مخاوف من عودة تحليق الدولار

على أثر وضع بعض الاطراف السياسية معادلة سلبية بين بعبدا وبيت الوسط تحت عنوان : «التكليف أو الإعتذار – التوقيع أو الإستقالة «، لم يعد احد يتفاءل بالخير في ما يخص التشكيلة الحكومية المنتظرة ، إلا في حال حدثت صدمة ايجابية او معجزة أخرجت الحكومة الجديدة الى الضوء، بعد وضعها في العتمة لما يقارب الستة اشهر. لكن ووفق معلومات ل» الديار» فإن تأجيل لقاء الاثنين المنتظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وارد، لمزيد من الاتصالات والمشاورات، وقد يتكرّر ايضاً خصوصاً بعد دخول باريس على خط الاتصالات مع بيروت، علّها تنقذ الوضع قبل الانفجار الاخير، عبر اعلان الجانب الفرنسي مساعدة لبنان في ظل كل الانهيارات التي تتوالى على شعبه، جرّاء فشل سياسييّه في حل ملفاته العالقة وخصوصاً الملف الحكومي، ودعوة باريس المتكررة منذ انفجار آب الماضي الحكام اللبنانيين، الى تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة، وإستشعار الخطر الكبير الذي يطوّق بلدهم، في محاولة لإنتشال السفينة اللبنانية من الغرق النهائي.

إنطلاقاً من هنا تتجه الانظار الى يوم غد الاثنين موعد الزيارة ال 18 للرئيس المكلف الى قصر بعبدا، على الرغم من انّ اجواء التفاؤل غائبة خصوصاً بعد البرودة التي شهدتها الزيارة السابقة يوم الخميس الماضي، اذ لم تنتج شيئاً بل اكتفت بتبريد الاجواء الساخنة ليس اكثر، لكن وبعد دعوة الامين العام ل ل ح ز ب ، الى تشكيل حكومة تكنو- سياسية، لان حكومة الاختصاصيين لن تصمد، اذا لم تحظَ بغطاء القوى الكبرى في البلد، إضافة الى دعوته تفعيل حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب، من دون شروط اذا إستمر التأزيم . هذه الرسائل لاقت على الفور، تغريدة مؤيدة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في حين ان مطلب الرئيس الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين قد ازيل من الطرح، وهذا يعني انّ السلبية تطوّق اجواء التشكيلة واجتماع الاثنين.

وفي هذا الاطار اجرت « الديار» اتصالات ببعض النواب الحزبيين، لمعرفة آخر الاجواء ومدى إمكانية خرق التشكيلة او العودة الى نقطة الصفر.

نائب رئيس « تيار المستقبل» مصطفى علوش إعتبر بأنّ كلام السيّد حسن نصرالله الاخير سيساهم في « تمترس» رئيس الجمهورية اكثر وراء مطالبه، والنتيجة ان لا بوادر بإمكانية اعلان التشكيلة الاثنين او بعده، لافتاً الى انّ الرئيس الحريري لا يزال صابراً، ولا نية لديه لتشكيل حكومة سياسية لانها ستفشل حتماَ.

عضو كتلة « التنمية والتحرير» النائب محمد نصرالله ابدى تفاؤلاً بإمكانية الوصول الى حل قريب، فالبلد لم يعد يحتمل، وعلى الجميع عدم إضاعة الوقت، وفي حال لم تتشكل الحكومة الاثنين فالدولار سيُحلّق في الاعالي، مشدّداً على ضرورة وجود ثقة بين المعنيين بالتأليف، ونفى ان يكون الرئيس نبيه بري قد دخل خلال اليومين الماضيين على خط الوساطات بين الرئيسين عون والحريري.
اما عضو كتلة « اللقاء الديموقراطي» النائب بلال عبدالله فإستهل رده على السؤال بضحكة والقول:» اذا مش الاثنين الخميس»، وإستغرب من ناحية ثانية الكلام عن حرب اهلية، وراى بانّ التفلت الامني ينتج عن الجوع، لذا على الجميع ان يعوا حقيقة الوضع الخطير، لانهم في مكان والناس في مكان آخر.

فيما مصادر القوات اللبنانية البعيدة عن تناحرات اهل السلطة، والتي لن تشارك في الحكومة فتكتفي بالقول: « لتغيير الذهنية اولاً «، وعلى خط التيار الوطني الحر فالكرة في ملعب الرئيس الحريري، مع ضرورة التنازل عن شروطه ليمشي البلد كما قالت مصادرهم.

وعلى خط ا ل ح ز ب ، فقد إعتبرت اوساطه بأن خطاب  ن ص ر ا ل ل ه وضع نقاط الانقاذ وإنطلق من وجع الناس، والقى الضوء على مكامن الخلل ودعا الى تعاون الجميع، ولفتت الاوساط الى أّنّ ا ل ح ز ب يعمل على تسهيل التشكيلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!