لا حرب يوم الأحد .. و” لا صوت يعلو فوق صوت الحرب في أوكرانيا” !!

 

صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/

يوم الأحد ستبدأ ما يسمى في إسرائيل مسيرة الاعلام التي ضمن فعالياتها سوف يقوم آلاف المستوطنين بالتجوال في القدس مرورا بالحي الشرقي وبفضاء المسجد الاقصى، وذلك تمجيدا من قبلهم لما يسمونه يوم القدس الذي هو ذكرى لاغتصاب فلسطين واحتلالها.

في العام الماضي، أدت “مسيرة الاعلام” التي يتم خلالها تدنيس المقامات الإسلامية الدينية في القدس ، إلى رد فعل من قبل حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى، تمثل بإطلاق صواريخ من غزة على القدس، ورد الجيش الإسرائيلي بصواريخ على غزة، فاندلعت “حرب حار الأسوار” و” حرب سيف القدس” حسب التسمية الإسرائيلية. ولقد تم حينها التوصل الى وقف للنار في هذه الحرب ، وذلك على شكل هدنة مؤقتة، بمعنى ان الفصائل الفلسطينية ظلت عند موقفها القائل بأنه اذا عادت مسيرة الاعلام الإسرائيلية إلى القدس :؛ فإنها ستعود لإطلاق الصواريخ؛ ومن جهته، ظل الكيان الاسرائيلي عند موقفه بأنه اذا أطلقت الفصائل الفلسطينية الصواريخ على القدس، فإنه سيقوم بقصف غزة. 

وخلال الأيام القليلة الماضية، ارسلت تل أبيب رسالة إلى حماس تحذرها من مغبة إطلاق الصواريخ على القدس عندما تبدأ مسيرة الاعلام يوم الاحد القادم ، وبالمقابل حذرت حماس تل أبيب من انه اذا جرت مسيرات الاعلام في القدس فإنها ستستأنف إطلاق الصواريخ من النقطة التي وقفت عندها حرب سيف القدس، أي أنها ستطلق في أول دفعة مئات الصواريخ على القدس والمدن الفلسطينية المحتلة، و بينها تل أبيب. 

.. والواقع ان هذا السيناريو الذي بات معلنا، يقول نظريا شيئا واحدا، وهو أن الطرف الاسرائيلي ذاهب الى الجزء الثاني من ” حرب حراس القدس” ، فيما حماس وشركاؤها من الفصائل الفلسطينية ذاهبون الى الجزء الثاني من حرب سيف القدس.

.. ولكن التشابه بين المقدمات التي أدت إلى “حرب سيف القدس” او “حارس الأسوار” في العام الماصي، لا تؤدي بالضرورة إلى نفس النتيجة، أي اندلاع الحرب.

لماذا ؟؟ ..  

لأنه في المرة السابقة، كان هناك داخل “حرب حارس الأسوار” بنسختها الاسرائيلية، وداخل حرق سيف القدس بنسختها الفلسطينية ، هدف مشترك لدى غير جهة داخلية في إسرائيل وفي غزة، وخارجية في واشنطن وأوروبا، هو إسقاط نتنياهو.. وداخل إسرائيل هناك من يعتبر أن حرب حارس الأسوار هي في جزء منها كانت بمثابة كمين نصبته إدارة الديموقراطيين الأميركيين لنتنياهو كي يتورط بها ، وكي تكون احد اسباب خسارته الانتخابات العامة الإسرائيلية.فادارة بايدن اعتبرت منذ يومها الأول ان نتنياهو هو من ضمن احتياط ترامب الاستراتيجي الخارجي، وأن الحرب على بقايا ترامب في أميركا تقتضي إسقاط حلفائه الخارجيين الذين بينهم نتنياهو وحتى بوتين وزعماء آخرين.. 

اليوم نشاهد صورة مختلفة، حيث ان إدارة بايدن لا يوجد لها أي هدف داخل اية حرب عربية فلسطينية – إسرائيلية تندلع في المنطقة ؛ بل على العكس فإن اية حرب تندلع بين أطراف المنطقة وخاصة مع اسراىيل، هو في غير صالح إدارة بايدن .. والسبب في ذلك هو أن بايدن يضع كل أهدافه اليوم داخل الحرب الأوكرانية، اشعار إدارته في هذه المرحلة هو لا صوت يعلو فوق صوت الحرب ضد بوتين في اوكرانيا.  

.. وعليه كان متوقعا ما حدث امس ليلاً ، ألغت محكمة إسرائيلية في القدس السماح بمرور مسيرة الاعلام الإسرائيلية في الحي الإسلامي في القدس، وبذلك تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت خطوة الى الوراء لنزع فتيل تجدد حرب حارس الحدود ، ولم يحدث ذلك الا بعد ان تلقى بينت اتصالا من ادارة بايدن طلبت واشنطن خلاله من تل ابيب عدم التصعيد وعدم الذهاب الى الحرب. وحينها اصبح يستطيع بينت ان يقول للاسرائيليين : علينا ان لا نذهب مع اعلام إسرائيل يوم الاحد إلى المسجد الأقصى، لأن بايدن لا يريد ذلك الان ، ولأنه اذا وقعت حرب يوم الاحد ، فإن بايدن لن يقاتل معنا ، وإسرائيل لا تستطيع خوض حرب من دون شراكة أميركا لها” .. 

.. هكذا يكون انتهى لاسباب اميركية ، احتمال تجدد نسخة حرب حارس الأسوار الإسرائيلية هذا العام ، وبالمقابل فان كلا من مصر وقطر عملتا على منع احتمال تكرر سيناريو حرب سيف القدس بنسخته الفلسطينية .. 

لا حرب يوم الاحد .. وحتى إشعار آخر : لا صوت يعلو فوق صوت الحرب في اوكرانيا!!..

المصدر:الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى