الصوت اللبناني ساهم في فوز ماكرون
صدى وادي التيم-لبنانيات
كتب عوني الكعكي:
في تقرير خاص جاءنا من باريس يفيد أنّ القضايا التي أثيرت قبل أسبوع قبيل الانتخابات الرئاسية الفرنسية لم تكن بريئة، بل ان هناك أهدافاً متعددة حسب التقرير استفاد منها الرئيس ماكرون الذي أعيد انتخابه للمرة الثانية.
لا شك بأنّ الرئيس ايمانويل ماكرون جاء الى لبنان عند وقوع الانفجار في مرفأ بيروت بتاريخ 4 آب 2020 وأبدى عاطفة حميمة تجاه الشعب اللبناني ولبنان… وقد انعكس ذلك على تعلّق اللبنانيين بفرنسا واعتبارهم ان فرنسا هي «أمنا الحنون» خاصة بالنسبة للمسيحيين اللبنانيين.
حاول الرئيس ايمانويل ماكرون جمع الزعماء اللبنانيين كلهم حول طاولة واحدة في السفارة الفرنسية في بيروت، وبعد الاجتماع قيل إنه اتفق مع المدعوين على تشكيل حكومة، ولكن بقي بند صغير بحاجة الى دراسة أكثر حيث قال رئيس «كتلة الوفاء ل ل م ق ا و م ة» محمد رعد إنه ضد انتخابات نيابية مبكرة وترك الموضوع عند هذه الحدود.
طبعاً لم ينفّذ شيء، ما دعا الرئيس ايمانويل الى العودة للبنان. وحاول مرة ثانية لكنه فشل في المرة الثانية كما في الأولى والسبب ان «الحزب» لا يريد تشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري.
وهكذا طوي الموضوع وبقي الرئيس الحريري سنة كاملة يحاول تشكيل حكومة، لكن فخامة الرئيس ميشال عون رفض لأنّ الرئيس الحريري لا يريد أن يضم الى الوزارة «الطفل المدلل».
كان فخامته يتبجح يوم قال إنه لم يحصل على الاسماء، ما اضطر الرئيس الحريري الى فضحه من القصر الجمهوري فأعلن الحريري على «التلفزيون» أسماء الوزارات وأسماء الوزراء. لكن فخامته كما هو معروف عنه بأنه عنيد ولا يتراجع عن أي موضوع إلاّ بالقوة كما حدث يوم أعلن انه يريد تكسير رأس الرئيس السوري حافظ الاسد، وحين رأى طائرة «السوخوي» فوق قصر بعبدا هرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا، ناسياً أو متناسياً قوله إنه سيكون آخر عسكري يترك الجبهة.
الرئيس إيمانويل ماكرون علم من تقرير المخابرات الفرنسية ان عدد اللبنانيين في فرنسا أصبح يفوق الـ500 ألف يحملون الجنسية الفرنسية، وأصبحوا قوة انتخابية مهمة يمكن أن ترجّح كفة النتائج عندما تكون هناك منافسة قوية.
من أجل ذلك استغل الرئيس إيمانويل ماكرون وجع اللبنانيين فأثار قضيتين:
القضية الأولى قضية حاكم مصرف لبنان حيث هناك مجموعة عندها طموحات سياسية وتريد أن تزيح الحاكم كي يحلّوا مكانه.
والقضية الثانية هي قضية كارلوس غصن «ملك» صناعة السيارات في العالم والذي استطاع خلال 3 سنوات أن يسدّ الدين لشركة نيسان في اليابان الذي كان بقيمة 2 مليار دولار، لكن المصيبة ان هناك في اليابان بعض المنافسين اليابانيين عزّ عليهم أن يأتي لبناني غريب وينقذ الشركة، وأنّ الكفاءات اليابانية فشلت حيث نجحت الكفاءة اللبنانية… ولسوء حظ كارلوس غصن انه لبناني، إذ بدل أن تدافع عنه فرنسا أولاً لأنه يحمل جنسيتها، وثانياً لأنه رئيس شركة فرنسية أصبحت في عهده من أهم شركات صناعة السيارات، وأصبحت تملك حصة وازنة في شركة نيسان وهي من أكبر وأهم شركات صناعة السيارات في العالم. فرنسا لم تدافع عنه، بل تركته لمصيره، وعندما استطاع أن ينجو من جحيم المؤامرة اليابانية التي قام بها زملاء له متعصبين ضدّه وغاروا منه لذا وقع في شباك مؤامرتهم.
وبالعودة الى القضية الأولى، فإنّ الحاكم كان يعمل في شركة الـ»ماري لانش» وكان يتقاضى مليوني دولار ((بونس)) سنوياً، لكنه من أجل أن يعود الى لبنان ويساهم في إعادة البناء الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عاد وبدأ في عملية البناء.
القضيتان سببهما سياسي ولكن الأهم أنه يمكن القول إنّ هذا ضريبة النجاح.
باختصار، هناك افتراءان، إذ ان كل هذه الادعاءات فارغة وظالمة وهي لا تمت الى الحقيقة بصلة.
إنّ من أهدر أموال اللبنانيين هم الزعماء اللبنانيون وطبعاً نبدأ من فخامته ومن ثم جميع المسؤولين الذين فشلوا في بناء دولة وإداراتها.
ولو كان هناك حظ عند اللبناني لجاء الى الحكم واحد من أهم الرجالات الناجحين: رياض سلامة أو كارلوس غصن.