هل انطلقت ثورة 17 تشرين بعز الصيف؟

 

صدى وادي التيم – لبنانيات/

منذ حوالى الاسبوع والدعوات للنزول الى الشارع تنتشر بكثافة على مجموعات الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لكل شيء في البلاد، بعد أن بلغ السيل الزبى وضاق الخناق أكثر على اللبنانيين.
اللافت في هذا الامر هو نسبة التفاعل الضئيلة على تلك الدعوات فرأسمالها قطع طريق لبضع ساعات وأقل ومن بعدها الانسحاب والعودة الى العمل.

يردد بعض المشاركين في ثورة 17 تشرين أن الامور لم تعد كما كانت عليه من قبل، فالمستقلين الذين خرجوا الى الشارع عادوا وانسحبوا بعد احباطهم من قبل الاحزاب التي ارتدت قالب الثورة ووظفتها في مكان آخر، ويظهر ذلك جليا في المناطق التي تُقطع فيها الطرقات وهي في معظمها قريبة من احزاب سياسية وبعيدة عن كل ما هو مستقل.
في المقابل بدت الاحزاب مهادنة أو متريثة وقد أعطت التعليمات لمناصريها بعدم تزخيم الحراك في الشارع، وتنفيس احتقان الناس بحرق بعض الاطارات واقفال الطريق لدقائق ومن ثم التراجع. وهذا ما يفسر جيدا الاقفال اليومي لطرقات محددة ومعروفة ولم يضاف اليها اي جديد، رغم وصول الدولار الى 15 الف ليرة والتهديد المستمر باقفال محطات الوقود الاسبوع المقبل لأن الدولة لم تعد قادرة على تغطية تكاليف البواخر مما يعني أن الازمة ستطول وسيعتاد اللبناني على هذا النمط.

الاحزاب التي تقرر متى تبدأ الثورة لم تتخذ قرارها بعد، فثورة 17 تشرين أشعلها فتيل واتس أب وكان الدولار يومها 1500 ليرة، اما اليوم فرغم كل المصائب التي تنهال على اللبنانيين، لا تزال مطاعم بيروت عامرة بالسهرات واذا كنت تريد الذهاب الى اي مقهى او مطعم وُجب عليك الحجز مسبقا نظرا لزحمة الرواد.
البعض يُفسر تلك الظواهر باحباط اللبناني وبحثه المستمر عن لقمة عيشه ويطلب الاستقرار والامن لأن اي ثورة جديدة لن تقف عند حدود اسقاط حكومة أو رئيس بل ستسقط الصيغة والنظام وتدخلنا في أتون فوضى من الصعب معرفة مصيرنا، وعليه فان المخاوف تكبر مع تقدم العقد على الحلول، والخيار أمام الطبقة السياسية واقتناعها بأن التغيير آت، فهل سيكون الدم ممره الالزامي ام التغيير السلس بعيدا عن حرب اهلية جديدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!