ينفي أهالي عين الرمانة تهديد أصحاب عمل «شيعة» وطردهم من المنطقة- «أبو علي» و«حسين» لا يزالان هنا!

صدى وادي التيم- لبنانيات/

عين الرمّانة صباح الاثنين. مظاهر حياةٍ «طبيعية» تطفو فوق جُرح الخميس الماضي. بائع التفّاح أمام بسطته، «أبو علي» مُنهمكٌ في تصليح سيارة داخل كاراجه، المُقاتل – الضحية – في الحرب الأهلية ينتظر داخل متجره للألبسة عودة التيّار الكهربائي، «رجال الحيّ» مُتجمّعون أمام مكتب مُختار المحلّة، صاحبة متجر التُحف تُداعب هرّة على الرصيف، سكّان يتوافدون لتعبئة غالونات من محال لبيع المياه… نشاطاتهم اليومية، التي كانت عادية قبل أسبوع، طرأ عليها عُنصرٌ جديد: أحداث الخميس. مرور الأيام لم يُبرّد النقاش في هذا الموضوع، ويوجد جوّ عام بأنّ الدم الذي سال سيُصعّب طي الصفحة قريباً.

«يوم الخميس أوصلنا رسالة بأنّنا لسنا لقمة سائغة للأكل، فهي لم تكن المرّة الأولى التي نتعرّض فيها لاستفزاز الإخوان»، يقول بائع الخضار. يروي، هو وآخرون، عن «اعتداءات عدّة جرت سابقاً من شباب يدخلون إلى المنطقة على الدراجات النارية». تراكماتٌ وخلل في العلاقة بين «الجارَين» لم تُعالَج سابقاً، أوصلت إلى «تبرير» أغلبية السكان لما جرى الخميس، لا بل «الترحيب به» من منطلق «إظهار القوة وترسيم الحدود». وفي الوقت نفسه، التمسّك برواية أنّه «لا إطلاق نار من عين الرمّانة». يتسلحون بعدم تداول «فيديوهات أو صور من عنّا، كلّها عن مسلحين من عندن. نعم، نزل شبابنا إلى الشارع، ولكن لحماية البيوت والدفاع عنها». الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق «بدأ إطلاق النار، لم يكن هناك سلاح واحد ظاهر في عين الرمانة. وكلّ المناوشات انحصرت في شارع طوله 30 متراً يتفرّع من جادة سامي الصلح، جنب مدرسة الفرير». يُصرّ الأغلبية خلال الكلام معهم على تظهير التعايش مع «الآخر الشيعي». هذا «أبو علي»، مثلاً، يعمل في كاراجه منذ سبع سنوات، ولم يتعرّض له أحد. وذاك حسين يومياً «نُمضي وقتنا معاً». وهناك الجيران الذين غادروا يوم الخميس خوفاً من الرصاص «رأيتهم اليوم في منزلهم». ولكن، «يوجد شاب يعمل في محل لدينا، ظهر وجهه في الفيديوهات يُطلق النار علينا، أوصلنا له رسالة بمنعه من دخول عين الرمانة». يقولون إنّه «لا مُشكلة بين شعبَي المنطقتين، المشكلة بوجود ح ز ب مُسلّح يُريد أن يسيطر علينا. نحن لا نُريد الحرب». ماذا عن التجييش والغليان الذي يُعبّر عنه في التصاريح وعلى وسائل التواصل الاجتماعي؟ يردّ أحدهم بوجود فرق «بين من يلحق بالأحزاب وبين من همّه فقط الاسترزاق والاهتمام بعمله»، نافين ما يتردد عن تهديد أصحاب عمل ومطالبتهم بإخلاء محالهم والمغادرة.
من خارج الجوّ الشعبي الغالب لمصلحة القوات اللبنانية، والمؤيّد لموقفها من جريمة الخميس، يبرز رأي رجل ستّيني «بحبّ شخص واحد لأنو قوي هوي جبران باسيل. بس ما بلحق زعيم، وما بموت كرمال حدا. أنا قاتلت وانخطفت وانصبت بالحرب الأهلية، وبعرف انو كل شي صار بصبّ لمصلحة بلاد كبيرة، لمصلحة أميركا يللي بدّها تخلص من ح ز ب ا ل ل ه». يروي عن استفزاز انطلق من داخل عين الرمانة تجاه المتظاهرين، «وكان المطلوب توريط ح ز ب ا ل ل ه، ولكن وجدوا حركة أمل على خطّ التماس بوجههم. لو أنّ ا ل ح ز ب كان في الواجهة، لاستمرت المعارك حتى اليوم». ولكنّ الرجل «عتبان» على ح ز ب ا ل ل ه، «كُنت أحبّ ا ل س ي د ح س ن، قبل أن يتدخل في زواريب السياسة… مثلاً، لماذا هذا الموقف من القاضي طارق البيطار؟».

ليا القزي- الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى