قطر تخفف قيود السياحة لتعزيز ازدهار ما بعد كأس العالم

صدى وادي التيم-متفرقات/

تخطط قطر لتخفيف القيود المفروضة على قطاع الضيافة، بهدف الاستفادة من ازدهار السياحة الذي شهدته الدولة منذ استضافتها لفعاليات كأس العالم لكرة القدم في 2022.

قال سعد بن علي الخرجي، رئيس هيئة قطر للسياحة، في مقابلة أجراها في دبي الأسبوع الماضي: “سنحاول تحرير قطاع الضيافة والتخلص من أي عقبات، فنحن لدينا قيود كثيرة على الفنادق فيما يتعلق بساعات العمل والتراخيص”.

تحدى قطاع السياحة في الدولة الخليجية توقعات التهاوي الحاد بعد انتهاء البطولة التي تقام كل 4 سنوات، والتي أنفقت عليها أكثر من 300 مليار دولار، مستقبِلاً 4 ملايين زائر في 2023، بزيادة 39% عن عام كأس العالم.

وأفاد الخرجي أن هذا العام بدأ أيضاً بشكل قوي، حيث شهدت الدوحة وصول رقم قياسي بلغ 700 ألف زائر في يناير، أثناء استضافتها بطولة كأس آسيا لكرة القدم. وبلغت نسبة الإشغال في المدينة، التي تضم 39 ألف غرفة فندقية، 75% في الربع الأول، بحسب هيئة السياحة.

وأضاف أن حوالي 44% من السياح جاؤوا من دول الخليج المجاورة، فيما ارتفع عدد الوافدين من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا أيضاً

بعيداً عن الرياضة

تتمتع قطر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 2.5 مليون نسمة، بنفوذ كبير في الساحة الرياضية العالمية. بالإضافة إلى استضافتها لأول بطولة كأس العالم تُعقد في الشرق الأوسط، تمتلك حصة أغلبية في نادي “باريس سان جيرمان”، أحد أبرز أندية كرة القدم في فرنسا. كما أنها تحتل مكانة دائمة في جدول سباقات “الفورمولا 1” بموجب اتفاقية مدتها 10 أعوام بدأت في 2023. وستستضيف الدوحة كأس العرب لكرة القدم العام المقبل، وكأس العالم لكرة السلة فيبا في 2027.

رغم أن الأحداث الرياضية ساعدت في جذب آلاف المشجعين، فقد أكد الخرجي أن قطر تستهدف الآن استقطاب العائلات والسياح القادمين بغرض العلاج والمسافرين من رجال الأعمال من خلال عقد مجموعة من المؤتمرات والمعارض. فعلى سبيل المثال، سيجلب منتدى قطر الاقتصادي، الذي تدعمه “بلومبرغ”، قادة من السياسة والمال إلى المدينة هذا الأسبوع.

كذلك، ستستضيف قطر معرض جنيف الدولي للسيارات في الدوحة كل عامين خلال العقد القادم. وكانت نسخة 2023 هي المرة الأولى التي يُقام فيها هذا الحدث رفيع المستوى خارج سويسرا.

وأوضح الخرجي أن قمة الويب، التي جلبت 17 ألف شخص إلى المدينة في فبراير، ستُعقد في قطر على مدى الأربع سنوات المقبلة.

وتطرح الدولة الغنية بالغاز أيضاً جدولاً مزدحماً بشكل متزايد بفعاليات الفن والتصميم والأزياء كجزء من مساعيها للوصول إلى هدفها المتمثل في استقطاب 6 ملايين زائر دولي سنوياً بحلول 2030، أي نحو ثلاثة أضعاف العدد في 2019.

وجهة واحدة

تريد قطر أيضاً أن يسهم قطاع السياحة بنسبة 12% في ناتجها المحلي الإجمالي بحلول 2030. ويمتلك أقرانها الإقليميون أيضاً أهدافاً مماثلة، إذ تستهدف دولة الإمارات، التي تعد دبي مركزها السياحي في الشرق الأوسط، إلى تعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 122 مليار دولار بحلول 2031، فيما تستثمر السعودية تريليون دولار للترويج لنفسها كوجهة سياحية.

رداً على سؤال متعلق بالمنافسة المتزايدة بين دول الخليج لاستقطاب السياح، قال الخرجي إن “كأس العالم أثر على المنطقة بأكملها ونرى مجلس التعاون الخليجي كوجهة واحدة”.

أعلنت قطر مؤخراً عن شراكة مع السعودية لإطلاق حملة “اكتشف المزيد” (Double the Discovery) التي تتيح للزوار استكشاف كلا البلدين في رحلة واحدة. وهناك تأشيرة جديدة على طراز شنغن في مراحلها النهائية من الموافقة الآن، حيث ستمنح هذه التأشيرة السياح إمكانية الوصول إلى كافة دول مجلس التعاون الخليجي الست.

وذكر رئيس هيئة قطر للسياحة أن “كل دولة في مجلس التعاون الخليجي تعمل على تنمية السياحة، وسنكمل بعضنا بعضاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى