لو سمحتم “حريق بالناقص” هذا العام
صدى وادي التيم – لبنانيات /
أرقامٌ مقلقةٌ تُسجّل سنوياً في لبنان بشأن حرائق الغابات بحيث بلغ إجمالي المساحات المحترقة 18,836 هكتاراً من الفترة الممتدة من 2008 حتى 2021. وبالتالي، فمتوسط المساحة المحترقة سنوياً هو 1,449 هكتاراً، وفق التقرير السنوي الصادر عن وزارة البيئة بالتعاون مع جامعة البلمند. فما هو دور كل من وزارة البيئة، والبلديات والمواطنين للحدّ والوقاية من الحرائق؟
“حريق بالناقص”، شعار وزارة البيئة بعد إطلاقها الحملة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات خلال الأسبوع الوطني الممتد من ٥ إلى ١١ حزيران. وفي هذا الإطار، يوضح وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال د. ناصر ياسين، في حديثٍ لموقع mtv، أن “سلسلة من النشاطات بدأت من تنظيف الأعشاب والأوراق وكل مصادر الكتلة الحيوية للنبات. بحيث كلما ارتفع تراكم هذه الكتلة، إرتفع احتمال اندلاع الحرائق وبالتالي تنظيفها قد يحدّ من احتمال نشوب الحريق”.
ويضيف ياسين أن “هدف هذه الحملة هو رفع الوعي عند جميع المواطنين، خصوصاً عند الأجيال الصاعدة، حول أهمية الوقاية من حرائق الغابات وخفض المساحات المحترقة هذا العام بنسبة 25% من معدلاتها السنوية”.
وزارة البيئة “تستبق الأمور”
إضافة إلى إطلاق الحملة الوطنية، تتعامل الوزارة مع البلديات والمتطوعين من مختلف المناطق لمراقبة الغابات، خصوصاً في المناطق التي تعرضت للحرائق في الأعوام السابقة. ويقول ياسين “إن الوزارة تعمل بالتعاون مع مجلس البحوث العلمية وجامعة البلمند على تطوير مؤشر خطر إندلاع الحرائق لتفعيل الإنذار المُبكر. وتعمل الوزارة على كيفية التدخل السريع عند نشوب أي حريق مع الأطراف المعنيين: الدفاع المدني، وإدارة الكوارث والجيش، اذ صعب إخماد الحريق اذا تخطى نصف ساعة من اندلاعه”.
ويختم ياسين مشيراً إلى أن الوزارة تعاونت رسمياً مع قبرص وتركيا لمساعدة لبنان في حال اندلعت الحرائق وخرجت عن السيطرة.
للمواطن دورٌ فعّالٌ أيضاً
من جهته، يشير مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند د. جورج متري إلى أبرز الخطوات الوقائية لاندلاع الحرائق: “أولاً تبليغ المواطن عند مشاهدته نشوب أي حريق. فالتدخل السريع يتفادى كارثة إمتداد النيران، مراقبة مؤشر خطر إندلاع الحرائق، عدم إضرام النيران في الغابات خلال موسم الحرائق، خصوصاً أن قانون الغابات يحظر إشعال النار ونقلها خارج المساكن والمباني المعدة للإستثمار داخل حدود الغابات، عدم إستخدام الألعاب النارية خلال موسم الحرائق”.
البلديات: الحارس الأول للغابات
بالنسبة الى البلديات، يقول متري إن “دورها أساسي في تنظيم دوريات خلال النهار والليل للمراقبة والتأكد من عدم استخدام المواطنين لأيّ مصدر للنار. والدور الثاني هو المساهمة في التدخل السريع وتجهيز المعدات الأولية لإخماد الحريق كالمخباط ومرشة المياه وغيرها”.
وفي السياق، ووفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الطبيّةThe Lancet Planetary Health “ان الأشخاص الذين يعيشون على بُعد 50 كم من حرائق الغابات على مدى السنوات العشر الماضية لديهم نسبة أعلى بـ 10% من أورام المخ و4.9% أعلى من الإصابة بسرطان الرئة من الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عنها”.
أمام هذا الواقع، وبعد سلسلة الحرائق التي شهدها لبنان في مختلف المناطق، بات من الضروري “حريق بالناقص” للمحافظة على الصحة قبل المحافظة على البيئة.
كتبت غنوة عطيّة في موقع mtv: