لإرباك تحرك القوات الروسية… ماذا يفعل الأوكرانيون بلوحات الطرق؟
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية /
أزال مواطنون أوكرانيون لوحات الطرق الإرشادية في إيفانو فرانكيفسكا (غربي البلاد) في محاولة لإرباك تحرك القوات الروسية على أراضيهم. وتدور مواجهات في كييف بين القوات الروسية و الأوكرانية من أجل السيطرة على العاصمة لليوم الثالث على التوالي من الهجوم الروسي، وجرت معارك في شارع النصر أحد الشرايين الرئيسية في كييف بعد ساعات من توجيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة إلى التعبئة.
وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن قتالا عنيفا يدور في شوارع كييف، ودعت السكان للحذر.وأفاد شهود عيان بأن دوي الاشتباكات بات يُسمع في مركز العاصمة،
بعد أن كان في أطرافها الشمالية، وسط حديث عن محاولات اختراق من قبل عناصر الروسية .
كما أفادوا بوقوع إطلاق نار بالقرب من محطة قطارات شمال العاصمة، وأن القوات الأوكرانية فجّرت بعض الجسور لمنع تقدم القوات الروسية نحو كييف.
وبث ناشطون عبر منصات التواصل مقاطع فيديو قالوا إنها تُظهر إطلاق النار بالقرب من وزارة البنية التحتية في كييف. واعتقلت السلطات الروسية في ثلاثة أيام أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا تنديدا بالهجوم على أوكرانيا، وفق ما نقلته منظمة (أو. في. دي-إنفو) المتخصصة غير الحكومية، أمس السبت.
وقالت المنظمة إنه منذ بدء الهجوم الخميس الماضي، “اعتُقل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف و52 شخصا”، بينهم 467 اعتُقلوا أمس السبت.
وارتفعت وتيرة هذه المظاهرات في مختلف أنحاء روسيا رغم قرار السلطات بحظرها. وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي السكان
إلى حمل السلاح وأقسم أنه سيبقى في العاصمة مؤكدا أن السلاح الغربي في طريقه لدعم بلاده، وأن أوكرانيا “أخرجت خطة الهجوم الروسية عن مسارها”.
في الوقت نفسه، أعلن رئيس بلدية كييف السبت تشديد حظر التجوال المفروض في العاصمة، محذرا من أن أي شخص سيكون موجودا في الشوارع بين الساعة 6.00 والساعة الثامنة سيُعامل على أنه عدو.
وقال فيتالي كليتشكو “سيُعتبر جميع المدنيين الموجودين في الشوارع خلال فترة حظر التجوال أعضاء في مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو”.
من جهته، أعلن وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو على فيسبوك، السبت، أن 198 مدنيا قُتلوا بينهم ثلاثة أطفال، وجُرح أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل ثلاثة أيام.
وقال “للأسف وبحسب البيانات، قُتل 198 شخصا على أيدي الغزاة، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 1115 شخصا آخر من بينهم 33 طفلا”.
وفي روسيا، وقّع عدد كبير من الأطباء والممرضات والممرضين مذكرة عبر الإنترنت، وكتبوا “مهما كانت طريقة تبرير استخدام الأسلحة الفتاكة فهي تبقى فتاكة”.
وحصدت عريضة مناهضة للهجوم على الأراضي الأوكرانية -نشرها موقع change.org- أكثر من 750 ألف توقيع في يومين.
ورفع مشاهير يحل بعضهم ضيوفا على شاشات التلفزيون الروسي العام أصواتا معارضة لهجوم بلادهم على العاصمة الأوكرانية.
وفي اليوم الأول من الهجوم الروسي، كتب فاليري ميلادزي مغني المنوعات الشعبية على إنستغرام “علينا أن نوقف هذه الحرب!”. وفي مقطع مصور نُشر على الإنترنت، أكد ديمتري موراتوف -الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2021 ورئيس تحرير صحيفة “نوفايا غازيتا” المعارضة- أنه يشعر بالعار.
وقال موراتوف “نحن نتألم. شنت بلادنا بأوامر من الرئيس بوتين حربا على أوكرانيا. ولا يمكن لأحد أن يوقفها. ولهذا السبب يُضاف الشعور بالعار إلى معاناتنا”.
