العملات المشفّرة ملاذ استثماري مغرٍ… هل يلجأ اللبنانيون إليها؟ بقلم ميرنا سرور

صدى وادي التيم – إقتصاد /

دفعت الأزمة متعددة الوجوه التي يشهدها لبنان حاليًا بالعديد من المقيمين فيه الى البحث عن وسائل مبتكرة لاستقدام الدولار “الفريش” بعد أن تهاوت قيمة مداخيلهم مع الانهيار المستمر لليرة. وفيما يبحث البعض عن القيام بأعمال حرّة “freelance” لمشاريع مقرّها خارج لبنان، لجأ آخرون الى عالم العملات الرقمية، الذي استهوى الكثيرين نظرًا للأرباح الجيّدة التي يحققها، وبـ”الفريش دولار”.

وعلى الرغم من أن المخاطر المترافقة مع الاستثمار في عالم العملات الرقمية كبيرة، الا أن عدد المستثمرين فيها آخذ بالارتفاع، في لبنان وخارجه، على قاعدة “مخاطر كبيرة، عائدات كثيرة” (high risk high return)، أي أنه كلما ارتفعت نسبة المخاطر المترافقة مع الاستثمار، ارتفعت معها نسبة الأرباح المتوقعة.

هناك الآلاف من العملات الرقمية التي يمكن الاستثمار فيها، وحسب مجلة “فوربس”، أتى تصنيف الأبرز منها للعام 2022 كالتالي: بيتكوين، إيثريوم، بينانس، تيثر، سولانا، كاردانو، يو أس دي كوين، أكس آر بي، تيرا، بولكا دوت.

وتتصدر “بيتكوين”، وهي العملة الرقمية الأكثر تداولاً، قائمة العملات المشفرة لعام 2022 من حيث توقعات الأرباح التي ستحققها، إذ رأى بنك “غولدمان ساكس” الأميركي أن هذه العملة ستشهد ارتفاعا قويا خلال السنوات المقبلة.

وعلى الرغم من انخفاضها إلى حوالي 43 ألف دولار بعد أن قفزت إلى مستوى قياسي يقارب الـ69 ألف دولار في تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس المشارك لقسم صرف العملات الأجنبية العالمية وأسعار الصرف واستراتيجية الأسواق الناشئة في بنك غولدمان ساكس زاك باندل: “نعتقد أن حصة بيتكوين في السوق سترتفع على الأرجح بمرور الوقت كنتيجة ثانوية للتبني الأوسع للأصول الرقمية”.

وفي لبنان، يشير نادر الديراني، وهو إستشاري عملات رقمية ومؤسس “Buy Bitcoin Leb”، في حديث لـ”لبنان الكبير”، الى “وجود إقبال واسع النطاق من قبل اللبنانيين للاستثمار في العملات الرقمية، حيث باتوا يبحثون عن عملة تحافظ على قيمتها تزامنًا مع انهيار عملتهم أمام الدولار، ويرى أن العملات الرقمية تتمتع بميزة تفاضلية مقارنة بالدولار لأن قيمتها ليست ثابتة فقط، إنما في ارتفاع مضطرد مع مرور الوقت”.

غير أن للأزمة تأثير سلبي في حركة الاستثمار بالعملات المشفرة من جهة أخرى، إذ يشير ديراني الى أن العديد من المستثمرين الفعليين “organic” توقفوا عن الاستثمار نظرًا لانهيار قيمة مداخليهم.

ويلفت ديراني الى أن حجم الاستثمار بالعملات المشفرة يبلغ تريليوني دولار عالميًا، وفي لبنان هناك الآلاف من “الماينرز”، اي العاملين في مجال تعدين العملات المشفرة.

ويؤكد ديراني أن أزمتي الكهرباء والإنترنت في لبنان تعيق حركة الاستثمار في مجال الـ”ماينينغ” (التعدين)، لأن الأجهزة المستخدمة في هذا المجال تحتاج الى توافر التيار الكهربائي والاتصال بشبكة الانترنت من دون انقطاع كما أنها تحتاج الى التبريد طوال فترة عملها، وأن أي انقطاع لهاتين الخدمتين يؤثر بنسبة كبيرة في العملية وفي الأرباح المحققة منها.

وعمّا اذا كان ينصح بالاستثمار في العملات المشفرة يقول ديراني: “الخطأ الأكبر الذي قد يرتكبه شخص ما هو أن ينصح أو لا ينصح أحد بالاستثمار في هذا المجال، غير أنني أرى أن الاستثمار خيار جيد لمن يمتلك مالاً إضافيًا، على أن يبدأ الاستثمار برأسمال محدود يكتسب المستثمر من خلاله خبرةً في هذا المجال، ثم يتوسع باستثماره”.

لا يخلو هذا الاستثمار من المخاطر، لكن الخيارات المتاحة أمام اللبنانيين لكسب المداخيل “الفريش” محدودة جدًا، وتعدين العملات الرقمية أبرزها إذا اسثنينا خيار الهجرة، فهل تقدمون على المخاطرة والتفكير باستثمار بعض مدخراتكم في البيتكوين أو غيرها؟

   ميرنا سرور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!