بعض الناجين من “كوفيد-19” يصابون بمرض السكري… والسبب مجهول!
صدى وادي التيم – طب وصحة /
يُعرف مرض السكري بأنه عامل خطر للحالات الشديدة من “كوفيد-19”. لكن الأدلة الجديدة تشير إلى أن العكس قد يكون صحيحا أيضا.
وتقول الأدلة إن بعض المرضى الذين تعافوا من “كوفيد-19” يصابون بمرض السكري، بما في ذلك النوع الأول والنوع الثاني، وفقا لبحث نُشر في نوفمبر 2020 في مجلة Diabetes, Obesity and Metabolism.
ووقع تشخيص أكثر من واحد من كل 10 مرضى بفيروس كورونا (14.4%) حديثا بمرض السكري بعد التعافي من المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد، وفقا لتحليل 3711 مريضا عبر ثماني دراسات مختلفة.
وقد تكون الحالات الجديدة من مرض السكري نتيجة الالتهابات ومشاكل الإنسولين المتعلقة بـ”كوفيد-19″، وفقا لمؤلفي الدراسة والباحثين من عدة جامعات بما في ذلك جامعة ماك ماستر في كندا.
وقد يؤدي “كوفيد-19” إلى تفاقم المشكلات الصحية الحالية مثل مقدمات السكري، ما يسبب مرض السكري من النوع الثاني.
ووفقا للدراسة، في بعض هذه الحالات على الأقل، قد يكون بعض المرضى في الدراسة مصابين بالفعل بداء السكري ولم يكونوا على دراية به حتى تم نقلهم إلى المستشفى بسبب “كوفيد-19”.
لكن الأدلة تشير أيضا إلى أن “كوفيد-19” قد يكون كافيا لتفاقم مشاكل الصحة الأيضية الحالية إلى مرض السكري من النوع الثاني الكامل، وفقا للدكتور خوسيه أليمان، الأستاذ المساعد في طب الغدد الصماء في جامعة نيويورك لانغون هيلث.
وقال أليمان لصحيفة “بزنس إنسايدر”: “تؤدي الظروف المجهدة إلى ارتفاع مستويات الهرمونات التنظيمية التي ترفع نسبة السكر في الدم لمساعدة الجسم في محاربة أي مشكلة يواجهها، مثل المرض أو الإصابة. وبالنسبة للذين يعانون من حالات كامنة، يمكن أن يكون ذلك كافيا لإرسالهم إلى الحافة”.
وتشمل هذه الحالات مرض السكري، والسمنة، ومقاومة الإنسولين، أو ارتفاع ضغط الدم. وقد يفسر ذلك كيفية ارتباط الفيروس بحالات جديدة من مرض السكري من النوع الثاني، والذي يحدث عندما يصبح الناس أقل استجابة للإنسولين.
الخبراء مرتبكون أكثر من الحالات الجديدة لمرض السكري من النوع الأول
وما هو أقل وضوحا هو كيف يمكن ربطه أيضا بحالات جديدة من مرض السكري من النوع الأول. وبينما يحدث داء السكري من النوع الثاني عندما يصبح الأشخاص أقل حساسية للإنسولين، يحدث النوع الأول عندما لا ينتج الأشخاص ما يكفي من الإنسولين في المقام الأول، بسبب نقص خلايا معينة في البنكرياس تسمى خلايا بيتا.
وأفضل نظرية لدينا حاليا، وفقا لأليمان، هي أن “كوفيد-19″ يمكن أن يتسبب في إفراط الجهاز المناعي في رد فعله وتدمير بعض خلايا الجسم أثناء محاربة الفيروس.
ووجد الباحثون أن فيروس كورونا، أو الاستجابة المناعية للجسم له، يمكن أن تعطل خلايا بيتا في البنكرياس، ما قد يؤدي إلى ظهور مرض السكري من النوع الأول.
وقد يكون المرضى الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية الحالية، أو المرضى الأكبر سنا الذين يعانون من مشاكل في الجهاز المناعي، معرضين بشكل خاص لهذا الخطر.
وما يزال من غير المعروف ما إذا كان مرض السكري المرتبط بـ”كوفيد-19” دائما. ومن المحتمل أن يعاني بعض المرضى على الأقل من مشكلات مستمرة.
وقال أليمان: “أعتقد أن هذا سيكون أحد المضاعفات طويلة المدى لكوفيد-19”. وفي غضون ذلك، يوصي بأن يبدأ المعرضون للإصابة بداء السكري في علاج الحالات الأساسية مثل السمنة وارتفاع نسبة السكر في الدم الآن كإجراء وقائي.
وكالات