وفي رد فعل رمزي للغاية، دعا مؤسسو “فوج الخالدين”
-منظمة عزيزة على الكرملين لأنها مسؤولة عن تخليد ذكرى القتلى الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية- بوتين
“لوقف إطلاق النار”، ووصفوا اللجوء إلى القوة بأنه “غير إنساني”. وأعلن متحف Moscou Garage للفن المعاصر -أسسه
الثري رومان أبراموفيتش المقرب من الكرملين- إغلاق أبوابه أمس السبت ، رافضا “الحفاظ على الوهم بأن الحياة تواصل مجراها الطبيعي”.
وأعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس نشر مقطع الفيديو القصير،
وأضاف “رسالة إلى الشعب الروسي: نحن لا نلومكم على أفعال حكومتكم”. وفجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق
عملية عسكرية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، متهما ما سمّاها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي (الناتو)
بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”. ولدى إعلانه بدء الهجوم، أكد بوتين أن هدف العملية الدفاع
عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرقي أوكرانيا. ويقاتل المتمردون القوات الحكومية الأوكرانية منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص. ووصف بوتين النزاع الحالي بأنه “عملية عسكرية خاصة “
وأمرت الهيئة الروسية للاتصالات، السبت، وسائل الإعلام المستقلة بحذف التقارير التي تصف العملية بأنها “هجوم أو غزو أو إعلان حرب”.
واتهمت الهيئة وسائل الإعلام بنشر “معلومات غير صحيحة” عن قصف الجيش الروسي مدنا أوكرانية وسقوط قتلى مدنيين.
وقللت روسيا من أهمية التنديدات الدولية والعقوبات المشددة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا
والاتحاد الأوربي بما في ذلك ضد بوتين نفسه ووزير الخارجية سيرغي لافروف. ورأت موسكو أن فرض عقوبات عليهما “يعكس مدى العجز التام للسياسة الخارجية” للغرب. وأثار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا غضبا دوليا،
وفرض الاتحاد الأوربي عقوبات على مسؤولين روس رفيعي المستوى بينهم وزير الدفاع سيرغي شويغو. وطالب الرئيس الأوكراني الغرب بالذهاب أبعد
من ذلك عبر طرد موسكو من نظام (سويفت) للتحويلات المصرفية، في خطوة من شأنها أن تضرب التجارة بين روسيا ومعظم دول العالم.
لكن عددا من دول الاتحاد الأوربي -بينها ألمانيا والمجر- مترددة حيال الأمر خوفا من قطع روسيا إمدادات الغاز.
واتهم الكرملين في اليوم الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا، السبت، كييف بإحباط إمكانية هدنة برفضها بدء مفاوضات.
وكانت روسيا قد أشارت، الجمعة، إلى أنها عرضت إجراء محادثات في مينسك عاصمة بيلاروسيا وهي دولة حليفة شنت منها موسكو هجومها على كييف.
وبعد بضع ساعات، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجيش الأوكراني إلى “تولي السلطة” في كييف، واصفا نظيره الأوكراني
ووزراءه بأنهم “زمرة مدمني مخدرات ونازيين جدد، نصّبوا أنفسهم في كييف وأخذوا الشعب الأوكراني بأكمله رهينة”.
في حين رأت واشنطن أن العرض الروسي لا يمكن اعتباره ذا مصداقية، وتوجّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت، بشكل مباشر
عبر تويتر إلى الشعب الروسي بالقول إنه “لا يستحق حربا تُشن على جيرانه الأوكرانيين”، مؤكدًا أن لا أحد” يحاول تعريض (سلامة هذا الشعب) للخطر”.
ونُشرت رسالته بالإنجليزية والروسية في مقطع فيديو قصير بالأسود والأبيض يحمل شعار وزارة الخارجية.
وجاء في رسالة بلينكن “إلى الشعب الروسي: تستحقون العيش بأمن وكرامة مثل جميع الناس في أي مكان”، وأضاف “لا أحد يحاول
تعريض ذلك للخطر. أنتم لا تستحقون حربا عديمة الجدوى مع جيرانكم وأصدقائكم وعائلتكم في أوكرانيا”.
وختم “إن شعب أوكرانيا يستحق أن يعيش بسلام، مثلما أنتم تستحقون ذلك”.
المصدر: الجزيرة