لماذا لم يستقدم لبنان اللقاح الصيني كما فعلت الامارات وتركيا؟

أعلنت منذ ايام السلطات الصحية التركية عن ان تجارب اللقاح الصيني للوقاية من فيروس «كورونا» في تركيا اظهرت ان فاعلية اللقاح بلغت الـ 91.25%، كما اكدت تركيا على شراء 50 مليون جرعة من لقاح شركة «سينوفاك» الصينية بحلول 11 كانون الاول الفائت، غير ان التسليم تأخر ومن المتوقع ان تقوم السلطات التركية بتطعيم 9 ملايين فرد كأول دفعة.

بالتوازي، أعلنت الامارات العربية في العاشر من كانون الأول عبر بيان وزعته وزارة الصحة الاماراتية عن تسجيل لقاح الوقاية من «كورونا» المطور من قبل شركة «سينوفارم» المملوكة من الحكومة الصينية فعاليته بنسبة 86%، كما أكد البيان ان اللقاح لم يظهر اي عوارض خطيرة على الذين تلقوه وانه يدخل ضمن معايير السلامة العالمية. هذا وكانت الامارات العربية وافقت في أيلول الفائت على الاستعمال الطارئ للقاح للطواقم الطبية، كما تلقى أكثر من 100 ألف فرد في الامارات اللقاح بشكل طوعي.

هذا من جهة الفعالية، أما من الناحية اللوجستية، فلا يحتاج اللقاح الصيني الى درجات حرارة جد منخفضة، اذ يبرد على درجتين مئويتين تحت الصفر، اي في برادات عادية على عكس اللقاحات الاخرى التي تحتاج الى 70 درجة مئوية تحت الصفر في حالة «فايزر»، و20 درجة مئوية تحت الصفر في حالة «موديرنا»، ما يعني ان تكلفة حملات التلقيح وتشييد المراكز الطبية وانجاز تدابير التبريد سوف تكون متدنية للقاح الصيني بالمقارنة مع اللقاحات الأخرى.

في ظل هذه المعطيات، نعود الى الواقع اللبناني لنسأل، ماذا فعلت الدولة اللبنانية لتحمي مواطنيها من وباء كورونا؟ وهل فعلت كل ما بوسعها؟ ولماذا لم يتواصل لبنان مع الشركات الصينية او مع الحكومة الصينية لاستقدام اللقاح؟

كذلك، لماذا لم يتقدم لبنان بعرض للشركات المصنعة للقاحات لاجراء تجارب اللقاح على الافراد في لبنان طوعياً كما فعلت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والامارات العربية وتركيا؟ اذ ان الدول المستضيفة للتجارب لديها الحق بالحصول على اللقاح باكراً اضافة الى التكنولوجيا الخاصة بانتاج اللقاح، ما كان سيضمن للبنان الحصول على اللقاح قبل نهاية العام كحال الامارات العربية وتركيا والمملكة المتحدة.

من المتوقع أن يصل لقاح «فايزر» للوقاية من «كورونا» بين منتصف وأواخر شهر شباط القادم، وبما أن اللقاح يعطي فعاليته بعد تلقي الفرد جرعتين تفصل بينهما مدة 28 يوماً، ما يجعل الشعب اللبناني دون أي حماية حتى أواخر شهر آذار على الاقل، هذا اذا لم يحصل تأخير في تسليم اللقاح للبنان.

اذاً لبنان دون حماية حتى أواخر آذار، ومع ارتفاع الاصابات بكورونا، والتوقع بارتفاعها بنسبة 30% نتيجة الاختلاط بين الناس في فترة الاعياد، سوف يسجل لبنان من الان حتى آذار 2021 اقله 1800 وفاة، هذا اذا لم ترتفع الوفيات نتيجة ارتفاع الاصابات وعدم قدرة المستشفيات على استقبال الحالات المحتاجة الى رعاية صحية خاصة. وتأكيداً على خطورة الوضع الصحي، قال مدير مستشفى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض « ستكون الأسابيع القادمة صعبة للغاية بالنسبة للطاقم الطبي والتمريضي في مستشفى الحريري الجامعي وفي كل المستشفيات»، وأضاف «سوف يرهقون جسدياً وعقلياً وعاطفياً».

 

المصدر: الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!