جريمة الكحالة… دوافع وفرضيات امنية جديدة !!
صدى وادي التيم – أمن وقضاء/
لا يزال الغموض يلف جريمة الكحالة التي ذهب ضحيتها الشاب جو بجاني، وبانتظار ما ستؤول اليه نتيجة التحقيقات برزت العديد من التكهنات والنظريات حول هوية منفذي عملية القتل وكذلك الاهداف التي تقف خلفها.
واشار مصدر أمنى رفيع لـ “ليبانون ديبايت” في هذا السياق الى ان “المعطيات المتوفّرة حتى الساعة في قضية مقتل جو بجاني هي التي اظهرتها كاميرات المراقبة، وهي معطيات تناقض ما تداوله الرأي العام وجرى الترويج له من ان منفذي عملية القتل ينضوون في فرقة على درجة عالية من الاحتراف، إذ تظهر اللقطات المصورة مجموعة من الاشخاص تلقوا تدريباً عادياً في الاعمال العسكرية وذلك نتيجة الاخطاء التقنية التي وقعوا فيها وهم على الارجح اشخاص قاموا بعملية قتل في وقت سابق او تلقوا تدريباً لتنفيذ عملية قتل بجاني”.
وقال: “الدليل على هذا الامر انه لدى فتح أحد منفذي العملية باب السيارة لقتل بجاني نلحظ التصاقه بالضحية وهي من الاخطاء الامنية الشائعة، ففي حال كان بجاني مدرباً تدريباً أمنياً او مسلحاً لتمكّن من الدفاع عن نفسه وردّ القاتل عنه او حتى قتله، حيث انه من المفترض ان يقوم القاتل في هذه العملية بفتح الباب والابتعاد مباشرة لتفادي مواجهة الضحية بشكل مباشر وكذلك لتجنب اثار دماءها”.
اضاف المصدر: “خطأ اخر تمثّل بطريقة انسحاب القتلة من ساحة الجريمة حيث بدا الارتباك واضحاً في الاتجاهات التي سلكوها فتوجّه أحدهم الى الطريق مباشرة في حين ان اخر اخذ مسار بستان محاذي ليلحق به الثالث، وهذا يدل على عدم اطلاعهم ودراستهم بشكل معمق وكافٍ لمسرح الجريمة”.
الى ما يؤشّر ذلك؟
“ما تقدّم يضعنا امام عدة فرضيات حول الجهة المنفذة”، يقول المصدر “في الجرائم التي تقوم بها مجموعات منظمة يحتاج الامن الى وقت لتحليل داتا الاتصالات والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة في البلدة والطرقات المؤدية اليها وايضاً للتحري عن الضحية واذا ما قد تعرّض في وقت سابق الى تهديدات، ولكن بالتحليل يمكننا ان نصل لاستنتاجات منها انه بالنظر الى “بروفايل” جو بجاني لا يظهر انه شخص يمكن ان يكون مطلعاً على معلومات سرية تستدعي قتله، اذ يبدو انه شخصاً عادياً ان كان لناحية طبيعة عمله كمصوّر خاصة انه ذكر عدم تمكنه من تصوير انفجار المرفأ او حتى لجهة عمله في شركة ألفا، ما هي الداتا المهمة التي يمكن ان تؤدي الى قتله!؟”.
وبالعودة الى دوافع الجريمة واهدافها، يقول المصدر: “كل ذلك يضعنا امام تصوّر مفاده ان اختيار هذا الشخص لقتله يأتي ضمن مخطط يحمل فرضيتان هما الاكثر ترجيحاً، الاولى تتجه نحو اعتبار المجموعة المنفذة تنتمي الى منظمة ارهابية تشبه جماعة كفتون، وهي تهدف الى جر الساحة المسيحية الى موجة عداء مع ا ل ح ز ب بعد ان اشارت اصابع الاتهام الصحفية الى ضلوعه في العملية، وهي تتطابق في بعض الاوجه مع جريمة كفتون وبالتحديد لناحية كاتم الصوت”.
“اما الفرضية الثانية ترجّح ان تكون الخلية المنفذة لعملية القتل تدور في فلك ا ل ح ز ب وتقوم باختيار اشخاصاً تقتلهم بشكل عشوائي لتستكمل فيما بعد مخططها بتصفية الاشخاص التي تضعهم على لائحتها بحسب ظروف المرحلة المقبلة من خلال اطفاء بعض الشخصيات المؤثرة، وذلك بهدف التمويه والدفع نحو الاعتقاد ان هناك جهات خارجية تقوم بذلك”.
ورأى المصدر انه: “في كلتا الحالتين يمكننا لاستنتاج ان الساحة مفتوحة امام اجهزة المخابرات الداخلية والخارجية التي تستغل خلايا ارهابية صغيرة او مجموعات في المخيمات وتحرّكها لضرب أهداف معينة”، مضيفاً: “اليوم نظريات الامن الذاتي استفاقت لدى المجتمعات اللبنانية وخاصة المسيحية منها واختيار شخص في منطقة مثل الكحالة بعمقها المسيحي ليس بعيدا عن احتمال توظيفه لشد العصب المسيحي بما يسرع في عملية تحلل الدولة وهو امر على درجة عالية من الخطورة”.
وختم المصدر: “من الضروري بل من الملحّ الاسراع في كشف هذه الجريمة بكل تفاصيلها والاجهزة الامنية مطالبة اليوم بذلك لان التباطؤ في التحقيق او فشله سيؤدي الى بروز الغام في الساحة الداخلية في هذه المرحلة الساخنة اقتصاديا وسياسياً ما يضع لبنان امام سيناريوهات صعبة يدفع ثمنها المواطن اللبناني العاجز امام هول الازمات المتتالية”.
المصدر: ليباانون ديبات