراء الفحوص اللازمة للتأكّد من صحّة الإصابة بالأنفلونزا، والحصول على العلاج اللازم.
ويُعتبر لقاح الأنفلونزا الطريقة الفضلى والأكثر فاعليّة للوقاية من المرض والحدّ من انتشار العدوى وحماية الفئات المعرّضة لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة. وعلى الرغم من عدم وجود ما يضمن أنّ اللقاحات ستمنع العدوى، فقد أظهرت الدراسات أنّها تقلّل من مضاعفات الإصابة ومن خطر الوفاة.