هل تفجر ” عربات النار ” الإسرائيلية إنتخابات ١٥ أيار ؟

صدى وادي التيم -أمن وقضاء/

تعتبر مناورة ” عربات النار” وفق تخطيطها على الورق بمثابة المناورة العسكرية الأضخم في تاريخ إسرائيل. وكان يفترض أن يتم تنفيذ هذه المناورة في العام الماضي، ولكن حرب غزة التي اندلعت آنذاك، ارغمت تل أبيب على تأجيل هذه المناورة 

 وصباح هذا اليوم بدأت مناورة ” عربات النار” . وقال الجيش الإسرائيلي ان القسم الاول من المناورة خاص بهيئة الأركان العامة، ولكن مصادر الاعلام الاسرائيلي، تكشف ان المناورة ستجري على عدة مراحل ، وستكون الاولى على مستوى الأركان، وستتطور المراحل التالية لتشارك فيها كل أذرع وقيادات الجيش الإسرائيلي وأقسامه.

 ان خطورة هذه المناورة لا تتعلق بحجمها غير المسبوق، بل بوجود حذر من أن تكون غايتها الحقيقية هو ” خداع ” كل من حركة ح م ا س في غزة والحزب في لبنان ، بحيث ان تستغل إسرائيل هذه المناورة وتقوم تحت غطائها بتنفيذ هجوم فعلي واسع اما على غزة او على لبنان او على الجهتين في حال استدعى الأمر ذلك .

هناك عدة تقديرات حول سيناريو مناورة ” الخداع ” ، وهو الاسم الذي يتم إطلاقه حاليا على مناورة ” عربات النار”، وذلك من قبل الأطراف التي تحذر من أن إسرائيل ستستغل المناورة وتحولها إلى حرب حقيقية ضد غزة او حتى ضد الحزب. 

والواقع ان هذا الحذر من ان يكون هناك ضمن المناورة الإسرائيلية ، خطة لشن حرب فعلية ، وليس فقط خطة للتدرب على شن حرب ، هو الذي جعل الحزب يعلن استنفار في لبنان ، وبدء مناورات صامتة ، وهو الذي جعل ح م ا س ترفع من وتيرة استنفارها في غزة.

اما السيناريوهات المتوقعة لجهة كيف ستتحول مناورة ” عربات النار ” او مناورة الخداع الكبرى من مجرد مناورة إلى حرب ، فهي التالية :

اولاً – هناك تجارب سابقة استخدمت فيها إسرائيل الخداع من خلال اعلان التحضير للمناورات العسكرية او تنفيذ مناورات عسكرية ، كان هدفها الفعلي تنفيذ هجمات وليس تدريبات. وأحد الأمثلة على ذلك، قيام إسرائيل قبل يومين من اغتيال أحد قادة حركة ح م ا س ال ش ه ي د “مازن ف ي ه ا” ، بالإعلان عن مناورة  واستنفار الجيش الإسرائيلي.

واليوم يسود جدل كبير في إسرائيل حول ما اذا كان مطلوبا لهيئة الردع الإسرائيلية القيام باغتيال قائد ح م ا س في غزة يحيي ال س ن و ا ر . ولم يعرف على ماذا استقر الرأي الاسرائيلي بخصوص هذا النقاش، علما ان تقدير موقف ح م ا س يرى أن توقيت بدء مناورة عربات النار هذا اليوم ، هو على علاقة بتمهيد المسرح العسكري لتنفيذ عملية بحجم اغتيال السنوار ، والاستعداد لما سيترتب عنها من تصعيد عسكري كبير قد لا يضل محصورا بغزة فقط بل قد يشمل لبنان أيضا..

ثانياً – .. فيما مناورة عربات النار مرشحة لان تتسع وتشمل كل أذرع الجيش الإسرائيلي، فان الحزب بمقابلها ينفذ مناورات صامتة – حسب تعبير  ن ص ر ا ل ل ه – تشمل مناطق واسعة من لبنان. 

.. والحزب كما ح م ا س ، يميل لتسمية “مناورة عربات النار” باسم “مناورة الخداع الكبير’ ؛ وذلك لأنهما يعتبران ان إسرائيل تريد تنفيذ هجوم عسكري واسع، تحت اسم هذه المناورة، ولا تريد القيام بتدريب عسكري كما تدعي.

واذا كان الأمر عكس ذلك ، فلماذا تذهب إسرائيل اليوم لبدء تنفيذ مناورة عربات النار، علما ان سبب تأجيلها لا يزال موجودا ، وهو عدم استقرار الوضع العسكري مع غزة!؟.. 

والسؤال هنا هو هل في العام الماضي تم تأجيل مناورة عربات النار بسبب اندلاع حرب غزة ، فيما اليوم تريد إسرائيل تنفيذ مناورة عربات النار لأنها ستذهب إلى حرب في غزة تبدأ باغتيال السنوار ، ثم تتدحرج لعمليات قصف بين غزة ومناطق ال ٤٨ المحتلة، وقد تنزلق لتشمل الجبهة اللبنانية أيضا. 

وقبل ثلاثة ايام تسرب للاعلام الاسرائيلي معلومات عن وجود خلاف بين رئيس الحكومة بينيت من جهة ووزير الخارجية يائير من جهة ثانية ، وذلك بسبب ان الاخير يرفض توجه رئيس الحكومة لشن حرب على غزة. 

وامس اجتمع الكابينت الاسرائيلي، وقرر بدء المناورة ، وداخل هذا الاجتماع عينه، استكمل بينيت ويائير نقاش الحرب على غزة من دون أن تتسرب اية معلومات عن نتائحه. 

وما يمكن استنتاجه من أجواء مناورة عربات النار هو التالي : 

– هناك احتمال كبير ان تتحول هذه المناورة في اي وقت لحرب إسرائيلية حقيقية على غزة وايضا عل لبنان . 

– في حال بدأت حرب “عربات النار “، وليس فقط تدريبات ” عربات النار” ، فهل سيؤثر هذا الحدث المرجح ان يشمل لبنان، على عقد انتخابات ١٥ أيار؟؟ ..

الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى