الكارثة وشيكة: المرضى «يموتون» في منازلهم
يقول نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون لـ»الجمهورية» انّ المشكلة الحالية تأتي ضمن مسلسل رفع الدعم عن المواد الطبية والادوية. فقد انتقل القطاع من دعم كلي الى ترشيد الدعم، واليوم نقترب أكثر فأكثر من رفع الدعم كلياً، والأكيد انّ كل خطوة تتخذ في هذا الاتجاه ستكون موجعة.
اضاف: نحن امام واقع مرير لأنّ الدولة اللبنانية ما عادت قادرة على تحمّل كلفة الدعم بدليل انّ وزير الصحة تمكّن في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء من الحصول على موافقة لتأمين دعم من مصرف لبنان للقطاع من خلال توفير نحو 140 مليون دولار مقسّمة على 35 مليون دولار شهرياً على مدة 4 اشهر، لكن في الواقع يؤكد المستوردون انّ اموال الدعم لم تَصلهم بعد بما يوحي وكأنّ المركزي يقول شيئاً ويتصرف عكسه، وهنا يكمن لبّ المشكلة، لافتاً الى انّ هناك اتجاهاً اليوم لرفع الدعم عن ادوية غسيل الكلى التي كانت مدعومة بالكامل، الى جانب الفَلاتر التي تستخدم في عملية الغسيل، وأدوية مرضى السرطان وغيرها. وعليه، انّ كل الموضوع يتمحوَر حول نقطتين: هل باستطاعة مصرف لبنان ان يقدم الدعم؟ واذا كان قادراً هل يريد تقديم الدعم؟ وجُل ما نطلبه جوابين حازمين لتتضِح الصورة امامنا، لأنّ القطاع والمرضى ما عادوا قادرين على التحمّل.
ورداً على سؤال، قال هارون: في حال كان جواب المصرف المركزي برفع الدعم كلياً عن القطاع فسيتحّمل المرضى تداعيات هذا القرار. وأكد انّ المصيبة الكبيرة وقعت لأنّ الاكثرية الساحقة من الادوية والمستلزمات الطبية اصبحت بلا دعم بحيث زاد سعرها من دولار او 1500 ليرة الى 28 الف ليرة اي تضاعفت الكلفة 10 مرات على الاقل، وهذا ما سيحصل عند رفع الدعم كلياً عن بقية المستلزمات والادوية. على سبيل المثال ارتفع سعر taxotere 80 من 500 الف ليرة الى 9 ملايين ونصف المليون ليرة. وأوضَح: انّ المجتمع اللبناني ككل والدولة والجهات الضامنة وشركات التأمين والمرضى غير قادرين مادياً على تأمين الطبابة للمواطنين، والحل الوحيد لهذه المعضلة يكمن في تأمين دعم مالي من الخارج، وفي غياب هذا الحل فإنّ الوضع سيسوء أكثر فأكثر.
من جهة اخرى، كشف هارون انّ أكثر من 95% من المستشفيات قَلّصت عدد أسرّتها وعدد موظفيها، ورغم ذلك ما زالت نسبة الاشغال لا تتعدى الـ 50%، عازياً ذلك الى عدم قدرة اللبنانيين على تحمّل كلفة الاستشفاء في المستشفيات حتى ولو كانت مضمونة لأنها غير قادرة على تحمّل الفروقات التي تَترتّب عليها، والتي تصل احياناً الى عشرات ومئات الملايين. والملاحظ انّ المرضى يلازمون منازلهم وتَسوء احوالهم ويقصدون المستشفى بعد فوات الاوان، بحيث انّ غالبية الحالات تكون قد باتت في وضع متقدّم من المرض.
لقراءة المقال كاملاً: ايفا أبي حيدر- الجمهورية