لماذا يدفن اليابانيون أنفسهم في الرمال وهم أحيا
لماذا يدفن اليابانيون أنفسهم في الرمال وهم أحياء؟
غالبية الناس يذهبون إلى الشاطئ للاستمتاع بمياه البحر المالحة المنعشة، والسباحة بعكس أمواج البحر.. إلّا سكّان جزيرة كيوشو اليابانية.. فهم يذهبون من أجل الرمال.
وتعتبر رمال شاطئ إبوسوكي على جزيرة كيوشو، غنية بالمعادن المفيدة المزودة من الينابيع البركانية الحارة الممتدة على الساحل. كما أنها توفر أيضاً إحساساً مريحاً وملمساً ناعماً ودافئاً للأشخاص الذي يسافرون ويقطعون مسافات عدة من أجل “دفن” أنفسهم تحت الرمال، في طقوس يابانية تقليدية تسمى “سونا ماشي.”
وتوفر المنتجعات المحيطة بالشاطئ عاملين لمساعدة زوّار الرمال على دفن أنفسهم، كما توفر لهم أيضاً مظلات ومناشف لحماية أنفسهم من أشعة الشمس، أثناء غمر أجسادهم بالرمال السوداء الشافية.
ويسافر اليابانيون منذ أكثر من 300 عام إلى ساحل إبوسوكي بحثاً عن علاج طبيعي لأمراض عدة، بما فيها الروماتيزم، وآلام الظهر، وشلل ما بعد السكتة الدماغية، والبواسير، والربو، والسكري، واضطرابات الدورة الشهرية، والعقم، وفقر الدم، والإمساك، والسمنة.
وتتراوح درجة حرارة الرمال بين 50 و55 درجة مئوية، ما يضطر الزوّار إلى ارتداء الكيمونو الياباني التقليدي، الذي يسمح قماشه الرقيق بوصول البخار البركاني إلى الجسم، والجلوس لمدة لا تتخط 20 دقيقة، من أجل تجنب الحروق التي يمكن لحرارة الرمال أن تسببها.
وقد تطورت علاجات جلسات الـ”سونا موشي” في العصر الحديث، لتتضمن العلاجات التجميلية، حتى أصبحت الرمال وسيلة لترطيب الجلد والبشرة، وذلك بسبب حمض الميتاسيليسيك وأيونات الكالسيوم الموجودة في الرمال.