خكاية بلال رفعت شرارة الجنوبيّ المَجبول بتراب جبل عامل

صدى وادي التيم – ثقافة:

حكاية بلال رفعت شرارة هي حكاية الجنوبيّ المَجبول بتراب جبل عامل حد التماهي، المُغرم بتطريز الحَرف وتلوين الليّل وإحراق الظلم وإشعال الحُب.

حكاية عاشق لوحشة الليل متربصاً بالعدو هناك على شلعبون، او في الحجير او في بيروت، اليقظ دائماً والنبيه دوماً وهو يعبر على زيح الوقت إلى القطاف، قطاف جنى العمر، من م ق ا و م ة وثقافة وثورة وغضب وحُب.

حكاية بلال رفعت شرارة هي حكاية القلم ومنشورات آخر الليل وبيانات تسابق الفجر، وخطابات تحرّك الصخر. هي حكاية الكلاشنكوف المُلقّم بالأحرف وبيوت الشّعر، هي حكاية العاتول والميبر والخيط والمنشر والبندك، والفجر والشمس والندى والإنتظار…

وهي حكاية عطش، ومواعيد دائمة مع العذاب، بعيداً عن وادي بنت جبيل، وعن رائحة فلسطين، حكاية رؤى تنسل من حضن الليل، تسير على رؤوس أصابع وجرح الضوء لتقتفي اثر ما تناثر من أحلامها. هي حكاية أكف كأنها صفحات كتبت عليها الريح ما تشاء من تشابك الأزمان بالجمر والماء والحبر والوجع. وهي حكاية أصابع امتشقت القلم بحنان كبير لتوقظ أوراقاً وتَحفر عميقاً في ذاكرتنا لتَزرع شجرة موّال وتُورق قصيدة عتابا وتطرح فواكه ملوّنة من نصوص ونثر وشعر. هي حكاية شفاه تعتصر ظلماً، عندما تلفظ كلمة فلسطين والكلام فيها أكثر مرارة من شتلة التبغ، لكنه أرَق من نسيم الشمال. بلال رفعت شرارة، الرجل الأنموذجي الذي لا يتأخر في الشوق ولا يتأخر في الشروق،

من أيار ٢٠٠٠ لم يسهو عن سوق بنت جبيل خميساً، وهو الذي يغسل وجه الصبح بما تخطّ يده نقاط على أول الشعر، ويفتح نافذته للذكريات المتعبة التي ترتاح في صفحات غلّته سوالف عند المغيب. استاذ بلال فارقنا منذ سنة بالتمام والكمال، حمل تَعبه ووَجعه على كتفه وحلّق من بنت جبيل بإتجاه القدس، ترك لنا وصايا كثيرة، بعضها ورثها عن والده الحاج رفعت وكان لها خير أمين، وبعضها كتبها بيده وسنقرأها قريباً والبعض الآخر سنجمعها من أحرف بعثرها لنا في زوايا الجنوب او على ابراج التين، علّنا نوفيه بعضاً من حقه علينا، لأن بلال ووالده الحاج رفعت لهُم علينا الكثير الكثير … رحمك الله استاذ بلال واسكنك الفسيح من جنانه.

محمد جهجاه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى