إيكونوميست: الصين قد تستغل الحرب بأوكرانيا لتحقيق حلمها..!!!

 

صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية /

قالت صحيفة “ذي إيكونوميست” البريطانية، إن “الصين قد تستغل الحرب التي شنها الجيش الروسي في أوكرانيا لتحقيق حلمها المنشود”، منوهة إلى أن “تطورات الحرب ستحدد نظرة الصين للعالم”.وأشارت إلى أن “بكين ستسعى لاستغلال الحرب في أوكرانيا لتسريع ما تعتبره انحدارا حتميا للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث ينصب التركيز في جميع الأوقات على حلمها الخاص بتأسيس بديل للنظام العالمي الليبرالي الغربي”.

وأفادت بأن “روسيا دمرت كلا من مدينة خاركيف ومدينة ماريوبول الواقعة على الساحل بشكل شبه كامل”، مضيفة أنه “من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هناك من سيخرج منتصرا من القتال، إلا أن روسيا ارتكبت فظائع في أوكرانيا”.

وأوضحت أن “البعض يجادل بأن الصين ستبني على صداقة ما قبل الحرب مع روسيا، لإنشاء محور للاستبداد، في حين يرد آخرون بالقول إن أمريكا يمكن أن تجبر الصين على الانفصال عن روسيا، من خلال عزل الرئيس فلاديمير بوتين”.

وأكدت أن “هذه السيناريوهات غير محتملة، فتعميق الصين للعلاقات مع روسيا سيسير وفقا لمصالح شخصية حذرة”، مشيرة إلى أن “كلا من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريدان تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ يهيمن عليها عدد قليل من الدول الكبرى”.

ونوهت إلى أن “الصين تطمح في إدارة شرق آسيا بشكل كامل، في حين تريد روسيا فرض سيطرتها على أوروبا”، لافتة إلى أن “السوق الروسي صغير، والبنوك والشركات الصينية لا تريد المخاطرة بخسارة أعمال أكثر قيمة بكثير في أماكن أخرى من خلال انتهاك العقوبات الغربية المفروضة على موسكو إثر غزوها لأوكرانيا”.

ولفتت إلى أن “الرئيس الصيني يرغب في أن يظهر غزو روسيا عجز الغرب، ففشل العقوبات المفروضة على النظام المالي الروسي وصناعة التكنولوجيا الفائقة، سيجعل الصين لا تخشى الغرب، لكن إذا فقد بوتين السلطة بسبب سوء تقديره في أوكرانيا، فقد يصدم ذلك الصين، ومن المؤكد أن ذلك سيحرج إدارة بكين، التي قد تشعر أنها أخطأت في الحسابات أيضا من خلال التحالف معه”.

وأشارت إلى أن “روسيا الضعيفة تناسب الصين لأنه لن يكون أمامها خيار سوى أن تكون مطواعة، ومن المرجح أن يمنح بوتين السيد شي حق الوصول إلى الموانئ الروسية الشمالية، لاستيعاب المصالح الصينية المتنامية، على سبيل المثال، في آسيا الوسطى، وتزويدها بالنفط والغاز الرخيصين والتكنولوجيا العسكرية الحساسة، بما في ذلك ربما تصاميم الأسلحة النووية المتقدمة”.

وأضافت: “تحاول الصين أن تفصل بين أوروبا وأمريكا، مدعية أن الولايات المتحدة تدعم قوتها بينما تجعل الأوروبيين يدفعون فاتورة أسعار الطاقة المرتفعة والجيوش الأكبر وعبء استضافة أكثر من 3 ملايين لاجئ أوكراني”.

وبينت أن نهج الصين تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، نشأ من قناعة السيد شي بأن المنافسة الكبرى في القرن الحادي والعشرين ستكون بين الصين وأمريكا؛ وهي المنافسة التي يحب أن تفوز الصين بها برأيه.

ونبهت إلى أن “الغرب يحتاج أن يستغل تفوق الصين الحالي على روسيا، حيث إن الاقتصاد الصيني الآن أكبر بعشر مرات من روسيا”، منوهة إلى أنه “يمكن لأمريكا أن تعمل مع حلفائها في آسيا لتحسين الدفاع والتخطيط لحالات الطوارئ، والتي ستشارك الصين في العديد منها”.

وأردفت: “من الواضح أن السيد شي يريد إعادة تهذيب القواعد لتخدم مصالحه بشكل أفضل، لكنه ليس مثل السيد بوتين، والذي لا يملك طريقة أخرى لممارسة النفوذ الروسي سوى التهديدات الهدامة وقوة السلاح؛ حيث تعد روسيا منبوذة تحت حكم بوتين، بينما تملك الصين مصلحة في الاستقرار، نظرا لعلاقاتها الاقتصادية بأمريكا وأوروبا”.

وشددت على أنه “يجب على أمريكا وحلفائها استيعاب الصين وعدم نبذها، وإقناع السيد شي بأن الغرب والصين يمكنهم الازدهار من خلال الاتفاق عند الإمكان والاتفاق على الاختلاف حيثما لا يكون ذلك ممكنا، وهذا يتطلب العمل على التوصل إلى متى يساعد التشارك ومتى يهدد الأمن الوطني”.

وختمت: “الصين تنظر لروسيا على أنها شريك في تفكيك النظام العالمي الليبرالي، وسوف تؤثر المناشدة الديبلوماسية على حسابات الصين أقل من التصميم الغربي على جعل السيد بوتين يدفع ثمن جرائمه”.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!