يعبّر عددٌ كبيرٌ من المغتربين عن صدمتهم عند القدوم الى لبنان.

سبب الصدمة أنّ هؤلاء يتابعون الأوضاع في لبنان ويدركون عمق الأزمة، ويعرفون جيّداً أنّ ارتفاع سعر الدولار انعكس سلباً على حياة كثيرين، وأنّ الفقر زاد وأزمة الكهرباء تستفحل، خصوصاً أنّ أسعار المحروقات ترتفع، وأسعار الأدوية باهظة وواقع المستشفيات مذرٍ…

ولكن، على الرغم ممّا سبق، يُفاجأ عددٌ من المغتربين بأنّ تناول طعام العشاء في مطعم يستوجب غالباً حجزاً مسبقاً قبل أيّام، والسهر في بعض الأماكن غير متوفّر بسبب زحمة الحجوزات، وهناك الكثير من المطاعم والملاهي التي افتتحت أبوابها هذا الصيف، وتكاد لا تمرّ نهاية أسبوع من دون أن يضاف اسمٌ جديدٌ بارز على عناوين السهر في لبنان.

كذلك، يُصدم المغتربون ممّا يشهدونه، مثلاً، في البترون وجبيل، وحتى في جونية التي يستعيد بعض شوارعها ألقها، كما أنّ رقعةً جغرافيّة محدّدة في ميناء الحصن في وسط بيروت تضمّ عدداً كبيراً من أرقى المطاعم وأشهى المطابخ، وتشهد كلّها إقبالاً شديداً، نهاراً وليلاً، على الرغم من أسعارها المرتفعة. والأمر نفسه ينطبق على مناطق عدّة بعيدة عن بيروت، مثل الشوف وإهدن وبعض مناطق الجنوب.

إنّها الأعجوبة اللبنانيّة التي تصدم المغتربين، وتزرع حسرةً في نفوس بعض المقيمين. يكتفي بعض هؤلاء بـ “الفرجة”، في وطنٍ غريبٍ عجيب…