دلال القاضي…لبنانية تجالس الحرف وترسم الصورة

صدى وادي التيم – ثقافة /
هي لبنانية خطت خطواتها الأولى على ثلج جبل حرمون، ولبست ثوبها الأول من نقائه، فأصبحت حورية تحتوي قيمة الوجود بالمعنى ووجود الأناقة بالشكل
هي من بلدة عين عطا سيدة رائدة عاملة مثابرة،
متأنية أحيانا لتؤكد قوة البصمة، ونشيطة لتثبت بأن الإنسان هو الوحيد القادر على التغيير حينما يحدد الهدف
هي أمّ لولدين تزرع بهما شجرة العطاء، وترويها بالعلم والثقة والقوة والتحدي
إنها دلال القاضي، إعلامية لبنانية
جاءت في الزمن الصعب، ليروي قلمها يباس الواقع، فينبت من جديد الأمل في النفوس ، وهي الأخصائية النفسية المعالجة براعم الورد في جمعية شعاع الأمل، وهي المحاضرة في ميادين العلم، ولها الكثير من الأبحاث والمقالات في هذا المجال
اليوم حطت ترحالها في مصر مكرّمة على ما أنجزته في مسيرتها العملية لتقف بين الكثير من المكرمين في العالم العربي، حاملة بيمينها مشعل السيدات الرائدات اللبنانيات، وبيسارها أيقونة التكريم المقدمة من الأكاديمية الوطنية للدراسات والتنمية لصاحبها الدكتور محمد مصطفى عامر وتنظيم جريدة وموقع بوابة العرب اليوم لصاحبها الأستاذ سعيد بدر .
هي محطة لقطار حمل مصابيح العلم وسار على سكة التقدم والتطور والابداع
اليوم نلتقي الإعلامية والأخصائية دلال القاضي بحوار صريح ومتميز
اهلا بك في فضاء الشبكة الاعلامية time news
بداية أخبرينا عن الربط بين نعومة الشكل وأناقة الأداء من جهة وبين صلابة التحدي الموجود في داخلك من جهة ثانية؟
الجمال ينبع من هِضاب النّفس، فينعكس على هيئة قبول لدى الناس أوّلا، ومتى أمتلك الإنسان مفاتيح العبور إلى ضِفَّة الأخر، استطاع محاكاة مكامن الأناقة والتّقدّم.
تعلّمت من والدي المثابرة والثبات، وأضفت أمي على شخصيتي أن أحبّ أهلي وناسي وكل الناس، وساندني زوجي بكل خطوة، فكان ولا يزال الشريك الأساسي في كل نجاح.
كرمت في العديد من المؤتمرات لكن اليوم في أرض الكنانة طعم آخر .
كيف تم اختيارك وعلى أية مقايس علمية ؟
مصر هي أنشودة الطفولة بالنسبة لنا كلبنانيين، هي رمز الفن والمسرح وأم الدنيا، بين باسقات التاريخ وعراقة الحاضر شعور مختلط بالفرح والانتماء والاعتزاز بالنفس.
هي بلد أخرجت للعالم عميد الأدب العربي طه حسين، وبصمت في وجداننا الذكريات الجميلة و “أولاد حارتنا” مع نجيب محفوظ، وأطرب لحن الخلود أهلنا ونحن وأولادنا، فحلم كل عربي أن تكرّمه مصر بشعبها الطيّب وذاكرتها الاجتماعية العظيمة، هو طموح كبير… وتحقّق.
صفي لنا أحاسيس المكرم الذي يجني مواسمه ويقطف ثمار أعماله لحظة تكريمه؟
نحن الأمهات نرى تكريمنا فرصة لابتهاج أبنائنا، ولمعان عيونهم، وشعورهم بالفخر بأمهم، عيوني في حينها كانت ترنو نحو زوجي هشام الذي ترك عمله وأتى ليساندني، وأختي الدكتورة منى التي عبرت بلاداً من الخليج العربي لتكون إلى جانبي في هذه المناسبة، أما أولادي وأهلي واقاربي فقد ظلّوا متسمّرين على الهاتف ليكونوا أيضاً في قلب القاهرة عبر الكاميرا، هو شعور عارٍ بالمحبة والتقدير، بدءاً من العائلة وإلى كل البلدان العربية التي حضر منها مكرَّمون
أي تحدٍّ كان الأكثر قساوة في مسيرة انجازاتك؟
يرتبط مفهوم التحدي بالقساوة في الغالب، لكنّ التحدي بالنسبة لي هو أن لا أملك تحدّياً في حياتي، إنّ التحدي الأكبر في حياتي هو أن أبحث عن تحدٍّ أخر كلّما أنجزت مرحلة من حياتي، فقد ترعرعت في منزل فَطُر أهله على الصراع، فأصبح التحدي أسلوب حياة لنا
.
من هي دلال القاضي وما أهدافها في المراحل القادمة؟
هي ابنة البيت اللبناني الأصيل، هي الأم والزوجة والأخت، هي المرأة اللبنانية العاملة الطامحة والمكافحة، تحتضن أبنائها وأحلامها بيدٍ، تشارك زوجها في بناء حياة كريمة بيدها الأخرى، تقدّم المساعدة للناس، تُدير مدرسة ل”ذوي الاحتياجات الخاصة”، تخصّص وقتاً في أيامها للاعتناء بمهاراتها العقلية عبر القراءة والكتابة، تشارك الناس أتراحهم وأفراحهم، تبحث عن تحدٍّ أخر كلما انتهت من تحدٍّ في حياتها، تسعى وزوجي لتأمين مستقبل تعليمي واجتماعي مميز لابنيهما
.
علم النفس هو قراءة داخلية لردة الفعل، بِمَ تنصح الأخصائية النفسية الناس في زمن الاضطرابات وانهيارات على المستويات كافة؟
“الطفل هو أبو الرجل”، تمسّكوا بالطفل الحالم في داخلكم، فالقمم منصّة لبلوغ أخرى، وعوّلوا على أحلامكم، اقنعوا بما لديكم وانطلقوا لتحقيق طموحكم، جهّزوا أنفسكم على أساس بلوغ هدفكم لا العكس، فالفرح والحب والنجاح حالات نفسية في طورها الأول، تنتقل بالتواتر والمشاركة إلى الأخر، انطلقوا من المحبة في حياتكم، حفّزوا أنفسكم بوضع الأهداف والتحديات، حاولوا مرارا وستصلون، ولا تكتفوا بشرف المحاولة.
بِمً تختم الإعلامية دلال القاضي، وكيف تشكر مصر وأهل مصر على هذا التكريم؟
الواضح أن النّسق الاجتماعيّ في بلادنا بات يحتاج إلى قادة رأي، وخصوصاً في مجال الإعلام، فقد بات الإعلام مهنة الجميع، لذلك علينا كإعلاميين أن نوجّه البوصلة نحو المسائل الجوهرية التي تعني الناس مباشرة، نكتب همومهم، نصنع المحتوى الذي يحسّن حالتهم النفسية، أن نساهم في تحسين الصحة النفسية لجمهورنا.
أمّا عن مصر وأهلها، فلا يكفي الشكر ولا الامتنان، سيبقى هذا التكريم من أهم ذكريات حياتي، وسيشكل حافزاً إضافياً لي لخلق التحديات وتحقيق النجاحات الأخرى.وسأخص بالشكر الزميل والصديق الاستاذ سعيد بدر على دعوته الكريمة، هذه القامة المصرية الأصيلة التي تجمع كل صفات الأصالة والأخلاق والكرم، شكر كبير لتعبه وسهره ليكون هذا الحفل على هذا القدر من التميز
المصدر : الشبكة الاعلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!