قبلان للسجاد “الخسائر بالملايين و تشريد 200 عائلة كانت تعمل فيه “

صدى وادي التيم – لبنانيات:

ما تزال كارثة اشتعال النيران في معمل قبلان للسجاد في بلدة زفتا الجنوبية مستمرة منذ السادسة من مساء أمس الجمعة، وباتت سقوف المبنى الضخم آيلة للسقوط بفعل الحرارة المرتفعة داخله، وتم اخلاء المنطقة من المدنيين من قبل الجيش تخوفاً من وقوع إصابات، إضافة الى ان النيران تقترب من مستودع المعمل الذي يحتوي على عشرات الاطنان من البضاعة والمواد المخزنة فيه، وتواجه عملية اطفاء الحريق مشاكل كبيرة جراء وجود كميات كبيرة أيضاً من المواد البترولية التي تستخدم في تصنيع الموكيت والسجاد إضافة الى كميات ضخمة من مواد الباتكس والاسفنج، وتسببت النيران بإحراق كميات ضخمة من السجاد والماكينات الصناعية وقدرت الخسائر بملايين الدولارات فضلاً عن تشريد 200 عائلة كانت تعمل فيه وباتوا من دون مورد رزق، وكان يعتبر من أكبر معامل السجاد في منطقة الشرق الأوسط. ويشكل حريق معمل قبلان واحد من اكبر واضخم الحرائق التي شهدها لبنان في “بقعة محصورة ومحدودة” واخطرها من حيث عمليات الإطفاء.

وحاولت طوافة تابعة للجيش صباح اليوم السبت، المساهمة في عملية الاطفاء ـ وتمكنت من اخماد النيران في المساحات المكشوفة وعملت عدة جولات من الاطفاء وكانت تملئ خزانها من البحر قبالة الزهراني لكن شدة النيران في الطوابق الأرضية ساهمت في استمرار النيران.

وبالتزامن تعمل عناصر من فوج الاطفاء في الجيش مع عشرات الفرق من الدفاع المدني من كافة المراكز وبجهد متواصل وامكانات محدودة، وفرق من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية واقليم التفاح، وفرق من الدفاع المدني من المخيمات الفلسطينية في صيدا وصور، ومن الهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية وعشرات المتطوعين في عمليات الاطفاء وتواكبهم مئات العناصر من الجمعيات الصحية، سيما الصليب الاحمر اللبناني واسعاف النبطية و”تساعدوا” وغيرها على البقاء بجهوزية في محيط المبنى المحترق بعدما تم نقل عدة حالات اغماء حصلت في صفوف عناصر الاطفاء وتمت معالجتهم.

وتواجه سيارات الاطفاء أيضاً صعوبات في تأمين المياه لعملية الاطفاء، بعدما لم تتمكن العديد من الابار ومصادر المياه من الضخ بسبب استهلاكها لمادة المازوت الموجودة لديها وعدم توفرها وافيد ان صاحب المعمل المحترق حسين قبلان عمل على تأمين كميات من المازوت ودفع ثمنها لكي تتمكن مصادر المياه والابار من تلبية فرق الاطفاء ، وبالتزامن عملت عشرات اليات الاطفاء على التوجه الى منطقة صيدا ايضا لملأ خزاناتها والعودة لمتابعة الاطفاء، فيما سجل تطوع عشرات اصحاب الجرارات الزراعية والصهاريح من ابناء زفتا والبلدات المجاورة في عملية نقل المياه وتوفيرها لسيارات الاطفاء.

وغادرت وحدات من الكتيبة الاسبانية العاملة في إطار قوات الـ”يونيفيل” بقعة الحريق بعدما ساهمت طوال الليل في عملية اخماده.

وتابع محافظ النبطية حسن فقيه قبل ظهر اليوم عمليات الاطباء ميدانياً، والتقى رئيس بلدية زفتا علي حمزة والمشرفين من فرق الاطفاء، واعتبر أن “ما حصل كارثة ومأساة ، إمكانات البلديات محدودة في هذه الظروف والحريق ضخم، هذه البلديات لا تملك الطواقم والمعدات لهكذا حريق، نهيب بكل الفرق المشاركة، وبالجيش اللبناني واليونيفل على الجهود التي بذلوها ويبذلوها ونأمل ان يتم السيطرة على الحريق”.

 

الوكالة الوطنية للإعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى