“الفراشة الطائرة” كريستيل صانع
صدى وادي التيم – رياضة/
لم تكن بطلة ألعاب القوى كريستيل صانع تعلم ان قلبها سيخفق لـ”ملكة الألعاب” وهي التي بدأت مسيرتها الرياضية بممارسة ثلاث العاب وهي الى جانب ألعاب القوى، كرة السلة وكرة القدم في المدرسة التي تتلمذت فيها الشانفيل(ديك المحدي).
اتجّهت صانع، المولودة في 11 حزيران 1994، لاحقاً الى عالم ألعاب القوى فبرزت فيها بشكل كبير بعدما استهوتها مسابقات الجري السريع والوثب الطويل والسباعية فحملت الأرقام القياسية اللبنانية بالجملة للناشئات والسيدات.والى جانب العديد من الأرقام القياسية للفئات العمرية للناشئات داخل القاعة وفي الهواء الطلق ، تحمل صانع الرقم القياسي لفئة السيدات في مسابقتين.الأولى الوثب الطويل ورقمها 5.73 متراً سجلته خلال احدى البطولات في العاصمة الاردنية عمّان في العام 2018 والثانية في سباق ال100 حواجز ورقمها 15.27 ثانية سجلته في ابيدجيان(ساحل العاج) في العام 2017.
عشقت المهندسة كريستيل صانع ألعاب القوى وباتت متخصصة في مسابقة الوثب الطويل حتى وصفها الكثيرون ب”الفراشة الطائرة” وآخر انجازاتها احتلالها المركز الأول في اللقاء الذي أقامه نادي “انتر ليبانون” الأحد الفائت في مدينة كميل شمعون الرياضية ببيروت تحت اشراف اتحاد العاب القوى.
في عمر ال7 سنوات،سجّلت صانع 1.90 متراً في الوثب العالي تحت اشراف المدربة التاريخية لألعاب القوى أردا كالباكيان التي شاركت كلاعبة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي جرت في ميونيخ(المانيا) في العام 1972.
وكانت بداية تألق صانع مع مدرب العاب القوى في نادي الشانفيل والأمين العام السابق لاتحاد ألعاب القوى “الخبير” ايلي سعادة في العام 2006 حيث صقل سعادة مهارتها وموهبتها وبدأت صانع تحلق في عالم ألعاب القوى فحققت نتائج مميزة ولافتة على الصعيدين المحلي والخارجي بقيادة سعادة حتى قادها القدر في العام 2017 الى نادي “ليتز ران” برئاسة زينة كيرياكوس والمدعوم من “عاشق ألعاب القوى” رجل الأعمال ماريو سرادار لتنتقل لاحقاً الى نادي بلوستارز وما زالت صانع تدافع عن الوانه ويشرف عليها المدرب الاختصاصي كابي عيسى الخوري والذي شارك كلاعب في دورة الألعاب الاولمبية التي أقيمت في لوس انجليس(الولايات المتحدة الأميركية) في العام 1984.وتضع كريستيل صانع هدفاً امام عينيها ألا وهو الوثب ابعد من ستة امتار لتصبح اول سيدة لبنانية تجتاز مسافة الستة أمتار.
المعروف عن صانع مثابرتها في العمل الذي تقوم به فهي اللاعبة المتألقة في عالم ألعاب القوى والمصوّرة المحترفة والصحافية صاحبة المقالات اللافتة حتى تم اختيارها ضمن اللجنة الاعلامية للجنة الأولمبية الدولية .
وصانع حركة لا تهدأ داخل وخارج الملعب وهي طموحة الى اقصى الحدود وطورّت ثقافتها الرياضية ومنها الأولمبية وكونّـت شخصيتها المبنية على العمل الاحترافي.
وكريستيل صانع علامة فارقة في تاريخ ألعاب القوى اللبنانية اذ صالت وجالت وما زالت تصعد الى منصات التتويج رافعة شارة النصر ودونّت اسمها الى جانب العديد من الأبطال والبطلات في عالم ألعاب القوى.
هاجسها كما ذكرنا اجتياز حاجز الستة أمتار في الوثب الطويل وهي تتدرب مع مدربها كابي عيسى الخوري لتحقيق هذا الانجاز للاعبة لا تيأس أبداً وتثابر من اجل تحقيق هدفها بدعم من أهلها الذين يواكبونها منذ صغرها في عالم الرياضة اذ كان الكثيرون يرون في كريستيل صانع “نجمة” واعدة قادرة على تحطيم الأرقام القياسية في مختلف المسابقات وفي مختلف الفئات العمرية فنجحت في مهامها وها هي تتسيّد مسابقة الوثب الطويل حيث تطير كالفراشة محلقة في الهواء مجتازة المتر تلو المتر بانتظار تحقيق هدفها المنشود وهو اجتياز حاجز الستة أمتار.
لا تعرف صانع الملل ولا توجد كلمة اليأس في قاموسها لآنسة عملت على صقل نفسها ادارياً واعلامياً ولاعبة فجمعت النجاح تلو النجاح لهذه الفتاة العشرينية التي ما زال بانتظارها الكثير من النجاحات على غير صعيد في المضمار وخارجه في ظل اتحاد العاب القوى الذي يرعى النجوم والنجمات وروزنامة العام الجاري حافلة محلياً وخارجياً…
كريستيل صانع “الفراشة الطائرة” قادرة على تحقيق المزيد وما زال المستقبل امامها في الميدان وما زال من المبكر الحديث عن تاريخ اعتزالها فلم تشبع هذه الفتاة العكارية من تذوّق لذة الفوز عند كل انجاز ولدى صعودها الى منصة التتويج في المركز الأول طبعاً وآخرها الأحد الفائت.
جلال بعينو