أسبوعان خطران… صدام بحري بين ” الحزب” وإسرائيل!؟
بين الخطين
لا يزال الموقف اللبناني ضائعاً ما بين الخطّ 23 أو الخط 29. هناك انقسام داخلي ما بين الخطّين، وفي هذا السياق قال رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين: “كل ما يدور من طروحات حول ترسيم الحدود هو لصالح اسرائيل”. وأضاف: “الخط 23 هو صناعة اسرائيلية تبناها لبنان. أما الخط 29 فهو قانوني، ويجب الانطلاق منه للتفاوض”. وهذا الموقف هو الأعلى بين كل المواقف في هذه المرحلة، ويؤشر إلى رفض لبناني كامل للتنازل عن الخط 29، فيما كان ن ص را ل ل ه سابقاً قد أعلن أنه يجب على لبنان المطالبة والتمسك بأكبر مساحة ممكن تحصيلها. وهو موقف فُهم منه بأنه تأييد للخط 29. ولا يمكن هنا فصل موقف اللواء عباس ابراهيم العائد من واشنطن، والذي أشار فيه إلى أن المساحة المائية ضمن الخط 29 تعتبر متنازع عليها.
لا مؤشرات حتى الآن حول قرب التوصل إلى حلّ لعملية الترسيم. وثمة من يعتبر أنها قد تتأجل إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لكن تأجيل البت بالوصول إلى اتفاق أو تفاهم، لا يعني بالضرورة تأجيل حصول أي تطورات سلبية في تلك المنطقة، خصوصاً أن مواقف الحزب واضحة بمنع الإسرائيليين من التنقيب في مناطق يعتبرها لبنان متنازع عليها. وهنا أيضاً ثمة التقاء في المواقف بين الحزب والتيار الوطني الحرّ، لا سيما أن جبران باسيل رفع معادلة قانا مقابل كاريش، ولا تنقيب في كاريش قبل التنقيب في قانا.
استخدام القوة؟
وكان ن ص را ل ل ه سابقاً قد رفع سقف التهديد للباخرة الأميركية التي ستبدأ في عمليات الحفر بمنطقة يعتبرها لبنان متنازع عليها، فيما كان العميد ياسين قد طالب بشكل واضح وصريح في مقابلة سابقة مع جريدة “المدن” بضرورة استخدام عناصر القوة لمنع تلك الباخرة من التنقيب. تلك الباخرة عبرت قناة السويس، ويفترض أن تصل خلال أيام إلى مياه البحر الأبيض المتوسط وتحديداً على مشارف حدود المنطقة اللبنانية الخالصة. وبحال استمر الإصرار على دخول باخرة الحفر الأميركية إلى جنوب لبنان، وفيما الاستنفار لدى الحزب يبلغ أقصاه، وسط تحذيرات تم إيصالها إلى الأميركيين والإسرائيليين بأنه في حال كان هناك إصرار على البدء بعمليات الحفر من دون الوصول إلى تسوية أو حلّ مع لبنان، فهذا قد يدفع الحزب إلى تصعيد موقفه، ولا يمكن إغفال احتمال حصول سيناريوهات أمنية أو عسكرية، سواء بإرسال طائرة مسيرة لتصوير الباخرة أولاً كرسالة أمنية واضحة، أو من خلال استهدافها أيضاً، إما بطائرة مسيرة أو بصاروخ. وهنا تفيد بعض المؤشرات بأن البلاد مقبلة على المزيد من التطورات السلبية، في ظل انشغال العالم بملفات أخرى.
وفي هذا الإطار تبرز مساع دولية أميركية وفرنسية، من خلال اتصالات متعددة هدفها لجم التصعيد وسحب فتيل التوتر.
منير الربيع – المدن