اختيار رواية اللبنانية لين نجم للترشح لإحدى أهم الجوائز العربية

صدى وادي التيم – فن وثقافة /

هي الروائية الصغيرة، التي لم تكن تعلم أنّها ستنافس من يفوقها عمرًا وتجربة، في تجربتها الأولى.

لين نجم ابنة الـ 19 عاماً، وصلت إلى نهائيات “جائزة الرافدين للكتاب الأول”، حيث اختيرت روايتها “فات الميعاد” من بين ثمانين رواية من مختلف البلدان العربية، وبعدها تألقت حيث اختارتها اللجنة من بين أربعة أسماء ضمن القوائم القصيرة في كلّ حقل.

تضمّنت القائمة في الرواية كلّاً من “جدائل الذهب” لأحمد حجازي (من لبنان، له رواية ومجموعة قصصية)، و”فات الميعاد” للين نجم، و”جنون الذاكرة” لعثمان بن الطيّب (من المغرب، مواليد 1979، يدرّس اللغة العربية وله مخطوطات قيد الطبع)، و”صباح الخير يا يافا” لأحمد فضيض (من مصر، مواليد 1986، يكتب القصة والرواية والشعر).

يذكر أنّ الهدف الرئيسي من الجائزة التي تنظمها وتموّلها دار الرافدين، هو مساعدة الكتّاب الشباب ممن لم يسبق لهم نشر كتاباً ورقياً، واعطاءهم فرصة نشر أعمالهم الإبداعية ككتّاب محترفين.

وفي حديث لموقع بنت جبيل، تشير نجم إلى أنّها كتبت الرواية بعمر الـ 17، إلا أنّها قد ادخلت عليها بعد التعديلات لاحقاً.

وتؤكد أنّها لم تكن تتوقع منافسة من يفوقها سنا، لافتة إلى أنّ سيّرهم الذاتية غنيّة بينما هي لا تزال في خطواتها الأولى.

والجدير بالذكر أنّه حتى القيمين على الجائزة أشادوا بعملها، فكيف لفتاة بعمر صغير بدأت للتو حياتها الجامعية أنّ تكتب رواية بهذا العمق.

وعن موضوع الرواية، تقول لين أنّ هناك أشخاصًا اعتبروا أنّها تحكي عن الحرب اللبنانية، ولكنها بالأساس هي صراع بين الأزمان في قلب بيروت وفي الوطن العربي. صراع بين زمن الحرب الأهلية والحرب الحاليّة. والأهم، صراع الزمن الّذي نعيشه في حياتنا الشخصية، مثلما حدث تمامًا مع بطليّ الرواية أحمد ومريم، الكاتب التلفزيوني الأربعيني والكاتبة العشرينيّة.

ولكن ما كان له ثقله في الرواية هو البعد الفني والموسيقي الذي تحتويه، حيث أنّ عنوانها يدل عليها، ومن منّا لا يعرف أغنية “أم كلثوم”. وهذا يظهر أنّ عمر لين مجرد رقم، وأنّها تجاوزت بثقافتها جيلها وربما أكثر، وهذا ما يظهر واضحاً كعين الشمس عند قراءة الرواية، التي تنقلنا بين أجيال ومدن وشخصيات، وتجعلنا نعيش كل مشهد وكأنّنا داخله، بانسياب ودون تعقيد.

“فات الميعاد”، كناية عن أوطان غابَ فيها التوقيت المثالي للعيش. الشخصيات تحبّ وتغامر وتخسر أحيانًا في وقتٍ مدكوك بين الحواجز والعصبيات والانتماءات المتصارعة. إنّها رواية تلجأ إلى الفنون والحب والموت حتّى، الّتي وحدها لم يفت الميعاد عليها في بلادنا الّتي علمتنا كيف تصير الحياة.. مجرّد مشهد مستقطع من مذبحة هائلة.

والشابة التي بدأت بدراسة السينما والتلفزيون في الجامعة اللبنانية، تطمح أن تحول روايتها إلى فيلم سينمائي لم يسبق أن تم صنع ما يماثله على صعيد السينما اللبنانية.

وما كان لافتاً، هو تبني الدار لنشر “فات الميعاد”، مع أنّ روايتها لم تفوز بالمركز الأول بل فازت رواية “صباح الخير يا يافا”.

بعضهم من ينتظر العمر ليبدأ خطوة معينة،  ولكن قلة من يستغلون كل لحظة في عمرهم لبدايات قيمة.

هذه الشابة الصغيرة نموذج عن جيل حوّل نكبات الماضي والحاضر إلى عمل أدبي سيحكي عن نفسه في الأيام المقبلة، سجلت ما عانيناه ونعانيه يومياً في هذه البلاد وحولته حكاية كي لا ننسى يومًا وكي لا يفوت “الميعاد”. اليوم يمكننا القول “هيدا اللي طلع من هالجيل”.

زينب بزي – بنت جبيل.أورغ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!