ولادة طفل بثلاثة أعضاء ذكرية…ظاهرة تحدث للمرة الاولى في العالم
صدى وادي التيم – طب وصحة /
تعدّ ولادة الذكور بأعضاء تناسلية مزدوجة من التشوهات الخَلقية النادرة للغاية، بحيث تصيب واحدًا من كل 5 أو 6 ملايين مولود حديث، مع تسجيل حوالي 100 حالة موثّقة فقط في جميع أنحاء العالم.
ففي معظم هذه الحالات التي تم الإبلاغ عنها لأول مرّة في القرن السابع عشر، يعاني فيها المرضى من بروز قضيب ثانٍ بدائي أو بعض الأطراف الزائدة، أو حتى ازدواجية كاملة للعضو، وغالبًا ما ترتبط ببعض التشوهات الخَلْقية الأخرى وتختلف من مريض لآخر.
ورغم أن عالم الطب يألف هذا التشوه النادر، إلّا أن حالة طفل في العراق ما زالت تحيّر العلماء حتى يومنا هذا، على الرغم من مرور نحو أكثر من عام على الولادة، كون الأطباء قد زعموا أن الطفل ولد بثلاثة أعضاء تناسلية ذكرية في سابقة من التشوهات الخَلقية التي لم يشهد الطب مثلها.
دراسة الحالة
وكانت “المجلة الدولية لتقارير حالة الجراحة”، قد نشرت تفاصيل دراسة حالة ولادة طفل عراقي بثلاثة أعضاء تناسلية، عرفت على أنها أول حالة موثّقة طبيًا لهذا “التشوه الغريب”.
ويشير البحث إلى أن أطباء في شمال العراق بالقرب من مدينة الموصل، يؤكدون أنهم أول من نشر دراسة تشرح بالتفصيل حالة الأعضاء الثلاثية، حيث تظهر للمولود ثلاثة أعضاء تناسلية.
وأفاد الأطباء إلى أنه بعد الولادة، لاحظوا بأن عضوًا واحدًا كان يعمل فقط بشكل سليم، لذا تم استئصال الجزئين الآخرين جراحيًا، والذين كانا مرتبطين بجسم القضيب الأساسي وأسفل كيس الصفن.
والصبي الذي لم يُكشَف عن هويته، من أصول كردية من دهوك، وكان يبلغ من العمر آنذاك ثلاثة أشهر، عندما نُشرت القصة لأول مرة في العام الماضي.
وفي التفاصيل، نَقل والدا الصبي ابنهما في البداية إلى المستشفى بسبب تورم في كيس الصفن، ولكن عندما تم فحصه من قبل الأطباء لاحظوا أن الرضيع لديه عضوان ذكريان إضافيان.
وشرحت الدراسة أن مقاس أحدهما كان 2 سنتيمترًا وكان يقع في جذر قضيبه الرئيسي، بينما كان الآخر بطول سنتيمترٍ واحد أسفل كيس الصفن.
وأجرى الباحثون دراسات مكثّفة لمعرفة سبب التشوه الخَلقي هذا، من بينها تعقب ما إذا كان الطفل قد تعرّض لعقاقير مخدّرة أثناء الحمل، أو إذا كان لديه تاريخ عائلي من التشوهات الجينية. ولكن لم يكن الأمر كذلك، فتحوّل سبب الحالة إلى لغز علمي.
ولاحظ الأطباء عدم تكّون مسالك بولية في أي من القضيبين الزائدين، وهو الأنبوب الذي يمر عبره البول، فقرروا أن الجراحة كانت الخيار الأفضل.
حالة الطفل بعد سنة
وبعد عام من الدراسات، لم يتم العثور على أية مشاكل خلال زيارات لمتابعة العملية، بحسب ما أفاد الدكتور شاكر سليم الجبالي، كاتب التقرير، ويعيش الطفل الآن حياةً سليمة.
أما العلماء فلا يزالون في حيرة من أمرهم بشأن سبب تعدد الأعضاء التناسلية، ويجادل الدكتور الجبالي في بحثه بأن كل حالة لها “ظروفها الفريدة”. وكتب في المجلة: “على حسب علمنا، هذه هي أول حالة يتم الإبلاغ عنها بثلاثة أعضاء أو ما يعرف بالثلاثية، ولا توجد حالة مماثلة موثّقة في التاريخ البشري”.
ورجّح العلماء أن تكون حالة الطفل النادرة للغاية مرتبطة بتشوهات أخرى، بما في ذلك ازدواجية وعاء الخصيتين أو الشرج.
سكاي نيوز عربية