الفنان الموسيقي محي الدين الغالي:آلة القانون أصعب الآلات الموسيقية الوترية عزفاً وكان عندي تحدياً وإلهاماً للتمسَّك بها
الفنان محي الدين الغالي، ساحر القانون بأنامله وإحساسه الرفيع، يطوع أوتاره ليرسل أنغاماُ ندية وشجية، تربع على عرش هذه الآلة التي تعتبر من أصعب الآلات عزفاً منذ صغره، هاوياً وصولاً إلى الإحتراف، وبات إسماً لامعاً رائداً، من رواد هذا الفن والموسيقى طامحاً صانعاً للفرح قائداً ومشاركاً في كبرى الفرق الموسيقية في لبنان والعالمين العربي والغربي، مواكباً بإحياء حفلات ومهرجانات وأمسيات غنائية لكبار عمالقة الطرب.
الشكر العميق للاصدقاء عبود عبد العال
وأشقاؤه حيث كانت البدايات معهم
بتمرسه وثقته بموهبته وخبرته التي أمتدت لنصف قرن من الزمن، بات يعزف معظم الألحان والتقاسيم الموسيقية دون أن يضع النوتة الموسيقية أمامه، حتى لقب بساحر القانون بجدارة.
– موقع مجلة كواليس، كان له لقاء حواري معه…
*لنتحدث عن بدايتكم بهذه الموهبة، العزف على آلة القانون وسبب إختيارك لها دون سواها من الآلات الموسيقية وبالتالي ماذا تعني لك؟
– آلة القانون من أصعب الآلات الموسيقية عزفاً منذ طفولتي أثناء متابعتي لبعض الحفلات على شاشة التلفزيون، تأثرت ببعض عازفي القانون في لبنان، أمثال: أحمد منيمنة، محمد السبسبي وسمير سبليني. كذلك عازف الكمان الشهير عبود عبد العال، إلى أن صنعت آلة مصغرة على طريقتي الخاصة لتقليد العازفين المشار إليهم، إلى أن شجعني خالي الموسيقي محمد علي الغالي الذي كان يعمل في الإذاعة اللبنانية بدخول المعهد الموسيقي مقترحا” عليّ اختيار آلة غير القانون لأنها من أصعب الآلات عزفاً، لكنني لم أتجاوب معه بحيث لمست بداخلي إلهام وموهبة وحنين لهذه الآلة دون غيرها.
ودخلت إلى المعهد وتعلمت على يد الأستاذين محمد السبسبي وفؤاد البزري وأصابتني الدهشة بحيث لأول مرة أشاهد القانون الأصلي المعتمد ومن خلال التمرين الأول لفتُ نظرهما وامكانياتي في العزف درست هناك مدة خمس سنوات، وكنت أحصل على منح مكافآت مالية لتفوقي في الدراسة وحصل أن تألفت في المعهد الموسيقي فرقة فنية موسيقية لجورج ضاهر إستعراض، دبكة، غناء وموسيقى من طلاب المعهد، وأنتسبت إليها كعازف قانون، إلى أن توسعت هذه الفرقة بنشاطاتها خارج المعهد بإحياء حفلات ومهرجانات وفي إحدى المناسبات صودف حضور الأخوة الموسيقيين عبود ومنير وفؤاد ونبيل عبد العال، مما لفت نظرهم طريقة ادائي وعزفي، فطلبا مني أن أكون ضمن فرقتهم الموسيقية، نزلت عند رغبتهم وكان لي شرف التعاون معهم.
وبالمناسبة، ما أود الإشارة إليه: لم يمض على دراستي في المعهد الموسيقي مدة ثلاثة أشهر تسنى لي المشاركة ببرنامج “الفن هوايتي” لرشاد البيبي بتلفزيون لبنان بمقطوعة موسيقية، وكان لإطلالتي تلك الصدى الكبير لدى أساتذتي والمشاهدين.
وللتعريف عن آلة القانون، هي من الآلات الوترية، تتألف من 78 وتر و78 مفتاح و4 رقمات خاص الصوت و185 عربة تشكل أساس عمل القانون ونشأته من الصين منذ ما قبل الميلاد بـ 1000 عام وكان بقياسات صغيرة، أنتقل بعدها إلى الأتراك ثم مصر حيث أشتهر به العازف محمد عبدو صالح بفرقة أم كلثوم وأحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية الشهيرة، وأجرى تعديلاً عليه بالحجم الذي نراه اليوم.
