الاعلامية سلام اللحام : مسيرة نجاح سرها إصرار و صوت إذاعي رخيم

 

تحقيق صدى وادي التيم

 

صوت رخيم ينسيك السؤال الذي تنوي طرحه ، حنجرة أرتوت من مياه حاصبيا فتأصلت ، نستسيع السماع لصوتها الذي ينقله الهواء لنا من بيروت الى الجنوب ، أحبت مهنتها حتى الثمالة ومهنتها أحبتها فكانت أن إستضافت عبر الاثير مشاهير لبنان ، هي إبنة حاصبيا وسفيرة الصوت الجميل الى إعلام لبنان  “سلام اللحام ….

سلام التي حكت بلهجتها العامية المحببة لموقع صدى وادي التيم عن شغفها للمذياع ” الميكرو” وعن مسيرة نجاحها في عالم المسموع ..

س : البدايات وشغفك بالتقديم والاعلام :

المذياع هو شغفي وحبي الأول …ولكي تستطيع أن تكون مذيعًا لامعًا عليك أولاً أن تكون شغوفًا محبًّا لعملك لأنه حيث المحبة يكون الله وكل شيء جميل ، ويتوجب عليك أن تكون موضوعيًّا وصادقًا في نقل الأخبار والمعلومات لأن عالم الراديو خطير ، فالناس تستمع إلى كل ما تقوله وتسجله عليك ، فمن الضّروري أن تكون مثقفًا مطّلعًا على كل ما يدور في عالم السياسة والثقافة والفن …. فأنت من خلال الصوت فقط تصل إلى قلوب الناس وأفكارهم ومن خلال صوتك تعبّر عن وجعهم ومعاناتهم …إذاً المسؤولية أكبر وعليك أن تتقدم وتواكب كل ما يحدث وما يجري من حولك وفي المجتمع على الصعد كافة .
في البدايات كان التشجيع يأتيني من أهل البيت خاصة من والدي وشقيقتي الكبرى ساميا ، وكان الفضل لأستاذي ومعلمي توفيق أبو دهن، رحمه الله، حيث كنت أقوم بتقديم الأمسيات الشعرية والثقافية والاجتماعية في بلدتي الحبيبة حاصبيا. في العام ٢٠٠٦ بدأ مشوار الألف ميل مع الإذاعة حيث انضممت إلى صوت لبنان واستمريت في العمل الإذاعي حتى العام ٢٠١٧ بعدها انتقلت إلى عالم التلفزيون عبر شاشة mariam وقدمت برامج تعنى بالمرأة ودورها في المجتمع بالإضافة إلى استضافة نخبة من الأطباء والإختصاصين في علم النفس والإجتماع لأنتقل بعدها إلى المجال التربوي كوني أستاذة في مادة اللغة العربية….
بالعودة إلى العمل الإذاعي أريد أن أقول بأنّ عملي كان شاقّاً وفيه الكثير من المسؤولية ، ففي البدايات كنا نتمرن ونسمع ذاتنا في كيفية تقديم الأخبار ونستمتع إلى كل الإنتقادات والنصائح الموجهة لنا ، وكنا نستمع إلى الكثير من المقابلات مع أهل الفكر والسياسة والفن ، ونقوم بتدوين الملاحظات والإرشادات اللازمة ،وكنا ننتظر موجز أخبار الواحدة والربع ليلاً كي نقرأ منه خبرًا أو خبرين على الهواء مباشرة ، ومع صعود السّلم درجة درجة ، قدّمت العديد من البرامج أولها فنان وألحان وهو ذات طابع فني ومن ثمّ فنانون شباب ونغمات ووقّف يا أحد و ع الموجة سوا والسّجل الذهبي و صاحبة الجلالة وغيرها كثير ….ولكل برنامج هوية خاصة، منها سياسي حيث نفتتح الإذاعة الساعة السادسة إلا ربعًا مع قراءة الصحف المحلية والعربية والمقالات الصادرة عنها ، ومنها ما هو مباشر يحاكي المستمعين همومهم ومشاكلهم وحيث يتم التواصل المباشر معهم عبر الأثير ، ومنها ما هو وثائقي حيت قمنا بتكريم أكثر من شخصية أعطت وأبدعت ضمن برنامج السجل الذهبي ، وأيضاً كانت حصتي مع الفن والموسيقى كبيرة من خلال أكثر من برنامج فني بالإضافة إلى برنامج بترحلك مشوار وهو يهتم بالضيع اللبنانية عاداتها وتراثها وفيه نفحة أمل ومتنفّس إيجابي لي و وللمستمعين.

 

س : كيف حافظت الاذاعات على دورها برغم هجمة التواصل الاجتماعي :

بالرغم من تطور وسائل التواصل الاجتماعي بقيت الإذاعة محافظة على بريقها وأهميتها ،خاصة في نقل الخبر أو الحدث للمستمع ، ومن الملاحظ أن العمل الإذاعي تغيرت معاييره وملامحه عن السابق، وأصبح أكثر سهولة ومرونة مع زيادة الذين يدعون أنهم إعلاميون وإعلاميات..

فالسوسيال ميديا لها حسناتها وسلبياتها ، فهي عالم مثير للجدل وعليك أن تكون على قدر كبير من الحس الواعي لمفهوم المواطنية والعدالة والحق في كل ما تكتب وتقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأننا نشهد في هذه الفترة الدقيقة من عمر الوطن تراشق الإتهامات والإستفزازات السياسية والإجتماعية والطائفية ، وعدم قبول الرأي الآخر وعدم التحاور بلباقة ، وكأننا نعيش حربًا فكرية شرسة بين الخير والشّر لا تنتهي ، وللأسف نرى هذه المنصات مشتعلة بالألفاظ النابية والبعيدة كل البعد عن ثقافتنا وهويتنا اللبنانية . وهنا يبرز دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إما لتخفيف حدة الاحتقان وشدة التوتر وإما لزيادة هذا الإحتقان والوصول الى ما لا تحمد عقباه. أما بالنسبة للتفجير الكارثي لمرفأ بيروت فقد ترك وجعًا ودمارًا وخرابًا لا يمكن وصفه ، وعلى المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا الوطن المذبوح والمنهوب وأن يتم التحقيق بشفافية وموضوعية لمعرفة المجرمين والسّفاحين الذين باعوا ضمائرهم وباعوا لبنان بأبخس الأثمان ، ويجب محاسبة كل مجرم وفاسد ….فما قبل الرابع من آب ليس كما بعد ه ….في الواقع لم أفكر في السفر للعمل في الخارج ولن أرحل من وطني لأنني مؤمنة بقضاء الله، لبنان أرض القداسة والشهداء، إنه أكثر من بلد إنه رسالة ، وهذا هو إيماني ، ونتأمل الأفضل بالرغم من سوداوية المشهد السياسي والإقتصادي والمعيشي الذي نمر به ، وفي ختام اللقاء الشيق أريد أن أقول: نعم شعب لبنان عظيم في إيمانه وصموده بوجه الفاسدين والعابثين بأمنه وسلامه . لبنان يستحق الحياة فلا تقتلوه.

وأودُّ الإشارة إلى أن الثورة تولد من رحم المعاناة والألم الذي نعيشه في كل يوم ، ويجب علينا عدم الخضوع ليد الإجرام والذل والإرهاب ، وفي الواقع نحن على مفترق طريق خطير على الصعد كافة وفي مختلف المجالات، والله ينجينا من الأعظم.

ولو لم أكن في المجال الإعلامي لاخترته إلى جانب المجال التربوي . شكرًا صديقي زياد على هذا اللقاء الصريح والشّيق ، عسى أن يبقى موقع صدى وادي التّيم الإخباري منارة ونورًا يضيء عتمة الليل في وطننا الحبيب لبنان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى