الثرواتُ الكبرى في سحمر ويحمر: مقابلةٌ خاصة مع حفارَي البلوك الأغزر في الشرق الأوسط
صدى وادي التيم – لبنانيات :
حقَّقَ لبنان انتصارًا تاريخيًا في اتفاق ترسيم الحدود مع الكيان المحتلِّ الذي يرسخُ حقَّه من النفط والغاز، بفضل عاملِ قوةِ الرَّدع الذي تجسده المقاومة، واللحظة الدولية التاريخية التي أتت لمصلحة لبنان، وسط الصراع الدوليِّ القائم بين المعسكرات الكبرى.
ويبدو أنَّ الثروةَ النفطيةَ التي يختزنها البحر تخبئها الأرضُ كذلك. ففي لبنان، تعتبرُ منطقة سحمر ويحمر وقرى البقاع الغربيِّ غنيةً بالثروات الطبيعية، كما غناها بالموارد البشرية التي قدمت الكثير للوطن، طيلة فترات تاريخية مفصلية. وقد كان للأفضل نيوز تحقيق خاص عن البترول الذي تمَّ اكتشافه قديمًا في منطقة سحمر ويحمر البقاعيتين.
وفي حديثٍ خاصٍّ للأفضل نيوز، يؤكد حسين منعم (٩٣ عامًا)، الذي “عمل على حفر بئر البترول والتنقيب فيه مع عدد من العمال آنذاك، بين قريتي سحمر ويحمر “أنه يذكر الحفر سنة ١٩٦٣ الذي تمَّ على عمق ٦٥٠ مترًا في منطقة وادي علي زين، القريبة من بلدة سحمر في البقاع الغربي، وقد حفرت آليةٌ بعمق يزيد على ٢٢مترًا على هذه المساحة الكلية البالغة ١٥٠٠ مترًا. وقد علقت الألمازة عند هذا العمق، حيث تمَّ تأكيدُ وجود النفط، حيث كانت شركةٌ إيطاليةٌ تنقبُ بالتعاون مع شركة لبنانية، وفق منعم. ويضيف: “وأجزم لكم بوجود ثروة نفطية، وقد مُنعنا من شرب السجائر حينها على بُعد ٥٠ مترًا”..
في الإطار نفسه، يحدثنا أحمد الكريّم والذي ساهم أيضًا في العمل في ذلك الوقت، “أنَّ مهندسَين من الجنسية الألمانية والفرنسية كانا يشرفان على عملية التنقيب، وقد بدأنا بالعمل على عمق ٤٠٠م تقريبًا، مما أكد وجود نبع ماء حيث وصلَ الحفرُ إلى نحو ١٢٠٠ مترًا فانبعثت رائحةٌ غريبة، وتمَّ وقفُ العمل في تلك اللحظة، وفي اليوم التالي تمَّ فحصُ بئر النفط مما أكدَ الشكوك بأقوال المهندسَين إنه البئر الأكبر في الشرق الأوسط، وحينها طُلب من بعض المهندسين والعاملين التواصل مع رئيس الجمهورية شارل حلو الذي أكدَ وجود النفط في هذه النقطة، وقد بقينا لأيام نعملُ بدقةٍ متناهية بإشراف مختصين في المجال”.، ووفق ما يسرد الكريّم “إنَّ أحد السائقين الذين يعملون عند رئيس الوزراء السابق حسين العويني أن العويني تعرضَ لتهديد كبير عام ١٩٦٥ بالتزامن مع الحفر في الحقل المذكور”.
انتصارُ لبنانَ التاريخيُّ في تحصيل الذهب الأسود، سيغيِّرُ المشهديةَ برمتها، فهل يكون التوقيعُ بوابةً لبدء الخروج من أعتى أزمةٍ لشعبٍ مورس عليه الحصار في العصر الحديث؟. هذا يبقى رهن الأيام المقبلة.
زياد العسل_ الأفضل نيوز