هذه أبرز الانهيارات التي ستحدث خلال الشهرين اللذين يسبقان موعد الانتخابات
صدى وادي التيم – لبنانيات /
وسط استمرار متاعب العالم الذي ينتقل من تداعيات أزمة جائحة كورونا ليدخل اليوم في متاهة تداعيات ” جائحة” اوكرانيا، يبدو ان لبنان – انطلاقا مما سيواجهه من تطورات خانقة ، ابتداء من نهايات هذا الشهر – ، وكأن تداعيات ازمته الاقتصادية قد عادت من حيث معالجتها إلى نقطة الصفر، وعادت للتفاعل سلبا على نطاق أوسع وأخطر.
لقد مضى عامان على بدء الازمة المعيشية الخانقة في لبنان ، ومضت عدة أشهر على تشكيل حكومة ميقاتي ، ولم يبق من عهد عون الا أشهر معدودة، وبعد نحو شهرين سيحين موعد الاستحقاق النيابي، ولكن كل هذه التواريخ السياسية ذات الصلة بالأمس القريب، وباليوم وبالغد ليس لها اية قيمة سياسية وفو حتى شكلية . انها تواريخ لبدء السقوط او هي أيضا علامات لاستمرار السقوط والانهيار والضياع والابتعاد عن لحظة انتاج أفق داخلي او إقليمي أو دولي او حتى من السماء للحل او بداية الخلاص.
اقرب موعد لواقع الازمة هما تاريخين : الأول له صلة بالغد وهو انتخابات ١٥ أيار، والثاني له صلة بالأمس القريب من عمر الازمة ، وهو لخظة تشكيل حكومة ميقاتي التي ولدت على سرير ان تطلعاتها محدودة ومحددة.
بخصوص موعد ١٥ أيار، ليس مضمونا ، بل ليس معقولا، ان الانتخابات المأمولة ستجري في هذا التاريخ .
.. لماذا ؟
لأن الشهرين المقبلين اللذين يسبقان موعد ١٥ أيار، سيشهدان سلسلة انهيارات ستضاعف عشرات المرات من حجم ازمة البلد المعيشية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، الخ..
ويمكن في هذا المجال القول بشيئ غير قليل من الثقة انه في خلال هذين الشهرين سيشهد لبنان الإخفاقات الكارثية التالية التي ستؤدي إلى نتيجة واحدة وحاسمة، وهي انهيار كل شيئ وتفشي الجوع والعازة وفقدان أسباب الحياة الرئيسة:
اولا – خلال هذين الشهرين سيتم اعلان فشل توصل لبنان للاتفاق المنتظر مع صندوق النقد الدولي ، ما يعني أن لبنان سيصبح امام واقع انه لم يعد لديه اي أمل بتلقيه مساعدات خارجية رسمية أو شبه رسمية ، أي أن لبنان سيكون من دون قدرة على الاتكاء على المجتمع الدولي لحل ازمته المالية والاقتصادية التي لا يستطيع حلها من دون تقديمات مالية واقتصادية له من المجتمع الدولي.
ثانيا – خلال ما قبل نهاية شهر نيسان بات واضحا أن اموس هوكشتاين سيعلن فشل وساطته بين لبنان وإسرائيل بخصوص إنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، وتقاسم الغاز، ما يعني أيضا وعمليا أن لبنان ليس فقط لن يحصل على غازه، في بلوك قانا وغيره، بل لن يكون بإمكانه الحصول على الحلول المؤقتة، مثل جر الغاز من مصر اليه ، ولا على جر الكهرباء عبر سورية من الاردن اليه، ولا على اية مساعدة من الطاقة من العراق؛ ذلك ان واشنطن تضع معادلة واضحة وهي : نجاح مبادرة هوكشتاين بترسيم ملف تقاسم الغاز وترسيم الحدود البحرية هو التطور الوحيد الذي سيؤدي حدوثه الى فتح الطريق أمام لبنان لنيل المساعدة العاجلة المصرية الأردنية و من صندوق النقد الدولي من دول العالم الأخرى.
والواقع انه يمكن ببساطة تخيل حجم التداعيات التي ستصيب لبنان خلال الشهرين القادمين، وذلك في ظل التبعات التي ستترتب عليه بفعل اعلان انهيار مهمة اموس اوكشتاين من جهة ، وفي ظل انهيار مباحثات لبنان مع صندوق النقد الدولي، من جهة ثانية.
اما على مستوى كيف ستنعكس تداعيات موعد آلامس القريب على الوقائع الخانقة المتوقعة الشهرين المقبلين اللذين هما فترة الاستعداد لإجراء الانتخابات، فإنه يمكن القول أن بدء صفحة الحكومة الميقاتية داخل مرحلة ازمة البلد سوف تصل خلال الشهرين المقبلين إلى لحظة اصطدانها بالجدار الصلب والاضطراب لإعلان فشلها .
لقد جاءت حكومة ميقاتي لتحل ازمة عدم توافق سعد الحريري مع ميشال عون، وذلك تحت عنوان ان نجيب ميقاتي يستطيع النجاح حيث فشل حسان دياب، وحيث لم يعط الحريري فرصة لتجربة الانقاذ. لكن كل هذه المسوغات وغيرها لم تكن حقيقة، وبطبيعة الحال لم تعد الان موجودة ، وبات واضحا اليوم أنه خلال الشهرين المقبلين هناك نهاية طريق ينتظر الحكومة الميقاتية التي وعدت بثلاثة أمور فور تشكلها، وهي الامور ذاتها ، والوعود ذاتها التي سيصيبها الانهيار الكبير خلال الشهرين المقبلين:
الوعد الأول توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
الوعد الثاني تنفيذ خطة تعافي، فيما ميقاتي لم يستطع تمرير ميزانية تفقير.
الوعد الثالث، إجراء الانتخابات وهو أمر مستغرب ان يحدث في ظل ان البلد ذاهب لانهيار الدولة والمجتمع خلال الشهرين المقبلين اللذين سيسبقان موعد اجراء الانتخابات.
خلاصة القول أن البلد يقف أمام استحقاقات انهيار و ترهل الدولة اكثر، وليس امام استحقاقات انتخابية وتجديد “شباب الدولة” ..
الهديل