“التيار الوطني الحرّ”- “حزب الله”: غداً يوم آخر

 كلير شكر – الجمهورية

كتبت كلير شكر في صحيفة “الجمهورية”: كان من الممكن أن تمرّ “حفلة الجنون” الانتخابي، بلا ندوب تُذكر تطبع منظومة العلاقات السياسية كونها نسجت تحالفات هجينة اختلط فيها حابل المصالح الفئوية بنابل الحواصل الانتخابية وكسورها، خصوصاً وأنّ معظم القوى السياسية أتاح لغايته أن يبرّر وسائله “غير المنطقية”…

كان من الممكن أن ينتهيَ يومُ السادس من أيار على طريقة أنّ ما بعده يوماً جديداً لا يشبه سلفه بشيء، فتستقيم الأمور ويستعيد الخطاب السياسي توازنه ومنطقه. ولكن يبدو أنّ الفوضى الانتخابية، بأخطائها وخطاياها، ستحتاج الى الكثير من الاختبارات المستقبلية قبل أن تُغفر وتعيد تنقيح صفحة التحالفات السياسية.

لا حاجة للتذكير أنّ ما يجمع “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” على المستوى الاستراتيجي، لا يخرّبه الطلاق الانتخابي، ولو أنه في بعض المطارح أكثر من طلاق وقد بلغ حدّ الخصومة والتنافس على المقاعد. كما لا حاجة للإشارة الى أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله حلّ حلفاءَه من أيّ “ارتكابات” قد يرتكبونها بحق بعضهم البعض فيما لو قفزوا من ضفّة التحالف إلى ضفّة الخصومة الانتخابية وفقاً لما تقتضيه مصالحُهم التكتية.

ولكن من الضروري التمييز بين الهفوات التي ارتُكبت عن غير قصد، وبين الخطوات التي حفرت في العمق وسيكون من الصعب تجاوزها أو القفز فوقها.

وهنا يجوز استحضار اشكاليتيّ كسروان- جبيل وبعلبك- الهرمل ومدى تأثيرهما على العلاقة الثنائية بين حليفَي تفاهم السادس من شباط 2006.

وفق مطّلعين على موقف “حزب الله”، فإنّ ما أقدم عليه “التيار الوطني الحر” في جبيل “موجع” بحق الحزب، خصوصاً وأنّ المسألة لم تقف عند عتبة الخلاف على التسميات والامتناع عن ضمّ حسين زعيتر الى اللائحة البرتقالية، وإنما عمد “التيار العوني” إلى ضمّ مرشح شيعي الى لائحته هو ربيع عواد، في خطوة بدت استفزازيةً بالنسبة للجمهور الأصفر لا يُراد منها فقط تحصين اللائحة العونية وإنما إيقاع ترشيح زعيتر في المحظور.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى