سيفعلها بوتين…ومن يعِش يرَ !
صدى وادي التيم-متفرقات/
يقول علماء المناخ والرصد الجوي، أن فصلي الخريف والشتاء هما موسم الرياح الشمالية التي تهب على سكان النصف الشمالي للكرة الارضية، محملة بالأمطار والثلوج ..وربما هذه السنة بالاشعاعات الذرية.
في ربيع العام 1986، وتحديداً في السادس والعشرين من شهر نيسان/ابريل، حصلت أكبر كارثة نووية عرفها البشر، بعد القنبليتن الاميركيتين اللتين أحرقتا مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في العام 1945، عندما إنفجر مفاعل تشيرنوبيل النووي، وارتفع عدد ضحايا الانفجار تدريجياً من 30 عاملاً أوكرانياً، سقطوا على الفور، الى ما يصل الى ثلاثين ألفاً من الاوكران، ومعهم الروس، والبيلوروس، ماتوا تباعاً، لا سيما بسرطان الغدة الدرقية الفتاك، بعدما بلغت الاشعاعات الذرية التي حملتها الرياح الجنوبية، المتجهة شمالاً، في ذلك الموسم، أطراف روسيا وبيلوروسيا.
الرجل الذي كان متهماً بجنون العظمة، وصار اليوم مشتبهاً بهذيان الثأر، كان ولا يزال يختزل في شخصيته المضطربة، بعضاً من روسيا،”البلد المريض” الذي ينهار تحت وطأة تاريخ عظيم، عجز عن حمله والدفاع عنه، وانفضح جيشه الجبار الذي يغير قادته الميدانيين، ويرقي القائد العسكري الشيشاني “الفذ” رمضان قاديروف الى رتبة عميد، ومرشد للقيادة وموجه للعمليات على الجبهات، حيث يقاتل الجنود الروس مثل الكشافة، بأسلحة بالية كان يعتقد أنها مرهوبة ومتفوقة، فإذا هي مدمّرة فقط للمستشفيات والمدارس والافران السورية التي سحقتها الصواريخ الروسية البالستية والمجنحة والعابرة للقارات طوال السنوات السبع الماضية.
لا، لن يفعلها بوتين. لا بد أن زعيم الكرملين ما زال يتمتع بقدر من الحس السليم، وبالحد الادنى من العقل والمنطق لكي يتجنب الكارثة الاكبر. لكن البديل الوحيد لديه، هو أن يسلم بالهزيمة، ويرفع الراية البيضاء، فيقتل على الفور من قبل أحد قادته العسكريين أو أحد مستشاريه الامنيين..على الاقل لمنع الجنرال قاديروف من تولي قيادة أركان القوات المسلحة الروسية بناء على وصية صديقه الاقرب، بوتين!
ليس في روسيا اليوم ما يحول دون هذا الخيار المدمر، المبني على مزاج شخص واحد، يهابه الجميع، لأنه يمتلك وحده قرار الحرب والسلم، مهما كبرت واتسعت طاولة الاجتماعات السياسية والعسكرية التي يجلس بوتين على رأسها، ويتوزع حولها رفاقه الاربعة الكبار من قادة جهاز الاستخبارات الموروث من العصر السوفياتي، ومعهم بعض المسؤولين الاخرين الذين لا يسمع صوتهم إلا للثناء على حكمة الرئيس وبُعدِ نظره وصلابة موقفه.
بلى، سيفعلها بوتين بالتأكيد. ومن يعِش يرَ، ومن يمت لن يجادل أصلاً..وسيروح ضحية رياح الخريف الشمالية العاتية.
المصدر: ساطع نور الدين “المدن”