لماذا يتم وصف انتخابات ١٥ أيار بأنها أغرب انتخابات تجري في لبنان ؟؟
صدى وادي التيم-لبنانيات:
أصبح موعد عقد الانتخابات النيابية على مرمى حجر ، ومع ذلك فان أكثر الدوائر الحقوقية والسياسية المتابعة والمواكبة لمسار هذه الانتخابات، تستمر بالتشكيك في احتمال عقدها، وتعتبر ان كل المعطيات الموضوعية تقول انه لا امكانية لوجستية اكيدة لاجرائها..
وعلى ذلك ، ولهذا السبب وغيره ، تصف بعض المصادر انتخابات ١٥ أيار، بأنها ” أغرب انتخابات” تجري في لبنان ؛ اولا لانها تسير فوق طريق يسوده الغموض الكثيف بشأن احتمال عقدها؛ وثانيا لأنها تجري في ظروف إفلاس البلد والدولة على كل المستويات؛ وثالثا لانها تجري في ظل مقاطعة أكبر مكون حزبي لأكبر طائفة ( السنة ) لها؛ ورابعا لانها انتخابات الأزمات المركبة الداخلية والإقليمية والدولية؛ وخامسا لانها انتخابات غير مقرؤة لجهة كيف سيقترع المواطنون فيها، حيث أن كل استطلاعات الرأي تؤكد انه لا شيئ مؤكد بخصوص كيف سيقترع ٣٠ بالمئة من الذين يرغبون بالاقتراع، الخ..
وما يدعو الكثير من الجهات الوازنة المواكبة لانتخابات ١٥ ايار، إلى اعتبارها أغرب انتخابات بتاريخ بلد الارز، هو عدم وجود وضوح بخصوص الموقف الخارجي منها؛ بمعنى أن أحدا من اللبنانيين لا يعرف ما اذا كان هناك اهتمام إقليمي ودولي جدي وفعلي بهذه الانتخابات وبنتائجها. فالخارج بحسب ما هو متوفر من معطيات كان قبل أشهر يعتبر أن انتخابات أيار ستشكل فرصة لبداية الحل في لبنان ، بينما هذا الخارج هو نفسه بات يعتبر اليوم أن هذه الانتخابات لن تغير شيئا ، وأن الازمة بعدها ستصبح أصعب وأكثر تعقيدا، وأن هناك احتمالا كبير بأن يدخل لبنان بعد ١٥ أيار في دوامة الفراغ السياسي والسيادي القاتل .. وبهذا المعنى يرى البعض أن عدم إجراء الانتخابات قد يكون من وجهة نظر البعض ، بمثابة الحل الذي يمنع دخول البلد في مرحلة الفراغ القاتل!!.
ثمة أيضا أمر آخر يقف وراء إطلاق وصف ” الانتخابات الأغرب” في تاريخ لبنان على انتخابات ١٥ ايار، ومفاده ان هذه الانتخابات تجري في ظل ظرف اقتصادي ومالي يستحيل معه ضمان ان يتم إجراؤها بشكل طبيعي ..
ومن الأسئلة المطروحة في الكواليس في هذا المجال ، سؤال حول من يضمن ان الاساتذة المنتدبين للعمل في صناديق الاقتراع يوم الانتخاب، سيذهبون فعلا يوم الانتخاب إلى مراكزهم ، طالما أن الأجر الذي ستدفعه الدولة لهم، مقابل مهمتهم هذه، هو أقل بكثير من كلفة المواصلات التي سيدفعونها للوصول إلى مراكزهم؟؟!.
أضف لذلك سؤال آخر عن امكانية تأمين الكهرباء ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة يوم الانتخاب، حيث أن الدولة قررت نتيجة عدم قدرتها على تزويد مراكز الاقتراع بالكهرباء طوال وقت الانتخاب والفرز، إيلاء هذه المهمة لأصحاب المولدات الخاصة ( الموتورات) ليتكفلوا بتأمين الكهرباء.
والسؤال هنا، هو من يضمن ان يقوم أصحاب المولدات الخاصة بهذه المهمة على أكمل وجه ، ومن يضمن ان لا يقوم أحد أصحاب هذه المولدات ( الموتورات ) ، بإطفاء الكهرباء عن أحد مراكز الاقتراع لهذا السبب او ذاك خلال عملية الاقتراع او الفرز .. ومعلوم هنا للجميع انه يكفي ان تنقطع الكهرباء عن مركز واحد، حتى تصبح كل عملية الاقتراع “في خبر كان” !.
والى ذلك، وهذا هو الأهم، يلاحظ متابعون ان هناك سؤالا يرمي بظله الثقيل على أجواء الانتخابات ، وهو وجود مصلحة فعلية لأطراف داخلية وازنة وقادرة، بالغائها، وهؤلاء هم تحديدا الحزب الذي يملك قدرة المبادرة التعطيلية على الارض، والتيار الوطني الحر الذي يملك القدرة التعطيلية داخل الدولة.
وتفاصيل هذه الصورة هنا تفيد بان كلا من الحزب والتيار العوني لديهما مصلحة بأن ينتخب مجلس النواب الحالي فخامة الرئيس العتيد، ذلك لانه ليس مضمونا لهما ان تأتي انتخابات ١٥ أيار بمجلس نيابي جديد لديهما فيه أغلبية لصالحهما.
كما أن التيار العوني يشعر بأنه تراجع انتخابيا في الشارع المسيحي ، وعليه فهو يرغب بتأجيل الانتخابات ، ولكنه محرج في اعلان هذا الامر؛ ولذلك فان التيار البرتقالي سيظل حتى يوم ١٥ أيار يبحث عن ذريعة لتأجيل الانتخابات. وهناك من يرى أن باسيل سيتقصد خلال الفترة المتبقية قبل موعد ١٥ أيار، القيام بجولات انتخابية مستفزة في مناطق حساسة، وهدفه من ذلك استدراج مشاكل أمنية يتحجج بها للقول انه يريد مقاطعة الانتخابات، لان الدولة لا تقوم بحماية حقه في القيام بجولات انتخابية في مناطق معينة!!.
خلاصة القول هنا هو أمران اثنان أساسيان: انتخابات ١٥ أيار ٢٠٢٢ هي أغرب انتخابات في ظروفها وتوقيتها الجهة توقع نتائجها وما ستسفر عنه سياسيا .
والثاني هو أن هذه الانتخابات ستظل محكومة بإمكانية إلغائها حتى ليل يوم ١٥ -١٦ ايار موعد الانتهاء من فرز صناديق الانتخابات!!..