وما يميز عزف القانون دقته دون أن يخرج عن النوتة أو يعزف نشازاً فينكشف فوراً، لأنه آلة وحيدة ضمن الفرقة، بعكس باقي الآلات المتعددة إذا ما حصل خطأ بأحدها يضيع بينها
وبعد إنخراطي بفرقة عبود عبد العال الموسيقية، بدأت مسيرتي ومن القمة بمشاركات لحفلات ومهرجانات وأمسيات بدءاً من المطربة طروب، هيام يونس، شريفة فاضل،وغيرهم وصولاُ إلى عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي والغربي ، حتى أن الفنانين المصريين الذين كانوا يحيىون حفلات في الربوع اللبنانية البعض يأتي بفرقته الخاصة والآخر يستعينون بنا، ولشدة تعلقي بهذه الآلة والخبرة التي أكتسبتها بت أعزف معظم الألحان دون وضع ورقة النوتة أمامي، خاصة الأغاني المعروفة.
*هل راودتكم فكرة التلحين أوالتأليف الموسيقي؟
– ليس من شرط على الموسيقى أن يعتمد التلحين، وهناك كُثر من الموسيقيين وقادة الفرق الموسيقية لم يعتمدوا التلحين أبداً.
وشخصياً ليس لديّ ميول لموهبة التلحين محصورة موهبتي بالعزف،على القانون بالمقابل ليس من مانع أن يكون عندي مقطوعات موسيقية تحمل إسمي سأسعى إليها قريباً. كما سأنشيء معهد موسيقي لتعليم العزف على الآلات الموسيقية خاصة القانون، وهذا مطلب الكثيرين من أصحاب الإختصاص والمحبين.
*مشاركته ببرنامج مساء النور عبر تلفزيون لبنانالتكنولوجيا الفنية ومنها الأورغ الذي يحتوي عدة آلات موسيقية ويقوم بدور الفرقة كاملة، كم أخذ من طريق الفرق الموسيقية بتعدد آلاتها؟
-إبتكارالاورغ. واعتماده للحلول مكان الفرقة إختصاراً للتوفير بدل مترتبات مالية لجميع أعضاء الفرقة وفي أماكن وحفلات محدودة وأن كان يعطي النغمة المرجوة، إنما لا يحل مكان الفرقة الكبيرة بعدد. عازفيها المعتمدة لدى معظم الفنانين الذين يصّرون على مواكبتهم لفرقة كاملة مؤلفة من عشرات الموسيقيين إحتراماً للحفل والفنان ولإعطاء زخم معنوي للمناسبة وإحتراماً للحضور الكبير الذي سيستمتع بوجود عدة آلات موسيقية مرافقة.
*اليوم أين هو الموسيقي محي الدين الغالي؟
– في ظل الأوضاع السائدة على كافة المستويات وإنعدام أي نشاط فني كبير في البلد، وتدني المستوى كما. نشاهد. ونسمع من اغنيات سوقية مشوهة لا تمت الى الفن.بصلة لذا اخذت إستراحة المحارب ريثما تنجلي الأمور وإنحسار الموجة السائدة من الفن الهابط، إنما لا بد من إحياء بعض المناسبات الخاصة.
ولا ننسى عامل الزمن والسرعة والتقدم التكنولوجي الذي نواكبه شئنا أم أبينا، إنما ذلك لا يمكن أن نستبدله بالأصالة الفنية التي لها جذور عبر عشرات السنين لعمالقة الفن والطرب والموسيقى في العالم العربي أجمع، وما نلاحظه أي حفل لفنان يؤدي أغاني شعبية لا بد ينهي وصلته الغنائية بأغاني طربية تلاقي الإستحسان لدى السميّعة من الحضور.
*لنتحدث معكم حول دور نقابة الفنانين الموسيقيين المحترفين؟
– أنا منتسب للنقابة منذ زمن وهي تلعب دوراً بارزاً بتحقيق مطالب الموسيقيين وحفظ حقوقهم مع ضمان الشيخوخة وإنتقاء المواهب الجادة في كل إختصاص بفضل رئيسها الفنان النقيب فريد أيو سعيد.
مع الشكر لكم على هذا اللقاء
حوار: رئيس تحرير مجلة كواليس فؤاد رمضان