قرار دولي بالدمج الكامل للطلاب اللبنانيين والسوريين… وإلاّ وقف التمويل؟
صدى وادي التيم-لبنانيات/
تكشف مصادر عليمة، ان الحملة على وزير المهجرين عصام شرف الدين وألاصرار على أقصائه من الحكومة وتحميله مسؤولية فشلها وخراب البلد وقوارب الموت وغيرها، يقودها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتعيد المصادر العليمة الأسباب الى تمسك الوزير شرف الدين بفتح ملف النازحين السوريين، وعدم الرد على التحذيرات الاميركية – الاوروبية التي وصلته مباشرة أم بالواسطة بضرورة أقفال الملف وعدم تحريكه قبل نضوج الحل السياسي في سوريا .
وما زاد من الغضب الاميركي والاوروبي اعلان شرف الدين عن اجراءات عملية على الارض تبدأ بأعادة النازحين السوريين المتواجدين بالقرب من الحدود اللبنانية- السورية الى بلادهم، وأستثناء المطلوبين والمعارضين حتى تسوية اوضاعهم مع الحكومة السورية ، وقد وافقت الدولة السورية على الخطة.
وتضيف المصادر العليمة ، ان شرف الدين وضع ميقاتي في تفاصيل خطته، وابلغه عن زيارته دمشق فنال رضاه وبركته وحمّله « السلامات « الى المسؤولين السوريين.
وتتابع المصادر انه بعد اللقاء مع ميقاتي، عقد اجتماع بين شرف الدين وممثلين عن الامم المتحدة واللجان الاممية التي تتولى شؤون النازحين، وفوجئ وزير المهجرين بموقف اوروبي صلب رافض لخطته من قبل الممثلين الدوليين، والاصرار على دمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني، والمطالبة بالغاء قرارات الدولة اللبنانية بحقهم لجهة منعهم من التوظيف في بعض المهن، وضرورة حصول النازحين على نفس الحقوق التي يتمتع بها اللبناني، وتحديدا على الصعيد التربوي والغاء نظام التدريس بعد الظهر للطلاب السوريين.
وتصر الامم المتحدة، تضيف المصادر، على دوام واحد للطلاب اللبنانيين والسوريين، وهددت بوقف التمويل في حال لم يتم تنفيذ الاجراء ، وهذا ما رفضته وزارة التربية وحذرت مدراء المدارس من القيام بأية عمليات دمج،
كما أبلغ ممثلي المنظمات الدولية شرف الدين رفضهم تمويل اي خطوة لعودة النازحين الى سوريا، والغاء الدعم لأي نازح يعود الى بلده وصولا الى تحذير الوزير من السير في الخطوات التي اعلنها ومصارحته بالموقف الاميركي الاوروبي الرافض عودة النازحين السوريين الى بلادهم قبل بداية الحل السياسي ، وقد شهد الاجتماع نقاشات عاصفة، وأنتهى دون نتيجة مع تمسك كل طرف في موقفه .
وتتابع المصادر العليمة : بعد اسبوع تلقى شرف الدين اتصالا من احد المسؤولين في السفارة الاميركية في بيروت، حذره من الاستمرار في محاولاته لتحريك ملف عودة النازحين، وطالبه باقفاله رافضا ما يقوم به من خطوات تنسيقية مع سوريا، وتم ابلاغ الموقف الاميركي للرئيسين عون وميقاتي. على الفور بادر ميقاتي الى استدعاء شرف الدين وطالبه عدم تحريك هذا الملف قائلا له: «لا نريد خسارة الدعم الدولي وفتح أشتباك مع ممثلي الامم المتحدة»، وانتقد زيارته الى دمشق وحصل نقاش عاصف بين الرجلين، ولم يتوان شرف الدين من توجيه انتقادات عنيفة لميقاتي واتهمه بتغليب مصالحه الشخصية، وأصرّ شرف الدين على متابعة الملف مهما كانت الاعتبارات.
وفي المعلومات، ان ميقاتي أستغل كلام شرف الدين الشخصي تجاهه، وعممه على كل القوى المشاركة في الحكومة طارحا أستبعاده،
هذه هي ألأسباب الحقيقية لمحاولات أبعاد عصام شرف الدين، علما أن ارسلان لم يطرح بديلا عنه، موضحا ان جنبلاط لم يضع «فيتو» على اي اسم للتوزير كما جرى الحديث في وسائل الاعلام. وحسب المصادر العليمة فان الاسباب الاوروبية لرفض عودة النازحين تختلف جذريا عن التوجهات الاميركية ، فالاوربيون عاجزون عن استقبال أي نازح من الشرق الاوسط، وكل جهودهم تنصب على لاوكرانيين الذين غزوا كل الدول الاوروبية، فيما الاميركيون يلوّحون بورقة النازحين السوريين لإحداث توازنات طائفية قادرة على مواجهة الحزب وأستغلال قدرات النازحين السورية العسكرية في حال ذهبت الامور الى الفوضى الداخلية؟
المصدر: رضوان الذيب “الديار”