‏عون قد يُقدم على هذه الخطوة… وهل يتراجع نصرالله؟

حتى الساعة لا مؤشرات ايجابية تشير الى انفراج حكومي قريب رغم بعض التفاؤل الذي يبديه عدد من السياسيين، ولكن في هذا الوقت فإن المبادرة اليتيمة التي يقودها وزير الخارجية جبران باسيل في شأن الوصول الى مخرج للمأزق الحكومي لم تعطِ أي ثمار ايجابية

ولا حتى الافكار التي تطرح في الكواليس السياسية لاقت اجماعا حولها، فالجمود هو سيد الموقف مع استمراره على حاله دون تسجيل اي خرق حتى ولو كان طفيفا.

مصادر سياسية مطلعة التقت الرئيس المكلف سعد الحريري نقلت عنه تحاشيه الدخول في تفاصيل المفاوضات التي يديرها الوزير باسيل، ولمست منه امتناعه عن الخوض في موضوع تشكيل الحكومة مع تأكيده على استمراره بموقفه المعلن بشأن الملف الحكومي وثباته في موقعه.

ووصفت المصادر النواب السنة الستة التابعين للثامن من اذار «بالدمى المتحركة «الذين يتحركون بإشارات من «حزب الله» وفقاً لمصالح الحزب، وابدت اسفها لهذا الامر رغم استياء الشارع السني من تصرفاتهم.

وفي المقابل اشادت المصادر بالدور الحيادي في هذه المعركة لكل من النائبين اسامة سعد وفؤاد مخزومي، اللذين يحافظان على موقعهما الوطني رغم انهما حصلا وحدهما على عدد اصوات في الانتخابات النيابية الاخيرة تتعدى اصوات النواب الستة مجتمعين.

وابدت المصادر اسفها للوضع الذي وصل اليه البلد سياسيا ، حيث ان اكبر السياسيين المخضرمين في لبنان وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يعد باستطاعته ايجاد الحلول لهذا الملف، رغم انه من المعروف عنه انه يبتدع الحلول ويملك مفاتيح المخارج السياسية لكافة الازمات، خصوصا بعد المواقف التصعيدية الاخيرة التي اعلن عنها الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصر الله في شأن موضوع تمثيل سنة الثامن من اذار في الحكومة، وما تلاه من رد واضح وصريح للرئيس المكلف في مؤتمره الصحافي برفضه توزير احد من هؤلاء النواب من حصته في حكومته المقبلة.

من هنا، فإن المصادر تؤكد ان هناك صعوبة كبيرة بأن يتراجع الامين العام «لحزب الله» عما اعلنه لا سيما ان موضوع التراجع غير وارد في قاموسه، كما هناك يغير لان يغيير الرئيس المكلف موقفه ويقدم المزيد من التنازلات.

لذلك فإن المصادر تشدد على ان الحل الوحيد هو لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث بيديه ايجاد المخرج لهذا المأزق الكبير من خلال قبوله ان يكون احد هؤلاء النواب او من يمثلهم من حصته، وتعتبر المصادر ان هذا الحل الوحيد الذي يمكن ان يكتب له النجاح، وبالتالي لا يموت الديب ولا يفنى الغنم» وعندها يكون الرئيس عون هو الرابح الاكبر بنظر جميع اللبنانيين من خلال التضحية التي سيقدمها.

وأبدت المصادر تخوفها في حال استمرت الازمة على ما هي عليه لاشهر مقبلة ، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والمالي، حيث اصبح الوضع على حافة الانهيار الحقيقي . ودعت المصادر الجميع الى التنبه لهذا الوضع والتفكير ملياً بدقته وصعوبته وخطورته، لا سيما ان الامر يطال جميع اللبنانيين وليس فئة دون اخرى حيث ان الجميع في مركب واحد فاما ان ينقذ الجميع ام يغرق الجميع.

وربطت المصادر عرقلة تشكيل الحكومة بالوضع الاقليمي والدولي وتحديدا بملف العقوبات الاميركية على «حزب الله» وايران، واعتبرت ان الملف اللبناني مرتبط بالحلول الدولية مشيرة الى ان لا نية للولايات المتحدة حاليا بتسهيل ولادة الحكومة لا في لبنان ولا في العراق وهي باستطاعتها فعل الكثير في هذا الاطار، واعتبرت المصادر ان هناك اشتباكاً ايرانياً- اميركياً واضحاً يدفع لبنان ثمنه غاليا، واستبعدت ان يبدء حل الامر قبل بدء المفاوضات. ولفتت الى انه ليس جديدا على لبنان ان يتأثر بما يجري حوله من تطورات دولية، واكدت ارتباطه بالحل الاقليمي الدولي.

وشددت المصادر على ضرورة ان يُقدم للرئيس المكلف دعمٌ ليس فقط على الصعيد المحلي والطائفي بل هو بحاجة لدعم سياسي خارجي.

ورأت المصادر ان موقف اللواء اشرف ريفي الاخير الداعم للرئيس الحريري جيد في ظل الظروف الراهنة، داعية الجميع الى مؤازرة الرئيس المكلف من اجل ممارسة صلاحياته الدستورية وتشكيل حكومته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى