هكذا يزرع الزعفران.. وهل ينافس زراعة الحشيشة في لبنان؟

هكذا يزرع الزعفران.. وهل ينافس زراعة الحشيشة في لبنان؟

  

غسان قانصوه

الخسائر التي لحقت بالمزارعين في البقاع جراء الكوارث الطبيعية المتلاحقة، وعدم تعويض الدولة عليهم في أغلب الأوقات، إضافة إلى عدم تطبيق مشروع الزراعات البديلة بشكل علمي صحيح، كل ذلك لم يُثنِ المزارعين عن التشبث بأرضهم ومحاولة الوقوف على أقدامهم لمواصلة مسيرة تأمين حياة كريمة لهم ولعيالهم.

ولم يدخر المزارعون سبيلاً، لإيجاد زراعات تلبي احتياجاتهم الحياتية والمعيشية، إلا وسلكوها، فكانت زراعة الزعفران، التي وجدت طريقها إلى حقول مزارعي البقاع الشمالي على أمل أن تكون بديلاً عن الزراعات التقليدية التي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، فانتشرت أزهار الزعفران الجميلة بكثافة، في حقول مشاريع القاع في البقاع الشمالي والهرمل خلال السنوات القليلة الماضية، لتحصدها بعد ذلك أيدي العمال تمهيداً لاستخراج “الذهب الأحمر” منها.

الانتقاد” قصدت مشروع المزارع خليل وهبي في مشاريع القاع في البقاع الشمالي البالغ حوالي عشرة دونمات تمت زراعتها بالزعفران فقال: “تم التعرف الى هذه الزراعة في العام 2000 عندما استقدمت بذار الزعفران من إسبانيا، وتم توزيعها في ثمانين بلدة لبنانية، وأجريت التجارب عليها ضمن مشروع الزراعات البديلة، واعطاني جاري نسبة قليلة بحدود 250 بصيلة فاعتنيت بها بعدما اقتنعت بالمشروع وزرعت 60 مترا فقط، وبعد ثلاث سنوات زرعت دونماً، وبعد اربع سنوات عشرة دونمات“.

أضاف وهبي: “المشروع مكلف، وهو بحاجة كبيرة إلى يد عاملة قوية والأهم من كل ذلك، أن يعرف الناس أن هناك زراعة للزعفران في لبنان، حتى لا يتكدس الانتاج، فأنا عندي الآن كيلوغراماً واحداً من الزعفران من السنة الماضية، ولم استطع تصريفه”، كما ندعو الدولة للاهتمام بهذه الزراعة.

ولفت المزارع وهبي إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من الزعفران يبدأ من خمسة آلاف دولار أميركي، وقد يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين عشرين وخمسة وعشرين ألف دولار أميركي، للنوعية الممتازة، وإلى أن تكاليف زراعة الزعفران تكمن في البصيلات، وأن عنده منها ما يكفي لمئة دونم في السنة القادمة وسيبيع منها أيضاً.

أضاف: “في السنة الأولى لا يعطي الزعفران زهراً بشكل جيد، لكن في السنة التالية يعطي الدونم كيلوغراماً من الانتاج“.

واعتبر أن هذه الزراعة ناجحة في سهل القاع والهرمل والطقس مناسب لها وليس هناك تكلفة ولا تحتاج لأسمدة وإنما للعمال حيث يحتاج الدونم لخمسة عمال يومياً.

تتعاون عائلة خليل في هذه الزراعة لاقتناعهم بالمشروع، ويتحدث ابنه يوسف عن فوائد الزعفران الصحية فيقول: ” آخر ما تم اكتشافه في الزعفران، إنه يقتل الخلايا السرطانية، وتنتج منه العديد من الأدوية، واكتشفوا مؤخراً أيضاً، أن النحل الذي يسرح في الزعفران، ينقل “غبار الطلع” الذي له كثير من المنافع، وهو أغلى سعراً من الزعفران.

تركنا حقل خليل وهبي إلى منزل في مشاريع القاع حيث تقوم زهراء كردية مع مجموعة من النسوة، باستخراج الشعيرات الحمراء بعناية: “العمل بالزعفران متعب ومضنٍ، فنحن نستخرج من الدلو الواحد حوالي خمسين غراماً فقط، وعندما تجفف تصبح عشرة غرامات“.

أما في منزل خليل وهبي، فتقوم العائلة بتجفيف الزعفران بوسائل بدائية، ومن ثم يجري توضيبه في علب خاصة، تستعمل عادة للذهب، تعبيراً عن قيمته الشرائية العالية، بانتظار أن يجد طريقه إلى الأسواق اللبنانية أو الخارجية.

* المصدر: موقع العهد

كيف يزرع الزعفران؟

يعتبر نبات الزعفران من البصيلات وفصيلته من فصائل السوسنيات،وأهم جزء من أجزاء زهرة العضو الملقح والذي يكون لون أحمر ويسمى السمات ويتم إزالتها من الزهرة التي تم تفتحها، ويقوم المزارع بتجفيفها في مكان يتصف بالضل أو الفي ، على طبق كبير ورفيع على نار هادئة، هذه السمات التي لونها أحمر مائل إلى لون البرتقالي رائحتها زكي جداً ونفاذ وطعمها جداً لذيذ، نقوم بحفظها في أواني يجب أن تغلق بإستحكام لأنها مادة ثمينة جداً ويجب المحافظة عليها. تستخرج السمات ذات اللون الأحمر بشكل دقيق من زهرة وعلى يد شخص لديه خبرة بزعفران وإزالته من زهرة وتجميعها، الزعفران من النباتات المكلفة زراعياً فسعر الزعفران غالي جداً، ومن البلدان التي يتم زراعة الزعفران فيها إيران خصوصاً نوعية الزعفران الممتازة، وحتى نتمكن على ربع كيلو من الزعفران نحتاج إلة زراعة ثلاثمائة وخمسون ألف زهرة حتى يقوم المزارع بجمعها وعلاجها وتجفيفها، والزعفران بعد تجفيف يكون وزنه أقل من وزنه عند جمعه. عندما يتم زراعة البصلة فإنها تقوم بإنتاج ثمانية أوراق، فكل زهرة تنمو يكون فيها ثلاثة سبلات تحتوي أيضا على بتلات عددها ثلاثة، يكون لونها في البداية زهري يوجد فيها شعيرات لونها أصفر وسمات عددها أيضاً لونها أحمر، يكون السمات أطول من الشعيرات، فرائحة السمات القوية يجعل من زهرة الزعفران زهرة مثالية، يصنع من زعفران العديد من الأطعفة فيتم تلوين الأرز والجبنة والزبدة فيها ، كما يستخدم الزعفران أيضافي المشروبات الروحية الكحولية وغيرها، وأيضاً يتم تلوين المثلجات بها كالبوظة. كيف يتم زرع الزعفران ؟ يجب أن يتم إختيار جزء من أرض يوجد فيهاأشعة الشمس ساطعة وبإستمرار، وقبل الزراعة يجب أن نضيف على التربة بعض من الأسمدة ويفضل أن تكون عضوية، فتزرع الأبصال متقاربة من بعضها البعض وأن تكون المسافة بين البصلة والأخرة أحدى عشر سم، فإحتياج البيت يكون عشرون إلى خمسة وعشرون بصلة، والعمق الذي تحتاجهالبصلة في تربة عشرة سم ، يتم تكاثر بصيلات الزعفران سنة خلف سنة وتزهر بأزهار مستجدة. إذا كان هناك بعض المشاكل مثل وجود الفئران الحقل أو الخلد يجب محاولة زراعة الأبصال في أواني خارجية وليس في تربة الحديقة. الوقت الذي يزرع فيه الزعفران في آخر فصل الصيف، وزهرة الزعفران تنبت في أوائل فصل الخريف ومدة إستدامتها ثلاثة أسابيع ونصف، أما أوراق الزهرة تخرج من زهرة بعد فترة قصيرة وتدوم لمدة ثمانية أسابيع، وبعد هذه الفترات تقوم الزهرة وأوراقها بالإختفاء ولكن البصلة تبقى بالأرض، إلى أن يتم نموها في أول الخريف التالي ولكن يجب معرفة أين توجد البصلة حتى لايتم إزالتها لزراعة شيء آخر. يفضل حصاد سمات الزعفران في وقت الصباح، شريطة أن تكون الشمس ساطعة والأزهار متفتحة، وإزالة السمات بدقة متناهية ووضعها في مكان جاف تماماً، ومن بعد ذلك يمكن إستخدام الزعفران في الطبخ لإعطاء نكهة لذيذة وفريدة على الطعام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!