بعد الكبتاغون.. معسكرات حوثية في البقاع: السعودية نحو المواجهة مع لبنان
صدى وادي التيم – لبنانيات/
نزل خبر توقف المملكة العربية السعودية عن استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية على خلفية كشف تهريب ملايين حبات الكبتاغون عبر فاكهة الرُّمان، كالصاعقة على المسؤولين من مختلف انتماءاتهم الحزبية واصطفافاتهم السياسية نظرا لخطورة القرار السعودي الذي انسحب تباعا على دول الخليج الأُخرى.
صحيح ان وسائل الاعلام ضجت بهذا الخبر وسط حديث عن كساد الموسم الزراعي الذي يُدر العملة الخضراء للمزارعين المحتاحين، ولكن ثمة الكثير من المعطيات التي تكمن في تفاصيل هذه الارتدادات وَجَب التوقف عندها ولعل ابرزها ارتباط سياسيين ووزارء ونواب بملف التصدير.
وتشير المعلومات الى أن عددا من النواب والوزراء الحاليين والسابقين ومسؤولين حزبيين وعقب تدهور الوضع الاقتصادي وبعضهم قبل هذه المدة، بدأ العمل على مشاريع زراعية في القرى والمناطق لاصناف محددة من الخضار والفاكهة لتصديرها الى الخارج وتحديدا دول الخليج، ومن هؤلاء السياسيين والحزبيين من يدور في فلك ا ل ح ز ب وتربطه تفاهمات وعلاقات متينة بحارة حريك، وقد فَضَّل المشاركة بهذه المشاريع الزراعية عن بُعد عبر تجيير علاقاته الخارجية لتصريف الانتاج الزراعي.
بعد 17 تشرين 2019 شكلت هذه الصادرات الى دول الخليج سندا مهما لهؤلاء السياسيين الذين استعانوا بالدولار الزراعي لمشاريعهم الخدماتية، ومع الخطوة السعودية اليوم فَقَدَ هؤلاء مردودا مهما، حيث تشير المعلومات الى أن بعض السياسيين بصدد القيام بتحرك داخلي لاصدار مواقف صارمة مؤيدة للمملكة، وجزء من هؤلاء قد يبتعد عن “محور الممانعة” في المرحلة المقبلة وقد يتحول الى رأس حربة في مواقفه ضد ايران وسياساتها في المنطقة في ظل الوضع الشعبي الضاغط الذي قد يتصاعد مع الحديث عن خطوة جديدة قد تبادر اليها المملكة عبر وقف اليد العاملة اللبنانية وترحيلها اذا ما ثبت أن هناك مجموعات تتواصل مع بيئة ا ل ح ز ب ، وهذا الامر يؤرق عائلات أكثر من 300 الف عامل في المملكة يعتاشون منها منذ سنوات.
الخطوة السعودية خطيرة جدا على الصعيد الداخلي، ويمكن أن تجر بعدها خطوات كثيرة اذا لم تتحرك الدولة على المستوى السياسي، لأن الامور حسب التسريبات المرتبطة بأجواء السفير السعودي الذي غادر لبنان قد تتخذ في مرحلة قصيرة المنحى التصعيدي وقد تلجأ السلطات السعودية الى خطوات مؤلمة، وهذا الامر ينسحب بطبيعة الحال على مختلف بلدان الخليج.
لم يعد اللبناني في موقع القوي ليفرض شروطه، اذ أنه في منافسة مع اي عامل اجنبي يأتي الى السعودية براتب لا يتعدى ال 400 دولار، حتى الشركات اللبنانية يمكن الاستغناء عنها طالما ان هناك بديلا جيدا بالنسبة للخليجيين ولا يملك مشروعا سياسيا “يقوض” أمن بلدانهم.
الرسائل السياسية الخليجية واضحة تلبس الثوب الزراعي اليوم ولكنها تحمل بالدرجة الاولى تنبيها للسلطات اللبنانية وتعطيها مساحة صغيرة من الوقت لتأخذ خيارها وتعلن موقفها الحاسم المقرون بخطوات عملية.
تلك الخطوات مرتبطة بحسب مطلعين على اجواء المملكة بمسألة ا ل ح ز ب ، وقد سمع هؤلاء كلاما واضحا من السفير وليد البخاري الذي أكد لهم ان لدى السعودية معلومات موثقة عن تدريبات لعناصر ح و ث ي ة في البقاع من قبل عناصر النخبة من ا ل ح ز ب يتم تدريبهم على اطلاق الصواريخ والاقتحامات وحرب الشوارع، وبحسب المعلومات التي تملكها السعودية فان هذه التدريبات بدأت منذ حوالى الثلاث سنوات حيث ينتقل الحوثيون من ايران الى العراق فسورية الى لبنان عبر منطقة القصر، حتى أن الامين العام ل ل ح ز ب قام بجولة تفقدية لتلك المعسكرات واطلع على التدريبات التي تُجرى على يد نخبة من قادة الحزب الذين قاتلوا في سورية وفي حرب تموز.
بين الكبتاغون الزراعي والمعسكرات الحوثية بقاعا، وضع لبنان بالنسبة لأمن الخليج بدا مقلقا وحرجا لاسيما بعد اتخاذ السعودية موقفها بالرد على الدولة اللبنانية بشتى الطرق والوسائل.
المصدر : ليبانون فايلز