اين اختفت الجمعيات الأهلية وهل سيفقد المجتمع ثقته بها كما فقدها بالمصارف ؟
صدى وادي التيم – لبنانيات/
تعتبر الجمعية مؤسسة تلتقي فيها مجموعة من الاشخاص يتشاركون في معلوماتهم وجهودهم بصورة مستمرة مستعملين وسائل مادية ومعنوية بغية تأمين هدف مشترك قد يختلف ويتنوع من جمعية الى اخرى ولكن في مطلق الاحوال لا يمكن ان يكون بقصد الربح المادي.
الانشطة التي تقوم بها الجمعيات:
تقوم الجمعيات بمجموعة متنوعة من الانشطة مثل تعزيز التعليم العام وجمع التبرعات وما الى ذلك، ودعم المرافق الاجتماعية والتعليمية وحماية وتحسين ظروف الحياة وتوفير المساعدة للاطفال والمسنين وفئات خاصة من الاشخاص ذوي القدرة المحدودة على رعاية انفسهم. وممارسة الانشطة الثقافية والعلمية والترفيهية والهوايات، مثل نوادي الرياضة والشعر والادب والكتاب والنوادي التاريخية والموسيقية والفنون والحرف وغيرها.
دور الجمعيات في ظل جائحة كورونا :
في لبنان حوالي 11000 الف جمعية بمعنى ان لكل حوالي 400 مواطن لبناني جمعية واحدة .
في مدينة صور 68 جمعية .. وفي صور ومنطقتها حوالي 30 جمعية مسجلة في وزارة الشؤون الإجتماعية !.
هذه الجمعيات تتنوع مهامها ما بين : جمعيات ثقافية واجتماعية وفنية وخيرية وطبية ونسائية وبيئية وكشفية ومواقع اعلامية وجمعيات نسائية , واضافة الى هذه الجمعيات يوجد جمعيات اخرى لم تحصل حتى تاريخه على رقم بالعلم والخبر من وزارة الداخلية .
بعض من هذه الجمعيات تتاقضى اموالا من الدولة وخاصة من وزارة الشؤون الإجتماعية .
دأبت البلديات ومن ضمنها بلدية صور على اعطاء الكثير من الجمعيات هبات او منح او مساعدات مالية , واذا نظرنا على ارض الواقع لرأينا قسم من هذه الجمعيات الجمعية فعليا تقتصر على الرئيس فهو الرئيس وامين السر وامين الصندوق وسائر مكونات الجمعية ويبقى الأعضاء مجرد اسماء و حبر على ورق تقدم لوزارة الداخلية للحصول على العلم والخبر … وهنا نقف لنسأل الأموال التي تتقاضها هذه الجمعيات ما هي مصيرها وفي اي وجهة تصرف ؟, خاصة اننا اليوم وفي ظل عجز الدولة واجهزتها , رأينا الكثير من الجمعيات تنكفئ وتتقوقع وكأنها في خبر كان … وخاصة تلك الجمعيات التي تعمل في ميادين الحقل الإنساني .ويبقى القليل من هذه الجمعيات وهي ربما بحجم اصابع اليد الواحدة تحاول ان تساعد بإمكانياتها الضحلة .
اما الجمعيات التي تعمل على الصعيد الكشفي و الترفيهي والرياضي والثقافي والبيئي والإعلامي فقد تكون معذورة بعض الشيئ في التوقف عن ممارسة دورها في ظل جائحة كورونا ولكن ذلك لا يعفيها من ابتكار الوسائل التي تجعلها قادرة على ممارسة دورها والقيام بواجباتها التي انشأت لأجلها.
بعد ان بدأت الناس تعيش حالة رعب متقدمة على اثر الهجوم المتوحش والمفترس لفايروس كورونا , وبما ان الدولة غائبة عن حماية شعبها فهذا لا يعني ان الجمعيات على مختلف الوانها ومشاربها والتي تمثل المجتمع المدني يفترض بها ان تتغيب هي الأخرى بل يجب ان تبقى تمارس دورها في الحفاظ على مجتمعها واهلها وناسها ,لا بل عليها ان تشمر عن سواعدها وتعمل جهدها وتثابر لتنقذ ما يمكنها انقاذه ,عن طريق تقديم المعونات والمساعدات الطبية والغذائية …
وحوالي 70 جمعية اذا تضافرت جهودها ابدعت …وربما تمكنت من شراء 70 جهاز اوكسجين بعد ان امتلأت المستشفيات وفاضت بالمرضى …ولكن هل يفقد المجتمع ثقته بالجمعيات كما فقدها بالمصارف ؟
لنعش ونرى …
قلم حر \ المستشار خليل الخليل