الحل لكي يخرج لبنان من مشاكله هو… بأن يخرجوا جميعاً.. بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

لم يهنأ لبنان باستقلاله يوماً فما وحدته المشاعر الوطنية والتوق للإستقلال عادت وفرّقته تجاذبات المنطقة كلها وأهواء السياسات والإنعكاسات والإستقواء بالمحاور والجزء الأكبر من المسؤولية يقع على طبقة سياسية أوصلتنا إلى شفير الإنهيار وما زالت تتصرف بنفس النهج المشرذم،حكمت على مدى ثلاثة عقود وكل ما فعلته هو المتاجرة بعناوين الإستقلال والعيش المشترك،دفع لبنان بسببها الأثمان الباهظة فتقطعت أوصال الدولة وتغلبت نظرية المزرعة والفلتان الأمني.
اليوم،سلاح ا ل ح ز ب  أصبح عبئاً كبيراً على كل لبنان ولم يعد بإمكاننا تحمل التبعات الناتجة عنه،فسلاحه مصنف بأنه سلاح إرهابي،ونحن ندفع الثمن بسبب سياسة ا ل ح ز ب  وارتباطه الخارجي بإيران ولبنان مهدد. عشنا أيام حربٍ كثيرة لكن ماليتنا واقتصادنا لم يهتزا يوماً بهذا الشكل المروع،نحن اليوم في حصار يخنقنا بسبب أخذنا رهينة المحاور،والمجتمع الدولي والعربي قد حذرنا مراراً وتكراراً،لكننا نسأل،لماذا علينا أن نعادي معظم محيطنا العربي والمجتمع الدولي،

إلى متى سندفع الثمن دائماً،لا نريد أن نبقى رهينة الدمار والخراب،لا نريد أن تتحول مناطقنا إلى مخازن سلاح ومنصات إطلاق صواريخ،هذا السلاح المتفلت والمهرّب والمخزّن في بيروت وغيرها من المناطق يعطي الذريعة لكل عابث بالأمن،إن كان على مقاومة العدو الإسرائيلي فليكن السلاح ولتكن الصواريخ على خطوط التماس معه أي على الحدود الجنوبية،

ولتكن بيروت الكبرى منطقة منزوعة السلاح يدخلها الجيش وينظفها من السلاح ويردم كل المستودعات،تعاونه قوة دولية تقف على أمن وتأمين كل منطقة تُفرّغ من السلاح والذخائر لأن لا حدود للتسلح المستفحل والكل يظن نفسه أكبر من الدولة،نريد أن تكون بيروت الكبرى خالية من السلاح لا تهديد فيها على حياة البشر،وعليه ينعكس الوضع على امتداد لبنان،فنحن كمسيحيين نحب الحياة ونعشقها،ولمن يريد الموت والشهادة ندعو له بالتوفيق ولكن ليس على حسابنا وحساب أهلنا وأرواحنا،مخازن السلاح يجب أن تُزال من كل لبنان وبالأخص مناطقنا،لم ننسى قصف وهدم العدو الإسرائيلي لجسر جونية وجسر كازينو لبنان بسبب تهريب السلاح ولن ننسى ما حصل في ٤ آب من جريمة نكراء بسبب تخزين مواد متفجرة فإلى الآن لم تعطنا الدولة الجواب الشافي عنها.السلاح المتفلت لا يجلب سوى الفلتان الأمني،وآخر الفصول كان ما حدث في كفتون من جريمة مروعة قام بها أربعة إرهابيين صفة المتمرس بالإرهاب أقرب إليهم من صفة السارق،سيارتهم عبرت من منطقة لمنطقة دون لوحة تسجيل وفي ظل منع تجول يبدأ من الساعة السادسة، فأين الحواجز وأين منع التجول ولماذا لا يسري القانون على كل المناطق،

حسب ما نرى بأم العين الدولة موجودة فقط من حدود الأشرفية إلى جبل لبنان أما باقي المناطق فهي عصية على القانون،وهل لنا أن نعرف من أين استحصلوا على السلاح وهل الدولة قادرة وهي ملزمة على تقديم تفسير وتحليل ناجع عن نواياهم خاصة وأنهم يحملون أيضاً المتفجرات، هذه نتيجة التفلت وغياب الدولة، فكل ما يحصل يصب في خانة الفتنة والمؤامرة على الوطن.

لذلك نخشى أن تهز هكذا جرائم منطقة الشمال برمتها ولإخوتنا السنّة نتوجه ونقول، كفى ارتماء في أحضانٍ غريبة،تركيا لن تعيد لكم دوركم العربي بل تريد إخضاعكم والعودة إلى زمن الباب العالي والمذلة والفرمانات،فهل نقول خذوا طرابلس ولايةً لكم وطبقوا فيها ما تبتغيه تركيا وإردوغان،إن كان كذلك نحن أيضاً نريد أن تعود لنا متصرفية جبل لبنان،وافعلوا ما شئتم في مناطقكم.
الأمر نفسه ينطبق وبشكل موجع على أهم قطبين مسيحيين،فعلى ما يبدو لم يتعلما من دروس التاريخ ولم يتوبا عن هدر دماء بعضهم البعض ولم يخرجا من ذهنية التخوين واستحضار ماضي الدماء والدمار،

ففي الأمس شنوا حملات تشهير وسباب وشتم على وسائل التواصل الإجتماعي بحق بعضهم، بأقبح طريقة يندى لها الجبين وهذا لا نضعه سوى في مصاف تدمير المجتمع المسيحي بأسوأ طريقة ممكنة،أسوأ وأشنع من الحرب.في أيام الحرب التي فُرضت علينا، ناضلنا مع الرئيس بشير لتوحيد الصف المسيحي، ربما يظن البعض أننا ارتكبنا الكثير من المعصيات والسلاح بيدنا كان مرعباً،لكن كان رهاننا على بشير الآتي من عائلة صقلت الإستقلال ومن بيت حفظ قيم السيادة منذ بيار الأب،حاول بشير بكل قواه أن يعيد الجمهورية ويبسط يد الجيش على مساحة الوطن ورهاننا عليه أتى بمحله،فتوحد اللبنانيون حوله وآمنوا بمهمة ال١٠٤٥٢ كلم٢ وبكلمته،صوته ما زال يصدح في نفوسنا وعقولنا، يد الغدر اغتالته لكن إرثه حي فينا وهذه هي أصالة القائد،

أما أنتم تخاطرون اليوم بالوطن،تكررون خطابات بشير لكن يوماً لم تستطيعوا بلوغ حافة الذروة التي اعتلاها بشير،كل ما فعلتموه كان تقليداً هابطاً،لم تستطيعوا لا توحيد كلمة المسيحيين ولا الوصول بهم إلى بر الأمان ووضعتم على المحك كل مقدرات المسيحيين،البلد أفلس،وبيروت تدمرت وأنتم ما زلتم جميعكم على قرفكم وممحكاتكم،أوصلتم المسيحيين إلى أسفل الدركات بعد أن رفعهم بشير إلى أعلى القمم، متى ستعترفون أنكم أعجز عن بناء الدولة،لقد أعدتم شبح التهجير على لبنان، لم يعد يريد أحد من اللبنانيين أحزابكم ولا تاريخكم، هل تريدون دفع اللبنانيين بمؤمراتكم لحرب أهلية تدمرون فيها ما بقي من لبنان،اتركونا بسلام،كفوا أيديكم عن لبنان وإرحلوا عنا، لأنه كي يخرج لبنان من مشاكله،عليكم جميعاً بالخروج.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى