رئيس بلدية كفركلا: نفضّل العتمة على التطبيع
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
احتلّت كفركلا المشهد اللبناني، فالبلدة التي ارتبط اسمها بخبر «سرقة كابلات كهرباء من مستعمرة المطلة داخل فلسطين المحتلة وإضاءة بيوتها»، تحوّلت «ترند» في مواقع التواصل، وإن كان الخبر مفبركاً ويصبّ في خانة تبرير التطبيع الذي عاد ليطفو على الواجهة بطرق مختلفة.
سرقت كفركلا الأضواء ولو ليوم واحد من كاريش وصراع النفط والغاز، ومن سجال الداخل حول انتخابات الرئاسة الأولى وتشكيل الحكومة الموعود. كانت المانشيت الأساسي لخبر كاذب انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنه غير متوفر على أي موقع عبري…
كفركلا هي إحدى بلدات الشريط الحدودي والأكثر تماساً مع الجدار الفاصل، الذي يضجّ بصور الش ه د ا ء وال م ق او م ي ن ويحاكي فلسطين المحتلة. حتى الأمس كانت البلدة أسوةً بباقي قرى الشريط الحدودي تواجه العتمة، وحدها بلدة دير ميماس نجحت في محاربتها عبر الطاقة الشمسية بتكاتف الأهالي، ممن حوّلوا فائض الطاقة نحو الاشتراك الذي حوّلها بدوره وبالمجان إلى الأهالي، في خطوة رائدة وتستحقّ الترجمة عملياً على الأرض لمعالجة العتمة والتخفيف من حدّة فواتير الإشتراكات.
لم يكن مستغرباً على الإطلاق أن تضجّ مواقع التواصل الإجتماعي بخبر مشكوك به، مسرّب من أحد المواقع الوهمية الصهيونية ويدعى ماغريوت، غير أن المستغرب بحسب رئيس بلدية كفركلا حسن شيت «أن ينجرّ بعض المسؤولين والفاعلين في لبنان الى هذا الخبر»، بحسبه فإنه «مستبعد مليون بالمئة، فكفركلا بلدة م ق او م ة أباً عن جد، ولن تتنازل عن خياراتها كُرمى للكهرباء».
«لحظة بس حتى حوِّل الكهرباء من المطلة»، بهذه العبارة يردّ رئيس البلدية ساخراً من كل من يسأله عن الخبر المزعوم وقد انتشر كالنار في الهشيم، ولا يخفي معاناة البلدة وكل قرى الشريط الحدودي مع الكهرباء والمياه، وهي صورة مصغّرة عن كل لبنان، «فالبلدية ترعى ملفي الكهرباء والمياه»، مؤكداً حجم الأزمة «لا سيما في ظل الظروف الضاغطة التي تمرّ بها البلديات التي تحل مكان مؤسسات الدولة، ان في تأمين الكهرباء عبر الاشتراك أو المياه عبر آبار الضخ الارتوازية، فالأزمة كبيرة، لا سيما أن الإمكانيات المالية محدودة»، من دون أن يخفي أهمية الطاقة البديلة «وقد اكتشفنا أهميتها أخيراً، لو تنبهنا إليها سابقاً لكنا اليوم بمنأى عن أزمات المياه والكهرباء».
شيت الذي تفاجأ بـ»انتشار خبر سرقة كهرباء من المطلة»، يؤكد «أن الهدف منه تسويق التطبيع، من بلدة حدودية عُرفت بتاريخها النضالي، فهي بلدة ال ش ه ي د الأول علي حلاوي الذي اس ت ش ه د عام 1975 في أول مواجهة مع العدو الإسرائيلي»، مستغرباً «كيف يمكن لمزحة كاذبة أن تجر وجهاء البلد نحوها»، وجازماً «ان لا قبل ولا بعد ولا في الأحلام يمكن لكفركلا أو أي بلدة جنوبية حدودية أن تفكر بالتطبيع المزعوم»، وقال: «نفضل العتمة على التطبيع، فنحن لا نبيع لا أرضنا ولا مقاومتنا، بل نحن ال م ق ا و م ة. كلنا نبحث عن الطاقة، وسنجدها بالطاقة الشمسية حتماً وليس في أي مكان آخر».
70 بالمئة من أهالي كفركلا لم يسمعوا بخبر سرقة الكهرباء، فأغلبهم لم يسمع الأخبار، الأهالي منشغلون بمعظمهم بقطاف الزيتون وقد بدأ ولو بشكل محدود بانتظار هطول المطر، قلة منهم تداولت الخبر «الساخر» كما وصفه البعض، فيما رآه البعض الآخر مجرد «مزحة كاذبة»، والأغرب برأي ياسمين «أن هناك قضاة وسياسيين تداولوا الخبر على أنه حقيقة ومع الأسف وقعوا في الفخ».