فوتيل نقل رسائل “تحذيرية” لبيروت.. وروسيا تسأل عن “سر” الغرام بالأميركيين

فوتيل نقل رسائل “تحذيرية” لبيروت.. وروسيا تسأل عن “سر” الغرام بالأميركيين

كتبت صحيفة “الديار”: شكلت زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل للبنان قبل ايام محطة جديدة لدى المسؤولين اللبنانيين محاولة لاستكشاف حقيقة الموقف الاميركي ازاء التطورات المتسارعة في المنطقة، فوتيل الذي إجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون، ترافقه السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد، جدد خلال إجتماعاته إلتزام حكومة الولايات المتحدة الشراكة اللبنانية – الأميركية ودعم الجيش اللبناني بصفته المدافع الوحيد عن لبنان، لكن ما لم تقله السفارة الاميركية في بيانها، كشفته مصادر وزارية بارزة تحدثت عن وجود “لغة” أميركية جديدة- قديمة تتعلق بدعم “مشروط” للمؤسسة العسكرية مضبوط على “ساعة” عدم المس بالتوازن مع اسرائيل، لكن الجديد هذه المرة يتعلق بمحاولة اميركية استباقية لاستيضاح طبيعة مرحلة ما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة العهد الاولى، ومسالة الاستراتيجية الدفاعية، لتزامن هذه التطورات مع احداث اقليمية اهمها على الساحة السورية.

أسلحة روسية الى “حزب الله”

ووفقا للمعلومات، فان الوفد العسكري الاميركي الذي لم يتحدث عن مستقبل بقاء القوات الاميركية من عدمه في سوريا، حمل معه قلق “البنتاغون” من تعاظم قدرات حزب الله العسكرية وجدد امام من التقاهم من مسؤولين الحديث عن “خرق” الحزب للقرار 1701 وتعاظم انتشاره العسكري في محاذاة الحدود، في خرق “فظّ” لهذا القرار. ومع ادراك الاميركيين بان لدى حزب الله عشرات الآلاف من الصواريخ والقدرات العسكرية المتطورة، التي تصل إليه من إيران وأيضاً من الجيش السوري، كان الجديد في المحادثات تعبير عن القلق من حصوله على سلاح روسي متطور… وكان الكلام الاميركي واضح ومفاده “اذا كان الروس في الفترة الماضية لا يقومون بشيء للحؤول دون ذلك، وتتجاهل القيادة الروسية عمليات نقل السلاح من الجانب السوري الى الحزب، فان المثير للقلق الان هو اقدام الروس على رفع “الحظر” عن بعض الاسلحة التي كانت تعتبر كاسرة للتوازن، وعندما يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده لم تعد ملتزمة اخلاقيا امام حلفائها بعدم تزويد سوريا صواريخ اس 300، فان القلق من ان ينسحب هذا الامر ايضا على الشريك الاخر في المعادلة اي ايران ومن خلالها حزب الله الذي قد يكون امام ثورة تسليحية جديدة من خلال الحصول على اسلحة اكثر تطورا.

الحاح على الاستراتيجية الدفاعية

والتحذيرات الاميركية لم تتوقف عند هذا الحد، بل سمع المسؤولون اللبنانيون كلاما واضحا بان إسرائيل ستكون مضطرة لتوسيع اعمالها “الدفاعية” التي تعمل بها في السنوات الاخيرة لمنع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله، وضمن هذا الهدف قد لا تكون العمليات الجديدة في الساحة السورية فقط لان اسرائيل تعتقد بان الحزب قادم على نقلة استراتيجية ونوعية خلال الاشهر الستة المقبلة، ولهذا يستعجل الاميركيون قيام الدولة اللبنانية بنقاش الاستراتيجية الدفاعية على ان تكون محطة للبدء بعد تنازلي يحسم من خلالها مصير سلاح حزب الله ومستقبله..لا ان يكون حوارا لمضيعة الوقت… وفي هذا السياق كان فوتيل واضحا في كلامه حيال الصعوبات التي ستواجه البنتاغون في الاستمرار بتقديم مساعدات فاعلة للجيش اللبناني، اذا ما بقي الحال على ما هو عليه، خصوصا ان التغييرات الحاصلة في الادارة الاميركية ضمت اعضاء جدداً، وعلى رأسهم مستشار الامن القومي جون بولتون الذي يملك “فلسفة” خاصة تقوم على عدم تقديم مساعدات مجانية لجهات خارجية لا تقوم بمهمات مفيدة للامن القومي الاميركي.

وأضافت الصحيفة: التهويل الاميركي لا يتوقف عند هذا الحد، ففي المقاربة الجديدة لم يتم الفصل بين الساحتين السورية واللبنانية، وما قالته السفيرة اليزابيت ريتشارد قبيل وصول فوتيل، كان واضحا لجهة التاكيد بأن الجيش الإسرائيلي موجود في حالة جاهزية عالية جداً، وحتى الان له مصلحة في أن يستمر الهدوء على الحدود اللبنانية… لكن الجديد في كلامها نقلها كلاما اسرائيليا يشير الى ان الحزب لم يعد بحاجة الى ابقاء ثلث مقاتليه في سوريا بعد استعادة النظام لمساحات واسعة في البلاد، لكن هؤلاء المقاتلين لم يعد الا القليل منهم الى لبنان، وهم يساعدون الجيش السوري على بناء قاعدة لوجستية على الجبهة الجنوبية في سوريا… ووفقا لتلك الاوساط، يحمل الاميركيون مطالب اسرائيلية بضرورة الضغط على الحزب للعودة الى لبنان، ويهولون بالقول ان اسرائيل تعتبر ان لا فارق بين الجبهتين السورية واللبنانية، واي تطور سلبي على جبهة الجولان لن يبقي لبنان بعيدا عن التداعيات..

تساؤل روسي عن “سر” الغرام بالاميركيين؟

وفي سياق متصل، نقل مسؤول لبناني بارز عن الملحق العسكري الروسي في بيروت وجود علامات استفهام لدى الجانب الروسي حيال احجام الحكومة اللبنانية عن التجاوب مع العروضات التسليحية الروسية، واللافت في كلام الملحق العسكري سؤاله المباشر للوزير عن “سر غرام” بعض المسؤولين اللبنانيين بالاميركيين، واصرارهم على ابقاء واشنطن المصدر الوحيد لتسليح الجيش اللبناني، مع العلم انها لا تعطي المؤسسة العسكرية سوى “الخردة”… وقد قدم المسؤول العسكري الروسي جردة كاملة بالمحطات التي قامت بها روسيا بعرض اسلحة على الجانب اللبناني وتم رفضها بحجج “واهية” لم تحترم حتى اللياقات الديبلوماسية، كغياب الردود على مراسلات دبلوماسية بقيت دون اجوبة حتى تاريخه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!