لقاء انتخابي للنائب أسعد حردان في حاصبيا
لقاء انتخابي للنائب أسعد حردان في حاصبيا
خاص : صدى وادي التيم
اقيم في صالة البساتين في حاصبيا، لقاء انتخابي دعا اليه النائب اسعد حردان، وحضره النائبان قاسم هاشم وعلي فياض، ممثلين عن ألوزير علي حسن خليل والنائب أنور الخليل ، قائقام حاصبيا احمد كريدي، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات حزبية وسياسية، وفود شعبية من قرى حاصبيا والعرقوب.
بعد النشيدين اللبناني والقومي الاجتماعي ألقى منفذ عام حاصبيا الامين لبيب سليقا كلمة ابرز ما جاء فيها : نحن امام استحقاق يشبه الاستفتاء على الخيارات الوطنية التي تحمي بلادنا ، وستثبت هذه المنطقة انها كانت وستبقى عنواناً للمقاومة من قمم جبل الشيخ وزهرة المزارع الى كل بلدة وقرية من شبعا المرابطة عالياً حيث البطولة والصبر والارادة والاقدام الى حاصبيا وكل البلدات وكل البلديات المتكئة على ارث غني بوقفات العز فنحن ملح الارض وضميرها . فأيها القوميون الاجتماعيون كما في الميادين والجبهات وكما النسور المحلقة تصنع الانتصارات ما بخلتم يوماً بالعطاء والفداء انتم صمام امان هذا المجتمع تحملو المسؤولية وقدموا الصورة الناصعة بالسلوك والقيم وفي صناديق الاقتراع .وليكن السادس من ايار يوم الوفاء من الشرفاء لدماء الشهداء .
وألقى بعدها حردان كلمة استهلها بادانة “الحرب الامبريالية على سوريا، والضربة الأخيرة التي شاركت فيها اميركا وفرنسا وبريطانيا، والتي من شانها ان تزيد من صمود سوريا شعبا وقيادة”.
ثم قال: “لأرواح شهداء، تطول لائحة أسمائهم ومواعيد شهاداتهم منذ زمن، وعلى مساحة كل بيت، وكل جذع شجرة وصخرة، تصدح في البرية لوطن آمنتم به ملاذا، ولم يقدم لكم دولة على مقاس أحلام شهدائكم. يا حماة الديار، أنتم الدولة التي لم تعترف بمواطنتكم بعد، وأنتم الوطن الذي إذا ما سقط بيد العدو سقط الباقي، ولا حرية لسواه إلا إذا تحرر. فمن هذا الجنوب، وشماله وشرقه وغربه وقلبه العاصمة، هنا البوصلة، ولا دولة في لبنان متى تاهت البوصلة، وصارت بوصلتها حسابات المسؤولين المصرفية وخلافاتهم الطائفية، فصار الوطن عندهم دفتر شيكات وصارت الدولة حقيبة سفر.
وأنتم من كافح كل ظلم، وكل تمييز وكل احتلال وكل إذلال، كنتم ولا زلتم في ساح الصراع.
أدركتم منذ زمن طويل، أن الجغرافيا أصدق من كل الروايات المزيفة عن التاريخ.
أدركتم أن جيرة فلسطين ليست صدفة تاريخية، وأن خطر وأطماع العدو الصهيوني، ليست دعاية سياسية. وأن الشعب هو الدولة، عندما تستقيل الدولة من مسؤوليتها، فكانت المقاومة من نتاجكم، تغزلونها كما خيوط الحرير، التي كانت حرفة أجدادكم، وتحمونها كمواسم الخير، التي تعيشون لها وتعيشون بها، وتصير بعضا منكم وتصيرون بعضا منها، لأن الوفاء فيكم، في التكوين فكيف عندما يتصل الأمر بالقيم، بالشهامة، والنخوة، والكبرياء، والعزة، والكرامة، وهي بعض حجارة كريمة، من مقالع جبالكم الشماء، ومِن قامات رجال تناطح السماء”.
أضاف: “هنا في هذه المنطقة، وضعت الخطوط الحمراء للأعداء، وهنا ترفع البطاقة الحمراء بوجه “السائحين” عندنا، ممن لا يحملون خطابا وحدويا، لمنطقة تمتاز بالوحدة الوطنية. لهذه المنطقة، لأهلها شيبا وشبابا، نساء ورجالا، لأصحاب الهامات والهمم، لأصحاب القامات والقيم، للغائبين الحاضرين، الشهداء الأبطال، الذين ارتقوا دفاعا عن الأرض بمواجهة الغزاة، تحية العز، وعهد الوفاء، وعقد الالتزام”.
وتابع: “ليس أمرا صائبا، ولا سلوكا مجديا، تحويل الانتخابات النيابية إلى “همروجة” شعارات، ومزايدات، ووعود لا طائل منها. نحن ننظر إلى الانتخابات النيابية، على أنها محطة أساسية، في مسار ارتقاء الدول، وتطور المجتمعات، ونراها فرصة لبلوغ الأهداف، التي نصبو إليها جميعا، وكم نحن بحاجة إلى تشريعات، وقوانين عصرية، تعزز مفهوم الدولة، وترسخ ثقافة المواطنة، وذلك من خلال قانون انتخابي، نكرره ونشدد عليه، على أن يكون لبنان دائرة واحدة، على أساس النسبية الكاملة من أجل تحقيق عدالة التمثيل”.
وأردف: “صحيح أن الأولوية، هي لتحصين البلد، وترسيخ الوحدة، وتعزيز القدرات ومكامن القوة، في مواجهة كل التحديات، لكن الصحيح أيضا، أننا بحاجة إلى حماية اقتصادنا، وأن نحاذر تشريع الاستدانة، وما يترتب عليها من تضخيم الفوائد، تعجز الدولة عن سدادها، إلا من جيوب مواطنيها.
قبل أيام قليلة، حصل لبنان على قروض من مؤتمر باريس 4، وهذه القروض، صحيح قد تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، وخلق فرص عمل، ولكن السؤال أين ستصرف هذه القروض؟ وأين منها الإنماء المتوازن؟ وكيف ستسدد هذه القروض.
نحن نرفض أي ضريبة، لا على القيمة المضافة، ولا على جيوب ذوي الدخل المحدود، ونرفض رفع الاسعار على المشتقات النفطية.
نحن نسجل اعتراضنا، على مواقف المسؤولين، التي تستثمر هذه القروض، على منصات المهرجانات الانتخابية، وكأنها إنجاز لفئة وليست للبنان، بما معناه استثمار من قبل فئة، ودفع الضريبة من جيوب اللبنانيين.
نحن مع كل إجراء، يوقف الهدر والمحاصصة والفساد من خلال سياسة شفافة واضحة، لا تضليل فيها للرأي العام، كما يحصل في الكهرباء والاتصالات وغيرهما”.
واستطرد: “وعليه، نؤكد بأن استحقاق الانتخابات، يجب أن يشكل قيمة مضافة، في مسار بناء دولة المواطنة والعدالة، ومن خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية الاستقرار، بخطاب وطني ملتزم وجامع، وذلك من أجل أن نقي اللبنانيين، شر ضرائب إضافية، وشر استفحال الأزمات المعيشية، ومن أجل أن نرفع الحيف عن مناطقنا وأهلنا”.
وقال: “هذا في العموم، أما في العودة، إلى منطقتنا حاصبيا وكل بلداتها، من كفرشوبا وشبعا وكفرحمام والهبارية وراشيا الفخار وحاصبيا وميمس وغيرها من بلداتنا الكريمة، وكل مناطق الجنوب، فهي مناطق محرومة، هكذا كانت قبل الاحتلال، وهكذا كانت في فترة الاحتلال، وهذه هي حالها بعد طرد الاحتلال، ولولا تدخل دولة رئيس مجلس النواب، بمبادراته المتتالية، ومتابعة وفعالية نواب المنطقة الكرام، ومجلس الجنوب في بذل كل الجهود، لتخفيف العبء، ورفع الحرمان عن بعض قرانا، لكان ينقصها الكثير الكثير.
أفليست الدولة اللبنانية هي المسؤولة، عن الانماء، ورفع الحرمان؟. أين الدولة وقد غابت طويلا؟، أين الانماء المتوازن الذي نص عليه اتفاق الطائف؟، وما نفع كل قروض الدنيا، والدولة لا تؤدي دورها، الالتزام بالإنماء المتوازن؟”.
أضاف: “نعم، يستحق هذا الشريط الجنوبي، الذي عانى ضيم الاحتلال والعدوان، أن يصبح شريطا مزدهرا بالإنماء والخدمات. فأهل هذا الشريط، بذلوا التضحيات والدماء، وحموا كل لبنان، وهم يستحقون الكثير الآن.
نعم، هذا الشريط الجنوبي المقاوم، يستحق قرارا جريئا ومسؤولا، تتخذه الدولة بفتح دورة خاصة، لاستيعاب الشباب في صفوف الجيش، وقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، وأمن الدولة، والجمارك، وسائر الوزارات والمؤسسات المدنية منها والأمنية. وذلك، من أجل استيعاب خريجي الجامعات، والاستفادة من طاقاتهم وإبداعهم، ووقف نزف هجرة هؤلاء الشباب، الذين هم مستقبل البلد”.
وتابع: “نعم، تستحق هذه المنطقة، أن تكون فيها فروع للجامعة اللبنانية، تخفف عن كاهل الأهل، أعباء لا حول لهم، ولا قوة على تحملها. نعم، مناطقنا تحتاج إلى تعزيز المدرسة الرسمية، ليجد كل طفل، مقعدا للدراسة. نعم، أهلنا في هذه المنطقة، يستحقون رعاية الدولة، واهتمامها بتصريف انتاجهم الزراعي، لا سيما زيت الزيتون، الذي هو مصدر رزق لآلاف العائلات.
ألم يكن من العدل والإنصاف، أن تتساوى هذه المنطقة، مع مناطق أخرى، فيها مؤسسات خاصة، للشمندر السكري وزراعة القمح وغيرها، وأن تشكل فيها هيئة خاصة دائمة، توكل إليها، مهام إيجاد الأسواق لتصريف الانتاج الزراعي.
نعم، تستحق هذه المنطقة تشجيعا ورعاية من الدولة، للصناعات الخفيفة، وإقامة المشاريع الصغيرة، لتأمين موارد رزق إضافية، لمئات العائلات، التي تئن تحت وطأة الأزمات المعيشية، والاقتصادية والاجتماعية”.
وأردف: “نحن نريد لمناطقنا أن تزدهر وتزدهي، وأن تتوفر لها أبسط الخدمات، من بنى تحتية، وشبكات صرف صحي، وطرقات، وحدائق وسنترالات الهاتف التي تدر أرباحا على الدولة، وتسهل أمور المواطنين، وكل ما يتصل بالإنماء، وهذا حق مشروع، سنعمل معا وسويا لتأمينه”.
وقال: “مناطقنا، مشرعة الأبواب لاستقبال المسؤولين، وكم كنا نتمنى، لو أن الزيارة الأولى لرئيس الحكومة، كانت فرحتنا كبيرة، لو اصطحب معه الوزراء المعنيين بالخدمات، للاطلاع على حاجات المنطقة، وأهلها، مقدمة للشروع في وضع الخطط، والقيام بالخطوات، والمشاريع التنموية التي تحتاجها. لكن، للأسف، لم يحصل ما كنا نتمناه، وما شهدناه هو اجتياح المنطقة، بالزيت الانتخابي، على حساب زيت الزيتون، ومشاريع المنطقة.
ليس انتقاصا من قدر الزائرين الجدد، لكن من حقنا أن نعلن للملأ، أن في هذه المنطقة، قامات كبيرة وقيادات، وعقلاء، وفي طليعتهم مشايخنا الأجلاء، مشايخ البياضة، والفاعليات في كافة قرانا وبلداتنا.
نحن لا نقلل من شأن أحد، ولكن، لمن لا يعلم عليه أن يعلم جيدا، بأنكم أنتم يا أهلنا، بحبر الكرامة، كتبتم حكايا المجد، وبريشة العز، رسمتم الصبح والندى، وأنكم الصوت والمدى، وبالبيارق والبنادق، تواصلون المسيرة، وتعتلون القمم”.
وتابع: “نحن على ما نحن عليه، لم ولن نتأخر، عن واجب تجاه أهلنا وشعبنا. سنعمل معا، لتثبيت دعائم الوحدة الوطنية وتحصينها، وهذه المنطقة الجنوبية، شكلت على الدوام نموذجا رائعا وراقيا للوحدة، ونحن نطمح، ونعمل لأن يعم هذا النموذج كل لبنان. البعض، يريد لبنان، بلا هوية جامعة، وبلا انتماء. أما نحن، فنريده نطاق ضمان للفكر الحر، ومصدر اشعاع حضاري، يحيا بالوحدة الوطنية، وبمعادلته الذهبية”.
واستطرد: “هم يرفعون شعار محاربة الفساد، لكنهم مسكونون بالفساد والمحاصصة. الخطاب الطائفي، والمذهبي والتفتيتي والفتنوي لا يبني دولة- الله يبعدو عنا-، وحده الخطاب الوطني، يؤسس لدولة المواطنة والعدالة. بناء الدولة القوية القادرة، يتطلب حماية عناصر القوة، وترسيخ معادلة الجيش والشعب والمقاومة”.
ورأى ان “صون سيادة لبنان، يتطلب إيمانا عميقا بالسيادة. والسيادة ستبقى منتهكة، إذا استسلمنا لمعادلات الضعف والحياد، وسيادة لبنان تبقى منقوصة، إذا لم يكتمل التحرير، تحرير مزراع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر”.
وختم: “نحن نخوض الانتخابات، من أجل لبنان المدني الديمقراطي. نخوض بلا خرز بكل ألوانه، لأننا نثق بكم يا أهلنا، فأنتم الحماية والضمانة، وأنتم الأحرار وقد أثبتم إنتماءكم إلى لبنان، في الصعاب، صمودا في مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي”. نعم، نعم الجواب سيقوله الجنوب، في صناديق الاقتراع. نحن شعب في وطن، ومشروعنا بناء دولة، تستحقنا لأننا منذ زمن نستحقها. سيقول الجنوب، نحن مقاومة لا تتعب، ولا تستكين. فلنكن معا، في السادس من أيار، لنعلن، أننا نمنح أصواتنا، للأفعال لا للأقوال. والتحرير، فعل لا قول، والعزة والكرامة فعل لا قول. وليكن يوم السادس من أيار، يوم الاستفتاء، بقولكم نعم كبيرة، “للائحة الامل والوفاء” ليكون بذلك استفتاء، لترسيخ الوحدة الوطنية، ولتحصين عناصر قوة لبنان”.