بعد يومين من إجراء جراحة لشاب جامعي انبعثت رائحة غريبة من جرحه… البكتيريا الخارقة تجتاح الشرق الأوسط
بعد يومين من إجراء جراحة لشاب جامعي انبعثت رائحة غريبة من جرحه… البكتيريا الخارقة تجتاح الشرق الأوسط
بدأت الحكاية بجرح عادي بطلقة نارية عادية في مناطق الحروب. لكن رائحة غريبة نبهت الأطباء إلى ما يمكن وصفه بالأسوأ في خبراتهم.
فبعد يومين من إجراء جراحة لشاب يمني على أيدي أطباء منظمة “أطباء بلا حدود”، انبعثت رائحة غريبة من جرحه… واكتشف الأطباء أن الرصاصة التي أصابت ساق الطالب الجامعي، 22 عاماً، في أحداث العنف الدائرة في اليمن، فتَّتت عظامه وأحدثت ثقباً في نسيجه الرخو. وبدأت تلك الرائحة كريهة تنبعث من الجرح ما يشير إلى حدوث التهاب خطير، ربما يكون قاتلا.
هنا أدرك الأطباء أنَّ المضادات الحيوية العادية لم تعد تأتي بمفعول، فأرسلوا عينات من اختبار مزرعة دم إلى معمل الأحياء المجهرية الجديد التابع لهم في المنطقة لتحليلها. وكشف الاختبار عن وجود بكتيريا من نوع راكدة بومانية، المقاومة لأغلب أنواع المضادات الحيوية العادية، كما نقلت صحيفة The New York Times الأميركية.
لا يعرف الأطباء من أين جاءت هذه البكتيريا
نجوان منصور كبير الأطباء في برنامج إدارة المضادات الحيوية التابع لمنظمة أطباء بلا حدود قال للصحيفة إنَّ كيفية إصابة هذا الطالب بهذه البكتيريا المقاومة للدواء مجهولةٌ حتى الآن، لكنَّ هذه البكتيريا منتشرة جداً في اليمن ومن المحتمل أن تكون قد أصابته من الرصاصة نفسها أو من الرمال التي وقع عليها حين أصيب.
وبحسب آنا ليتيسيا نيري المنسقة الطبية لفرع منظمة أطباء بلا حدود في اليمن فإن أكثر من 60% من المرضى المحتجزين بمستشفيات المنظمة الطبية الدولية في مدينة عدن تحمل أجسادهم بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
واليمن ليس وحده الذي يواجه مشكلة البكتيريا المقاومة لأن منطقة الشرق الأوسط تشهد منذ عقود صراعات مسلحة. وقد تم اكتشاف مشكلات مماثلة في مناطق أخرى من الشرق الأوسط من بينها العراق وسوريا، بل وفي الدول التي تستقبل الهاربين من جحيم الحروب مثل الأردن. وتقول آنا: “يشهد الشرق الأوسط انتشاراً مرعباً جداً للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية”.
ويزيد من حدة المشكلة أن منطقة الشرق الأوسط تعاني مما يمكن تسميته بهوس استخدام المضادات الحيوية. حيث كشفت دراسةٌ تم اجراؤها في عام 2014 عن انتشار استخدام المضادات الحيوية بدون وصف الطبيب بنسبة 48% في السعودية، و78% في اليمن. وكانت سوريا من كبار منتجي المضادات الحيوية سواء للاستخدام المحلي أو للتصدير.
(عربي بوست)