شعبٌ صمد،محتل انهزم،فلسطين انتصرت،والسلطة تلطم نفسها بعد أن خسرت الأرض والشعب… بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم- رأي حر بأقلامكم/

 

٨ أيار ٢٠٢١،نتنياهو يبدأ بالحديث عن تهجير أهالي الشيخ جراح المقدسيين العزل بعد أن شعر بوهن سلطة الرئيس محمود عباس الذي ألغى الإنتخابات الفلسطينية تلمساً منه لخسارة مدوية،

خطوته هذه أعطت الضوء الأخضر للمحتل كي ينقض بشراسة على القدس وينفذ مخططه التهجيري الإستيطاني.إرهاب إسرائيلي وتغول على شعب كادح منذ ١٩٦٧،

وحشيته ناتجة عن تخاذل المجتمع الدولي أمام غطرسته،إسرائيل وبكل بساطة تريد طرد الفلسطينيين من القدس الشرقية وتريد التنصل من حل الدولتين،

هي التي لم توفر جهداً في اقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية،

فبدأ هذا الإحتلال الغاصب بارتكاب المجازر وتدمير المنازل ودك القدس بوابل من القذائف،لكن عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته في الدفاع عن أرضه وشعبه ومقدساته تلاحمت ببعضها فأخرجت للعدو أقوى

أسلحتها،التضامن والتكافل الإسلامي-المسيحي بوجه تعنت العدو المحتل.

باقات من الشهداء،أكثر من ٦٣ طفلاً شهيداً بريئاً وشموخ واستبسال في التصدي لكل محاولات العدو،نتنياهو بحث عن نصر مزيف فيما الشعب الفلسطيني عرّاه وأظهر للعالم أجمع إجرام إسرائيل وانتهاكها لكل

المعايير الدولية ففقدت دعم حلفائها،ففي البدء كان لها الدعم الأكبر وبعد بضعة أيام بدأت تتظهر طلبات الإدارة الأميركية بوقف إطلاق النار،

فلسطين صمدت بشعبها،والهبة كانت من الشعب ومن كل الدول العربية فكانت بداية هزيمة إسرائيل التي تلقت الصفعة التاريخية فانكسرت مقولة حرب الستة أيام،

فرغم التفاوت الكبير في القوة وتدمير أكثر من ٤٥٠ مبنى منها أبراج سكنية ومؤسسات إعلامية في انتهاك فاضح لنظام روما مما يدل على تمييز وفصل عنصري حقود خرج الفلسطينيون منتصرين دون أية مؤازرة

معيشية أو صحية أو طبية من السلطة، الدول العربية والفصائل الفلسطينية ومصر الشقيقة التي فتحت أبوابها ومستشفياتها لإغاثة الجرحى والمصابين.

شعب صنديد يقاتل باللحم الحي دون أن تؤمن له السلطة المترهلة أي مقومات إستمرار،شعب حمل كوفيته وقال كلمته على أرض المعركة مع العدو بعد أن حرمته السلطة من حقه في الإنتخاب،

قال كلمته على أرض المعركة بدل صندوق الإقتراع الذي خطفته السلطة،فكان صوت هذا الشعب مدوياً،التظاهرات عمت أرجاء العالم، الكل بات يصرخ فلسطين، العلم الفلسطيني رفرف عالياً بالرغم من محاولة حلفاء

العدو طمس ما يحصل لكن الحقيقة الساطعة والدفاع الشامخ الذي قامت به كل الأطياف الفلسطينية من فعاليات دينية مسيحية وإسلامية وكل الفصائل جعل إسرائيل تندم وكشف كذبها وادعاءاتها الباطلة وانتصاراتها

الوهمية،شيوخ وكهنة صلّوا معاً،شيب وشباب،كلهم أجمعوا على الوقوف بوجه الإحتلال الجائر لم تردعهم الغارات الحاقدة ولا تدمير المراكز الإعلامية والأبنية وكل شهيد ارتقى كان يدك مسماراً إضافياً في نعش

العدو،شعب أقسم على محبة أرضه بعنفوان وثبات،بإمكاناته المتواضعة في ظل تخبط السلطة،لم ينتظر شيئاً منها هذا الشعب، هذه السلطة التي أيقنت أنها انهزمت مع العدو،خسرت الشعب وخسرت الأرض

وأصبحت تعرف أن هزيمتها هي أكبر بكثير من هزيمة العدو الذي أحرج حلفائه فأخرجوه باتفاق وقف إطلاق نار كي يحفظ ماء وجهه أمام شعبه.

إسرائيل بشموليتها وحقدها ارتكبت جريمة حرب تحاسب عليها القوانين الدولية ونتنياهو العاجز عاد ليحسب ألف حساب قبل إقدامه على مغامرات الرعونة، والجهود الدولية التي قادتها مصر مدعومة بقرار عربي

وأممي أنهت طغيان الصهيوني.

في ١٩ أيار ٢٠٢١، الشعب الفلسطيني الأبي انتخب قيادته على أرض المعركة وأقصى هذه السلطة المتخاذلة التي تعودت أن تلطم وجهها في المحافل الدولية وتتستر بضعفها وذلها بدل أن ترفع معنويات الشعب

الصامد الذي هزم المحتل بكل بأسه وشدة حقده، انتصرت فلسطين وانتصرت القدس وبقيت العاصمة المقدسة للقضية المركزية والتاريخ سيشهد كيف بقيت الكوفية شامخة وكيف سترحل هذه السلطة الخانعة ومعها

المحتل يجرون ذيول الخيبة أمام شعب عربي مقدام وثابت على عقيدته، هنيئاً للشعب الفلسطيني على انتصاره، هنيئاً للشيخ ج ر ا ح وغزة وكل فلسطين على اليوم الذي انكسر فيه أعتى الأعداء أمام كلمة شعب موحدة.

ميشال جبور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى