رجل الأعمال الأستاذ محمد صفاوي “صاحب المشروع الحلم “مياه صفاوي”
ذهبنا لزيارته مباركين بإنجاز المشروع الحلم “مياه صفاوي”، فوجدناه حاضراً في مشروعه يراقب ويتنقل كالفراشة من جهاز إلى آخر ومن موظف لموظف، يطبطب على كتف أحدهم مشجعاً ومبدياً ملاحظاته لآخر، والأجهزة تهدر في دورات روتينة منتظمة في صب العبوات وفي تطهيرها لتمر آمنة معززة ومدللة عبر الممرات المرسومة لها لتمتليء بخير الأرض من ينبوع الحياة حتى تصل إلى المستهلك مليئة بالصحة والعافية من دون أن تمسها يد موظف، تاركة الإطمئنان في قلب رجل الأعمال اللبناني الجنوبي محمد صفاوي الذي يخفق قلبه عشقاً وحباً لمشروعه الكبير الذي ما زال في خطواته الأولى ملبياً لبعض طموحاته في أن يقدم ما يستطيعه لأهله ومنطقته ووطنه، خاصة في هذه الظروف الإستثنائية والصعبة على كافة الصعد، بحيث يؤكد رداً على ما يتداول بأن “رأس المال جبان فكيف يتجرأ على إقامة مثل هذا المشروع”؟!!
فيجيب وبثقة: المال ليس أغلى من الوطن، فإذا لم نكن للوطن في أزماته فلا لزوم لنا في أفراحه..اضف الى ذلك دماء الشهداء التي ارست معادلة ذهبية مما انعكس على الارض امنا” وامانا” على هذه المنطقة برمتها.
هذا هو رجل الأعمال ابن بلدة الخيام محمد صفاوي الذي هاجر أثناء الحرب الأهلية إلى دولة الكويت الشقيقة، ويكن لأميرها وشعبها كل الحب والتقدير والإحترام لإحتضانها له ولأمثاله من الرعايا اللبنانيين وفتح لهم مجالات وفرص العمل.
ونال النجاح الكبير والمميز في مؤسساته الصناعية التي بدأت بالحديد ثم تطورت لمجال المعادن على أنواعها والفورفوجيه، وقد ذاع صيته من الكويت إلى الصين مروراً بالكثير من الدول العربية والأجنبية التي رأت في إبداعاته لوحات فنية رائعة الدقة والمطعمة بالمحبة.
وبعدما ترك بصمة مميزة في الصناعة عاد ليخاطب الأرض التي أحب وكان مشروعه الثاني في زراعة الزيتون الذي كان أيضاً لافتاً نجاحات السيد محمد صفاوي إضافة لزيت زيتون صفاوي استحضر مشروع المياه، عبر البئر الإرتوازي المنفذ منذ الستينات من القرن الماضي، على يد الأخوة أبو حبيب صادق وعلي الشيخ علي ورفائيل القسيس وهم أول من أكتشفوا الزراعة بمنطقة وطىى سهل الخيام، حيث لهذا البئر خصوصية في وجدان أهالي الخيام والجوار، بحيث يشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب للبلدة بكاملها في تلك الحقبة من الزمن دون فلترة أو مواد تعقيم.. وعندما آلت اليّ هذه الارض منذ بضع سنوات. اعاد تاهيله على نطاق جيد وباحدث المعدات لاستخراج منه المياه التي نتحدث عنها.
زيارتنا التي كان هدفها التهنئة والمباركة أيقظت فضولنا في التعرف على مجريات العمل بمرافقة السيد صفاوي الذي اسعدتنا سعادته وأخجلنا تواضعه، وطمأنتنا ثقته بعودة الوطن معافياً، ولما لا وفيه هكذا رجال يضحون ويعملون بكل هذا الوفاء الحب .
أول ما شدنا تلك المزرعات الجميلة المنسقة وكأنها ترحب بزوار المصنع الذي طالعنا بتنظيمه ونظافته وسير العمل فيه، وكأن العمّال يعزفون على أجهزة تمر عبرها عملية صب عبوات المياه برشاقة لتأخذ طريقها عبر عدة مراحل دون أن تمسها يد العاملين.
ونستمع منه إلى المراحل التي تمر بها المياه قبل أن تصل للمستهلك، فيقول:
تخضع المياه المعبئة لسلسلة من مراحل الفلترة بعد خروجها من البئر إلى التعقيم والتطهير بأشعة ما فوق البنفسجية والاوزون بذلك
-نؤمن مياه الشرب النظيفة والطبيعية بواصفات صحية سليمة يشرب منها الطفل والكهل بسلاسة
و نجري عليها الفحص الدوري ضمن مختبراتنا والمختبرات التابعة لوزارة الصحة من وقت لآخر مع الاشارة الى ان زجاجات البرادات مصنوعة من الكريستال لتبدو. نقاوة المياه فيها جليا” وليس من الزجاج المتداول في السوق، وبأسعار تناسب الجميع.
وما أنجزته حتى اليوم أعتبره خطوة تدريبية و”بمثابة بروفة”.
أختصر جوابي بأنني بعملي هذا أترك بصمة، فكثير من الأصدقاء والمعارف يقولون لي لماذا تتعب نفسك، هل أنت بحاجة للمال وأنت تملك ما يكفيك ويجعلك تجلس ملكاً ومن دون أن تحتاج أحداً، ينصحونني “دلل نفسك وأرتاح”، فأجاوبهم بأنني “عندما أرتاح أموت”، ماذا تعني كلمة “أرتاح” فقط الذي يذهب إلى القبر هو الذي يرتاح، وطالما أتنفس وعقلي يعمل سابقى أنتج وأشتغل.
وبالنسبة للوطن وما يمر به من مشاكل وأزمات فأنني أتوقع بأن تتحسن الأمور وإذا ما وصلنا إلى اليأس فيعني هذا أننا انتهينا، وطالما الامور المادية ميسورة الى حدٍ ما.. أبقى متفائلاً. بنجاح مشروعي ولا بد الوطن سيشفى من أمراضه بإذن الله.
*ما هي أحلامك؟
أن اطور مشاريعي وكل ما عندي من إمكانيات اسخرها للعمل حتى أترك البصمة التي أريدها أن تكون رسالة لكل من يعطيه الله سبحانه وتعالى قدرات مادية أو فكرية أن يسخرها للمنفعة العامة، وهذا أقل الإيمان. كما لعائلتي التي تقف إلى جانبي نتشارك وإياهم الآراء والأفكار.واولادي الذين يتابعون معي بادق تفاصيل عمل واليات المشروع واحتياجاته وتواصلهم المباشر مع الشركات المصنعة لتامينها ووصولها وتركيبها وتشغيلها
وفي الختام لن نطلب كلمة أخيرة لأن الموضوع الحوار سيبقى مفتوحاً على كل تطور في مشاريع السيد صفاوي التي نعتبرها مهمة لمنطقة الجنوب الذي لم يبنى إلا بسواعد اهله وتحديداً بمغتربيه الذين حملوا وبكل أمانة رسالة حب ووفاء وهذه إحداها…
حوار: فاطمة فقيه – فؤاد رمضان – كواليس