هل دخل لبنان واسرائيل في هدنة غير معلنة

صدى وادي التيم – لبنانيات:

عشية توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كان الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في البيت الأبيض في واشنطن، مطلقا موقفا بارزا اكد فيه ان الاتفاق “تاريخي ويجلب الأمل والاستقرار للمنطقة”. وحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، أشاد بايدن امس بالاتفاق، قائلا إن اتخاذ هذه الخطوة “تطلّب شجاعة” من البلدين. وأضاف “ستوقع إسرائيل ولبنان غدا (الخميس) اتفاقا لترسيم حدود بحرية دائمة بين البلدين. هذا اختراق تاريخي تطلب الكثير من الشجاعة للإقدام عليه”. وتابع “سيسمح الاتفاق بتطوير حقول الطاقة للبلدين، وسيخلق أملا وفرصا اقتصادية جديدة للشعب اللبناني، ويعزز استقرار وأمن شعب إسرائيل”.

من جانبه، وعلى وقع موافقة حكومته اليوم على اتفاق الترسيم، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الى ان “لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق الترسيم”. واشار الى أن “الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي”.

لن تعود الامور بين لبنان واسرائيل عموما وعلى الحدود الجنوبية بين البلدين في شكل خاص، بعد توقيع الترسيم، كما كانت قبله. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، المصالح الاقتصادية المشتركة بين الجانبين والمتمثلة بالنفط والغاز اللذين سيتم استخراجهما من البحر، ستفرض هدوءا على جانبي الحدود وستقضي في شكل شبه تام، على احتمال انفجار الوضع “عسكريا” بين لبنان او الحزب وبين اسرائيل، وذلك بضمانة واشنطن التي ستسهر على منع اي تصعيد، وقد انتزعت من بيروت ومن تل ابيب تعهّدا بالتزام الهدوء في الفترة المقبلة، برضى ومباركة ايرانيين تُرجِما تسهيلا تاما من قِبَل الحزب للاتفاق، وقد قرّر لمرة نادرة في تاريخه، الوقوفَ “خلف الدولة اللبنانية”، لا المزايدة عليها، ساكِتا مثلا عن تنازلها عن الخط 29

انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، يصبح السؤال مشروعا عن مبررات ابقاء الحزب على سلاحه؟ فما هي وظيفته بعد ان دخلت المنطقة الحدودية فترة “هدنة” غير معلنة طويلة الامد؟ الامين العام للحزب السيد ح س ن ن ص را ل ل ه سيطل على اللبنانيين في كلمة يلقيها بعد ظهر اليوم. هو سيقول على الارجح، ان دور السلاح و”الم ق او م ة” بعد هذا الاتفاق الذي سمح “بأكل العنب” على حد تعبيره، سيصبح اليوم السهر على حسن تطبيق الاتفاق ومنع اي خرقٍ اسرائيلي لنص التفاهم.. لكن وفق المصادر، تَبيّن بالوقائع التي رافقت مسار التفاهم، وبحسب ما أكد ابرز العاملين على خطه لبنانيا نائبُ رئيس المجلس الياس بوصعب، ان الاميركي كانت له اليد الطولى في التوصل الى الاتفاق وهو سيكون بعد ذلك الضامن والمشرف على تطبيقه..

المصدر: المركزية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى