المكدوس البقاعي معدّلاً: الفلفل والفستق بديل الجوز!
صدى وادي التيم – لبنانيات /
تحت عنوان “المكدوس البقاعي معدّلاً: الفلفل بديل الجوز!” كتبت كوثر ياسين في جريدة الأخبار:
لم تعد المؤونة البقاعية فلكلوراً يتباهى به اللبناني، بل حوّلتها الأزمة الاقتصادية إلى طوق نجاة لبعض الأسر البقاعية، التي وجدت في بيع المؤونة وسيلة لكسب المال في ظل اشتداد الأزمة، وأداة يلجأ إليها المواطنون تخوّفاً من فقدان المواد الغذائية من الأسواق، والارتفاع الجنوني للأسعار، بعد رفع الدعم كلياً عنها.
اشتهر البقاعيون بتحضير المؤن الغذائية، التي تندرج في إطار سياسة التدبير المنزلي، وأبرزها المكدوس البقاعي. في الواقع، يُعدّ هذا الصنف أحد أكثر أنواع المؤونة البقاعية انتشاراً، كونه من الأطعمة التي يتوارثها البقاعيون جيلاً بعد جيل، والذي رافقهم في الشح والرخاء. وهم يباشرون تحضيره عادة في شهر أيلول من كل عام، تزامناً مع زراعة الباذنجان.
وجرت العادة بأن تحضّر العائلة البقاعية كميّة تكفي لعام كامل من هذا الطعام، المكوّن من الباذنجان المحشو بالجوز والفليفلة والثوم والبهارات، والذي يوضع داخل وعاء زجاجي مليئ بالزيت، ويُدّخر في غرفة تعرف باسم «بيت المونة»، ويُقدَّم عادة إلى جانب أصناف الفطور الصباحي، مثل الألبان والأجبان والزعتر.
تجتمع عائلة عقيل حول موقدة سلق الباذنجان، لتعدّ مؤونتها المنزلية، آملةً بأن تخفّف عنها بعض الأعباء المعيشية الملازمة لها طيلة العام. في السياق، تقول فاطمة عقيل إن «الأزمة أثّرت على كل تفاصيل الحياة، ووصلت آثارها إلى موائد الطعام». وتتابع: «قبل بدء الأزمة، كنّا نحشو المكدوس بالجوز البلدي والزيت الطبيعي، ونحضّر أكثر من 80 كيلوغراماً من المكدوس. أما هذه السنة، فقد أبدلنا الجوز بالفستق لأن كلفته أقل، واكتفينا، في بعض الأحيان، بحشوه بالفليفلة الأرخص ثمناً، مع خفض كمية المكدوس إلى ما دون الـ50 كيلوغراماً».
تشكّل مؤونة المكدوس مورد رزق لهناء الساحلي، التي اعتادت على تحضير ما يقارب الـ 800 كيلوغرام من المكدوس المحشو الجاهز، وبيعه إلى زبائنها. بيد أن الأزمة ألزمتها بتقليص الكمية إلى 400 كيلوغرام، نظراً لارتفاع الأسعار الفادح. فقد بلغ سعر الكيلو الواحد من الباذنجان 7000 ليرة، بعدما بيع في السنوات الماضية بألف ليرة لبنانية. ووصل كيلو الجوز إلى 150 ألف ليرة، بينما كان لا يتجاوز الـ40 ألف ليرة لبنانية في ما مضى. هذا وقد تخطّى سعر كيلو الفليفلة الـ9000 ليرة لبنانية. ولم تقتصر التكاليف على هذا الحدّ، فأسعار الزيت والغاز ارتفعت أيضاً.
في المقابل، تعتبر الساحلي أن أي تقليص في المواد يؤثّر على جودة المكدوس، يعقبه إتلاف كامل للموسم، «وما زاد الطين بلّة» هو شحّ المحروقات وغلاؤها، ما أدّى إلى ازدياد التكاليف وتفاقمها، تبعها ارتفاع حتمي في أسعار المكدوس المحشوّ المهيّأ للتموين، على حدّ تعبيرها. غير أن ارتفاع كلفة المبيع لا تزيد من سقف أرباح هناء الساحلي، بل تردّ الكلفة مع هامش ضئيل من الربح. لكنها قانعة رغم تدنّي مبيعاتها بنسبة 40%.
لقراءة المقال كاملاً من المصدر اضغط هنا